جولة لمشاهدة الغوريلا الجبلية في شرق إفريقيا

تعد مشاهدة الغوريلا الجبلية في إفريقيا من الرحلات السياحية المثيرة؛ نظرا لأن هذه الحيوانات مهددة بالانقراض ولم يتبق منها سوى 880 غوريلا، ولكن مثل هذه الرحلات المثيرة والأجواء الاستثنائية تتكلف أموالا باهظة، غير أن النشاط السياحي يساهم في الحفاظ على هذه الحيوانات من الانقراض.

وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإنه تعيش الغوريلا الجبلية في منطقتين في شرق أفريقيا؛ حيث يوجد حوالي نصف هذه الحيوانات في الغابات المطيرة في محمية «بويندي» الطبيعية في أوغندا، وتوجد بقية هذه الحيوانات في منطقة براكين فيرونجا، التي تتوزع على ثلاث دول؛ حيث توجد المحمية الطبيعية «مجاهينجا غوريلا» في أوغندا، أما في رواندا فتوجد المحمية الطبيعية «فولكان»، وفي الكونغو توجد محمية «فيرونجا»، وبالتالي فإنه يمكن للسياح مشاهدة الغوريلا في ثلاث بلدان إفريقية.

ويتوجه الغالبية العظمى من السياح إلى محمية «بويندي» في أوغندا وإلى محمية «فولكان» في رواندا، بالإضافة إلى أنه يتم تنظيم رحلات سياحية مع مرشد في محمية «فيرونجا» الواقعة في الكونغو، ولكن لا يقصدها سوى عدد قليل من السياح؛ نظرا لتحذيرات السفر، التي تطلقها البلدان الغربية بشأن زيارة المناطق غير المستقرة في شرق الكونغو.

تكلفة باهظة

وتختلف تكاليف الرحلات السياحية في هذه البلدان الثلاثة اختلافا كبيرا؛ حيث قامت رواندا بمضاعفة تكلفة الرحلة بما في ذلك التصريح اللازم لمشاهدة الغوريلا إلى 1500 دولار أمريكي، وتبلغ تكلفة الرحلة في أوغندا خلال الموسم السياحي 600 دولار أمريكي، و450 في الأوقات، التي لا تشهد إقبالا سياحيا كبيرا، أما في الكونغو فإن التكلفة الرحلة السياحية لمشاهدة الغوريلا تبلغ 400 دولار أمريكي، وتشمل هذه الأسعار رسوم دخول المحمية الطبيعية والمرشد السياحي، وفي جميع المحميات الطبيعية يسمح للسياح بالبقاء لمدة ساعة واحدة فقط لمشاهدة الحيوانات.

وعند قيام السائح بزيارة المحميات الطبيعية ضمن رحلات منظمة من قبل شركات السياحة، فإنها تقوم بجميع الإجراءات نيابة عنه، مثل التسجيل والحصول على التصريح، ولكن يتعين على الرحالة، الذي يرغب في زيارة المحمية، الاتصال بهيئة الحياة البرية الأوغندية أو مكتب السياحة في رواندا أو محمية «فيرونجا» بشكل مبكر للحصول على تصريح بالزيارة؛ نظرا لأن الأعداد تكون محدودة للغاية.

وفي أوغندا لا يجوز أن يزيد عدد المجموعة السياحية، التي تزور الغوريلا، عن 8 أفراد بدءا من الصباح الباكر، ويسري ذلك على رواندا أيضا، التي تضم المجموعة بها 8 سياح كحد أقصى، ويعمل هذا التقييد الصارم في عدد السياح على الحفاظ على الحيوانات، وتمتد الجولة السياحية في محمية «بويندي» لمدة تصل إلى 6 ساعات، وتتطلب هذه الجولة أن يتمتع السياح بلياقة بدنية؛ حيث يبلغ وقت السير حوالي 30 دقيقة إلى أربع ساعات حسب الطريق، كما يمكن للحمالين تولى مهمة الحقائب عند الرغبة.

7 أمتار

وعند إصابة السائح بنزلات البرد أو الإنفلونزا، فلا يسمح له بمشاهدة الغوريلا؛ نظرا لأن مسببات المرض قد تشكل خطرا على الغوريلا وتهدد حياتها، وبالإضافة إلى ذلك يجب من الناحية النظرية أن يحافظ السياح على مسافة تبلغ 7 أمتار بينهم وبين الغوريلا، ولكن في الواقع العملي لا يتم الالتزام بهذه التعليمات في أغلب الأحيان؛ نظرا لأن الحراس يرغبون في توفير متعة رائعة للسياح أملا في المزيد من الإكراميات.

عادة ما تتعامل الغوريلا بهدوء تام مع التجمعات البشرية، التي تقترب منها، ومع ذلك ينبغي على السياح عدم إحداث أي ضجيج بجوارها والتحدث همسا، ولا يجوز أبدا تناول المأكولات والمشروبات بالقرب منها، بالإضافة إلى أنه يُحظر تماما إلقاء المخلفات والقمامة في المحميات الطبيعية، كما ينبغي على السياح اتباع تعليمات الحراس دائما. وإذا أحدثت الغوريلا بعض الضجيج فلابد للسياح من التحلي بالهدوء، ويمكن التقاط الصور الفوتوغرافية ولكن بدون فلاش، ومن الأفضل أن تتضمن حقيبة الظهر ملابس بأكمام طويلة وثقيلة وزجاجة مياه وبعض المأكولات الخفيفة لتناولها أثناء التجول، بالإضافة إلى كاميرا ذات عدسة مقربة شديدة الإضاءة. وعادة ما يلتقط السياح الكثير من الصور لمشاركتها مع الأهل والأصدقاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وينبغي على السياح عدم قضاء الساعة المخصصة لمشاهدة الغوريلا في التصوير فحسب، بل يجب عليهم الاستمتاع بهذه اللحظات، التي لا تنسى.