1212273
1212273
العرب والعالم

سول تعرض على بيونج يانج إجراء محادثات مباشرة

02 يناير 2018
02 يناير 2018

الصين ترحب بالمبادرة وتدعو لاغتنام الفرصة -

سول - (أ ف ب): عرضت كوريا الجنوبية أمس على بيونج يانج إجراء مفاوضات على مستوى رفيع في التاسع من يناير بعدما مد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يده لسول ملمحا إلى إمكانية مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ينظمها الجنوب.

واغتنم كيم رسالته إلى الشعب الكوري الشمالي بمناسبة العام الجديد ليؤكد مرة جديدة تحول بلاده إلى قوة نووية، محذرا أن «الزر النووي» يبقى في متناوله، لكنه في المقابل تبنى لهجة مهادنة حيال سول.

وقال وزير إعادة التوحيد الكوري الجنوبي شو ميونغ غيون خلال مؤتمر صحفي «نكرر استعدادنا لإجراء مفاوضات مع الشمال في أي زمان ومكان وبأي شكل».

وأضاف «نأمل أن يتمكن الجنوب والشمال من الجلوس وجها لوجه لبحث مشاركة وفد كوريا الشمالية في ألعاب بيونج تشانج فضلا عن مسائل أخرى ذات اهتمام متبادل من أجل تحسين العلاقات بين الكوريتين».

وقال: إن تفاصيل المفاوضات المقترحة، ومن ضمنها جدول الأعمال، يمكن مناقشتها عبر الخط الساخن بين الكوريتين في بانموجون، والمقطوع منذ 2016.

وعقدت الكوريتان اللتان تفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح يسودها التوتر منذ انتهاء الحرب الكورية 1950-1953، آخر محادثات بينهما في 2015.

وترأس تلك المحادثات مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية آنذاك كيم كوان-جين ونظيره الكوري الشمالي هوانغ بيونغ-سو، لكنها فشلت في التوصل لاتفاق.

وقال كوه يو-هوان أستاذ العلوم السياسية في جامعة دونغوك «إن مجرد لقاء بينهما سيكون مجديا لأنه يؤشر إلى محاولة من الطرفين لتحسين العلاقات».

لكنه أضاف: إنهما عندما يجلسان يمكن أن تضع كوريا الشمالية سول في موقف صعب بتقديم مطالب غير مقبولة مثل وقف التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة.

وقال «ما تحاول كوريا الشمالية القيام به هو إعادة تأسيس علاقاتها (مع سول) كدولة نووية. والمعضلة لدى الجنوب تتعلق بما اذا كان بإمكاننا قبول ذلك».

ورحب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان الذي يفضل حوارا لنزع فتيل التوتر مع الشمال، امس بتلميح كيم إلى احتمال وجود فرصة للدخول في حوار.

غير انه قال: إن التحسن في العلاقات بين الشمال والجنوب يجب أن يترافق مع خطوات لنزع السلاح النووي.

وأثارت كوريا الشمالية قلق المجتمع الدولي في الأشهر القليلة الماضية بعد إطلاقها صواريخ وإجرائها تجربتها النووية السادسة والأقوى.

واستخفت بيونج يانج بسلسلة جديدة من العقوبات والتصعيد الكلامي من الولايات المتحدة، وواصلت مساعيها لتطوير برنامج التسلح الذي تقول انه دفاعي لحمايتها من عدوان أمريكي.

وتعد تصريحات كيم أول إشارة على استعداد كوريا الشمالية للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية التي ينظمها الجنوب من 9 إلى 25 فبراير.

ووصف مون ذلك بـ«الرد الإيجابي» على آمال سول بأن تمثل ألعاب بيونج تشانج «فرصة رائدة للسلام» وحض المسؤولين على اتخاذ الخطوات لتحقيق مشاركة كوريا الشمالية.

من جهتها رحبت بكين، الحليف الرئيسي لبيونج يانج، بالتطورات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غنغ شوانغ «ندعم الجانبين في اغتنام هذه الفرصة للقيام بجهود ملموسة من أجل تحسين العلاقات الثنائية ... والتوصل لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة».

وتعتبر واشنطن الصين أساسية في التوصل لحل للأزمة في شبه الجزيرة الكورية، وطلبت من بكين بذل المزيد من الجهود لكبح جماح بيونج يانج.

وفيما أيدت الصين قرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على كوريا الشمالية، عرضت خطة تقضي بتجميد الولايات المتحدة التدريبات العسكرية في كوريا الجنوبية مقابل تجميد كوريا الشمالية برنامجيها النووي والصاروخي.

لكن واشنطن وسول رفضتا الفكرة، فيما تصر بيونج يانج على مواصلة برنامجيها النووي والصاروخي.

وفي خطابه أمس الأول قال الرئيس الكوري الشمالي: إن الألعاب الأولمبية تعطي سببا للمسؤولين من الدولتين الجارتين «للقاء في المستقبل القريب».

وقال كيم في خطابه «كوننا مواطنين من نفس الدم كالكوريين الجنوبيين، من الطبيعي أن نشاركهم متعة الفعالية الواعدة وأن نساعدهم».

وتجرى الألعاب الأولمبية الشتوية على بعد 80 كلم فقط من الحدود المحصنة مع الشمال، وقد هيمنت أزمة الأسلحة النووية على الاستعدادات للألعاب.

وترغب سول ومنظمو الألعاب في أن تشارك كوريا الشمالية في هذه الدورة الشتوية. ويقول المحللون انه من المرجح أن تشارك كوريا الشمالية في ألعاب بيونج تشانج نظرًا لتصريحات كيم المتعلقة بإرسال وفد إلى هناك.

وتأهل اثنان من الرياضيين الكوريين الشماليين - ثنائي التزحلق الفني على الجليد ريوم تاي-اوك وكيم جو-سيك - إلى الألعاب لكن اللجنة الأولمبية الكورية الشمالية لم تؤكد مشاركتهما قبل انتهاء مهلة 30 أكتوبر.

لكن يمكن للجنة الأولمبية الدولية أن تدعوهما للمشاركة في الألعاب.