1215682
1215682
المنوعات

في أغادير المغربية.. أول متحف عربي وإفريقي للنيازك

06 يناير 2018
06 يناير 2018

أغادير (المغرب) «الأناضول»: بين الحين والآخر تتساقط نيازك في مناطق جنوبية بالمغرب، ما دفع متحف جامعي في مدينة أغادير (جنوب) إلى التخصص في جمع النيازك وتقييمها علميا وعرضها للزائرين، على أمل وقف تهريبها خارج المملكة.

وشهدت السنوات الأخيرة سقوط نيازك كثيرة من الفضاء في الصحاري المغربية، في ظاهرة حظيت باهتمام باحثين في جامعات ومتاحف، كما كانت محط تقارير إعلامية مغربية وعالمية.

من أشهرها، نيزك «تيسنت»، الذي سقط في صيف عام 2011، بإقليم (محافظة) طاطا (جنوب شرق). وقال مهتمون: إن «تيسنت» ينتمي إلى كوكب المريخ، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن متحف التراث الطبيعي في العاصمة البريطانية لندن اقتناه بثمن باهظ.

للحفاظ على هذا الموروث العلمي والجيولوجي من النيازك، وتقريبه من الباحثين والطلبة، تم تأسيس المتحف الجامعي للنيازك بجامعة ابن زهر (حكومية) في أغادير (جنوب)، في فبراير 2016. ويشرف على هذا المتحف الدكتور عبد الرحمن إبهي، المتخصص في علم النيازك، رئيس مختبر البلورات في كلية العلوم بالجامعة ذاتها.

وشيد المتحف، الذي زاره مراسل الأناضول، على مساحة 180 مترًا مربعًا، ويضم قاعتين، إحداهما خاصة بالعروض المرئية للأفلام الوثائقية، ومواد بصرية خاصة بعلوم النيازك. بينما تضم القاعة الثانية واجهات خاصة بعرض مختلف أنواع النيازك، مرفقة بمعلومات تفصيلية عنها.

وتحتوي واجهات أخرى على معلومات عن كيفية البحث عن النيازك والأدوات المستعملة في ذلك، إضافة إلى إحصاءات ومعلومات عن مواقع تساقط النيازك في المغرب، وغيرها من المعطيات.

المشرف على المتحف، د. عبد الرحمن إبهي، قال للأناضول: إن «المتحف الجامعي للنيازك في أغادير هو أول متحف من نوعه في العالم العربي وإفريقيا، ويضم أكثر من 150 نيزكاً من المغرب ودول عربية أخرى وأوروبا». وأضاف أن «حلم إنشاء متحف خاص بالنيازك في جنوب المغرب، كان يراودنا منذ سنوات، لوقف ضياع النيازك المغربية ومغادرتها البلاد بطرق غير قانونية، ومن أجل إتاحتها أيضا لطلبتنا وأبنائنا والمهتمين».

و«أحدث آخر قطعة وصلت المتحف هي من النيزك المسمى (تشيليا بنسك)، الذي سقط في روسيا قبل خمس سنوات، وأصاب المئات من السكان بجروج بعد مروره قبل السقوط فوق مبانٍ سكنية»، بحسب المشرف على المتحف. وتابع «إبهي» أن «المتحف يضم عدة واجهات تعرض حالياً نيازك قمرية، ونيزكين من المريخ، أحدهما هو نيزك (تيسنت) المشهور».

ويزور المتحف شخصيات مغربية وأجنبية وعلماء وطلبة جامعات من داخل المغرب وخارجه، وتجمعه اتفاقيات تعاون مع جامعات ومؤسسات علمية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

من بين زوار المتحف، الذي يفتح أبوابه مجانا، الشاب المغربي «ياسين أبعلال»، الذي جاء من إقليم تارودانت شرق مدينة أغادير ، حاملاً حجراً نيزكياً. وقال الشاب المغربي للأناضول إن «هذا النيزك سقط في ضواحي قريتي بمنطقة تارودانت».

وأضاف: «جئت اليوم كي استفسر من القائمين على المتحف بشأن الطبيعة العلمية لهذا النيزك، الذي أحدث دوي انفجار بعد سقوطه قرب قريتنا».

وأردف «أبعلال»: وجدت هذه القطعة في مكان سقوط النيزك، لكنني لا أعلم بطبيعتها ولا بنوعها». وتابع: «الدكتور عبد الرحمن إبهي سيساعدني على تحديد طبيعة هذا الحجر الفضائي وقيمته العلمية، بعد إخضاعه للكشوفات المخبرية في الجامعة».

حمل الشاب المغربي مبارك البيضة معه إلى المتحف أربع عينات من النيازك، لفحصها في المختبر الجامعي للتأكد من طبيعتها. «البيضة»، وهو أحد هواة البحث عن النيازك، قال للأناضول إن «المتحف الجامعي للنيازك أصبح يقدم مساعدة مهمة للباحثين وهواة جمع النيازك عبر المساعدة في الشق العلمي وتحديد طبيعة الأحجار النيزكية».

ومضى قائلا: «جئت إلى المتحف من إقليم آسا الزاك، وهو أحد الأقاليم الجنوبية، التي تشهد تساقط النيازك باستمرار».

وتابع الشاب المغربي: «نخرج إلى الصحراء بحثاً عن النيازك، ونأتي بها إلى مدينة أكادير عند الدكتور إبهي في المتحف الجامعي، وهو يُحدد لنا مكوناتها ومصدرها».

وعادة ما يتكون النيزك، حسب المختصين، من حطام الصخور، وقد يكون في حجم حبيبات الرمل الصغيرة أو في حجم صخرة كبيرة. ويسمى النيزك باسم الشهاب عند دخوله الغلاف الجوي لكوكب الأرض، أما إذا وصل إلى سطح الأرض، فيعرف في هذه الحالة باسم الحجر النيزكي.

وتُعرض حالياً قطع نيزكية من المغرب في كبرى المتاحف العالمية، لذلك يأمل القائمون على متحف أغادير أن يساهم في وقف تهريب الأحجار النيزكية المغربية إلى خارج المملكة، حيث تُباع في الأسواق العالمية بأثمان باهظة.