fatma
fatma
أعمدة

رأيها: صوت المحبة

17 يناير 2018
17 يناير 2018

فاطمة الإسماعيلية -

كل صباح عندما أدير مذياع السيارة وأقوم بالتجول بين المحطات المختلفة أحتار كثيرا قبل أن أستقر على المحطة التي ارغب أن أبدأ فيها يومي - بالرغم من أنني لا أربط كثيرا ما أسمعه بتحديد مسار يومي - لكن مؤخرا بدأت اشعر أنه لم تعد الأخبار السياسية تجذبني كثيرا- بالرغم من أهمية الإطلاع على أخبار العالم باعتباره جزءا أساسيا من عملنا- لكن أصبحت أتجنب عناوين الأخبار المُغلفة بالحزن أو التحليلات السياسية التي يظهر فيها كثير من التحيز لموضوع على حساب آخر، عموما فإن الأخبار والأحداث السيئة والجيدة لم يعد سماعها يقتصر على بالإذاعة فحسب، وأصبحت تأتينا عن طريق هواتفنا الذكية من كل حدب وصوب ومن غير سابق انذار، وتفتقد في بعض الأحيان لمصداقيتها.

لكن تبقى للإذاعة نكهة خاصة - تحديدا في بدايات الصباح - ويعتبر من وسائل الإعلام التي لها تأثير كبير على شريحة ممتدة من الجمهور، خاصة أنها مصدر مهم للأخبار التي تتميز بالمصداقية إلى حد كبير، وتمكنت عن طريق برامجها المنوعة من جذب المستمعين حتى من فئة صغار السن، فضلا على ثقة الناس بما يُبث بالإذاعة، فإن البرامج الحوارية بمختلف موضوعاتها واستضافة المختصين وتحليلاتهم للموضوعات المختلفة باتت تحظى بشعبية كبيرة، وأحيانا تحقق تأثيرا كبيرا على المستمع خاصة إذا كان أسلوب الطرح محايدا وسليما، لأجل كل ذلك يجب أن يتمتع المذيع (برأيي) بدرجة من الثقافة وتحقيق الإتزان في الطرح وعرض الموضوع بحيادية قدر المستطاع - دون تحيز - والحرص على طرح الموضوعات على اختلافها بطريقة موضوعية لا تؤجج المواقف.

في خضم كل ذلك هناك من قرر في زحمة هذه الأحداث جميعها أن يبتعد عن تقليب القنوات لأنها لا تروق له بالمجمل، لكن التنوع في محطتنا الإذاعية المحلي، ووصول ترددات من خارج الحدود إلينا، يجعلنا أمام خيارات أوسع، ليختار المتلقي ما يناسبه للاستمتاع والاستمتاع .

الإذاعة في كل الحالات من وسائل الإعلام الفعالة والتي لها تأثير مهم على الثقافة العامة للمجتمع، سواء كانت مختصة بالبرامج السياسية أو الثقافية أو حتى منوعة وترفيهية، لأنها عادة ما ترافق المستمع من وإلى مقر عمله بشكل يومي، لذا على المذيع أن يحرص على انتقاء ما يقول بدقة، لأن المتلقي اليوم أصبح على قدر من الذكاء والوعي، لذا فإن التنوع الجوهري والتفكير خارج الصندوق وبطريقة مبتكرة ومحافظة هو مطلب مهم، حتى في استخدام المصطلحات، فبعضها باتت تُشعر المستمع بالضجر بسبب تكررها للأسف.

تبقى الإذاعة في كل زمان صوت المحبة والمصدر الأهم لمعرفة الأحداث عبر التاريخ، حيث بث عبر أثيرها أهم الأخبار، ومنظر أجدادنا وهم يعانقون ذلك المذياع لمتابعة الأخبار اليومية مازال عالقا في ذاكرة الكثيرين.