1213756
1213756
مرايا

النزول الأسود.. لص النظر الصامت

10 يناير 2018
10 يناير 2018

النزول الأسود من أهم وأخطر أمراض العيون والتي تعد من أهم أسباب فقد النظر. وحالياً يعتبر النزول الأسود السبب الثاني لفقدان النظر في العالم بعد اعتلال الشبكية السكرية.

ويشير أخصائي طب وجراحة العيون بمركز دار العيون لجراحات الليزر بمسقط د. وائل أبو زيد أن النزول الأسود أو الجلوكوما وفي بعض المجتمعات يسمى بالماء الأزرق هم جميعا أسماء لمرض واحد. والنزول الأسود معناه ارتفاع ضغط العين فوق الحد الطبيعي والذي يحدث معه تأثر أو تلف لعصب العين. وقد يؤدي ارتفاع ضغط العين المزمن دون علاج إلى تلف كامل أو ضمر عصب العين ومعه يحدث فقدان كامل للنظر حتى أن العين قد لا تبصر تماما ولا ترى النور.

وأوضح أن النزول الأسود أو ارتفاع ضغط العين مرض صامت في معظم حالاته. ويتم تشخيصه في معظم الحالات أثناء فحص العين الروتيني عند طبيب العين دون أي شكوى سابقة من المريض. ولكن بعض الحالات القليلة والتي يحدث معها ارتفاع شديد في ضغط العين يحدث معها ألم شديد بالعين وقد تكون مصحوبة بضعف سريع وشديد بالنظر والتي تحتاج إلى تدخل سريع من طبيب العيون حتى لا يحدث معها فقدان للنظر.

أسبابه

وأضاف د.وائل أن أسباب النزول الأسود في كثير من الحالات غير محددة الأسباب ويفسرها العلماء بوجود خلل في دورة السائل الموجود بالجزء الأمامي للعين المسمى بالسائل الرطبي. السائل الرطبي يفرز من داخل العين ويقوم بتغذية الجزء الأمامي من العين ثم يخرج من داخل العين لخارجها عن طريق نسيج يشبه الشبكة أو المصفاة. ويحدث ارتفاع ضغط العين نتيجة زيادة في الإفراز أو تعطل في الإخراج أو توقف مسار السائل داخل العين.

كما لا يوجد دليل على إصابة أشخاص بعينهم بالنزول الأسود دون غيرهم. حيث أن معظم الأبحاث تتحدث عن العامل الوراثي في الإصابة بالنزول الأسود وإن كان لا يوجد دليل قاطع على هذه النظريات. ولكن تم توصيف بعض الأمراض التي قد تمثل سبباً لمرض النزول الأسود مثل السكري وقصر وطول النظر الشديدين والعشى الليلي والتهابات القزحية. بعض الأدوية كذلك تسبب ارتفاع في ضغط العين كاستخدام الكورتيزونات سواء بالفم أو بقطرة العين أو حتى بالبخاخات التي تستخدم في علاج أزمات الربو وإن كانت يتفاوت استجابة العين وارتفاع الضغط باختلاف وسيلة الدواء المستخدمة بالتأكيد. وعليه فإن الأشخاص المصابين بهذه الأمراض يتوجب عليهم المتابعة الدورية مع طبيب العيون لاكتشاف أي تغير بضغط العين او بوظيفة عصب العين.

نتيجة حدوث الخلل في دورة السائل الرطبي داخل العين يحدث ارتفاع ضغط العين وينتقل هذا الضغط إلى أجزاء العين الداخلية وأهمهم عصب العين.

عصب العين يعتبر بمثابة الناقل للصورة من العين للمخ تماماً مثل الكابل الكهربائي الذي يصل الأجهزة الكهربائية بمصدر الكهرباء. مع ارتفاع الضغط يحدث تأثر وضعف بالألياف العصبية المكونة لعصب العين والتي تموت تدريجياً مع إهمال العلاج أو في حالة عدم تشخيصها في الوقت المناسب. وقد يحدث ضمور تدريجي للألياف العصبية دون أن يكتشف المريض ذلك حتى يحدث ضعف شديد بالنظر ولهذا يسمي العلماء مرض النزول الأسود بلص النظر الصامت حيث أنه قد يسبب ضعفا شديدا بالنظر دون أي أعراض وبشكل تدريجي بطيء.

وأوضح أيضا أخصائي طب وجراحة العيون أن الطبيب المختص يقوم بفحص ضغط العين لجميع المرضى في عيادة العيون كجزء من فحص العين الروتيني. وفي حالة اكتشاف الطبيب لارتفاع ضغط العين عند المريض أو في حالة اشتباه الطبيب باحتمالية الإصابة يقوم الطبيب بعمل فحوصات لوظيفة عصب العين للوقوف على حالة المريض. ويعتبر فحص مجال إبصار العين وفحص الأشعة المقطعية لعصب العين من أهم الفحوصات التي يجريها الطبيب لتشخيص ومتابعة النزول الأسود.

علاجه

وأكد د. وائل أبو زيد أن بعد تشخيص النزول الأسود يقوم الطبيب باختيار العلاج المناسب للمريض بناء على حالته. ففي بعض الحالات يقوم الطبيب بوصفات القطرات الطبية للتحكم في ضغط العين وفي بعض الحالات الأخرى يختار الطبيب إجراء تدخل جراحي. الليزر أيضا له دور في بعض حالات النزول الأسود. وخبرة الطبيب في هذا المجال مهمة لاختيار نوع العلاج المناسب لكل مريض. وفي جميع الأحوال فإن متابعة مريض ضغط العين في غاية الأهمية حتى لا يحدث تدهور في وظيفة عصب العين وفقدان كامل للبصر لا قدر الله.