humdah
humdah
أعمدة

الخيميائي.. مجددا

14 يناير 2018
14 يناير 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

لم تحقق رواية الانتشار الذي حققته رواية (الخيميائي) للروائي البرازيلي باولو كويلهو، والتي احتفل في 2017 بمرور 25 سنة على صدورها وقد بيع منها حتى نهاية العام خمس وستون مليون نسخة، وترجمت إلى ثمانين لغة، وهو ما يجعلها أكثر الكتب ترجمة لأي كاتب على قيد الحياة، وحطمت أرقاما قياسية في بقائها في قائمة نيويورك للكتب الأكثر مبيعا لمدة تجاوزت 300 أسبوع، وهو ما لم يحققه كتاب حتى الآن.

لا أحد يعرف السر في هذا الهوس بالرواية البسيطة جدا، التي يقول الكاتب إنه كتبها في مدة لا تتجاوز الأسبوعين، حتى سميت بظاهرة العصر، ووصفتها الإعلامية أوبرا وينفري بالدليل الروحي لهذا الزمان، فقد ساهمت في تغيير حياة الكثير من البشر حول العالم.

شخصيا قرأت الرواية ثلاث مرات، بنسختيها العربية والانجليزية، وكما عبر كل من قرأ الرواية أنه بغض النظر عن عدد المرات التي قرأتها فيها، تكتشف بأن هناك دائما درسا جديدا لم تتعلمه بعد، قرأتها في بداية التسعينات، آنذاك كان الدرس الذي أخذته منها هو أنه عندما تضع نصب عينيك أمرا فإن العام كله يتآمر معك لتحقيق ما تريد، آمنت بذلك فحدثت معجزات في حياتي ما كنت أتوقعها.

في القراءة الثانية تعلمت بأن لكل منا أسطورته الشخصية، مما جعلني أبحث عن أسطورتي الشخصية في الكتابة والتأثير على الآخرين، في تجربة رائعة أثرت حياتي وحياة من حولي.

وفي المرة الثالثة كان الدرس في أننا نرحل بعيدا بحثا عن الكنز المفقود، في الوقت الذي يكون الكنز بداخلنا أو بالقرب منا، لقد ساعدتني الرواية على ما أظن في التفكير جديا في أسطورتي الشخصية، وفي تحدي العقبات التي اعترضتني، لكن تبقى الحكمة الصينية - عندما يكون التلميذ مستعدا يظهر المعلم- في محلها فليس كل من قرأ الرواية استفاد منها، فقد كتب لي بعض القراء عندما استعرضت الرواية في قراء سابقة في هذه الصفحة، بأنهم لم يجدوا فيها ما يثير الاهتمام مطلقا، تفسيري كان بأنهم لم يكونوا بحاجة لهذه الدروس، أو أنهم غير مستعدين لها بعد.