البعض يودعه بفرح وغيرهم رآه مضيئا - باب يغلق وآخر يفتح لأحلام نرجو أن تتحقق بالعام الجديد

كتبت- رحاب الهندي -

كل عام نودع أياما مضت لنستقبل أياما جديدة لعام جديد، البعض يسكنه دوما أمل وتفاؤل بكل ما هو جديد، والبعض يستكين في مكانه وهو يرى نورا يخبو، بين هذا وذاك يظل صوت يقول: إنها الحياة بامتداد سنواتها، وليس هناك عام سيئ وعام جيد، كل عام يحمل في أحشائه الجيد والسيئ وعلينا جميعا تقبل هذا الأمر.

هو استطلاع سنوي نقوم به مع الناس نستكشف آراءهم وآمالهم، والغريب أن كثيرين اعتذروا قائلين: لا جديد، فماذا سنقول؟ والبعض أجابنا بما ستقرأونه في هذا الاستطلاع.

أمل رغم كل المعاناة

الشاعر الرائع مبارك العامري كتب أبيات شعر تعبر عن ما يجول في خاطره للجديد، فقال:

مَا دَامَ مِصْبَاحُ الأَمَلِ مُشْتَعِلاً

لَنْ تَجْرُؤ فَيَالِقُ الظَلامِ

عَلى قَرْعِ أجْراسِهَا

لَكِنَّنَا

حِين نَتَعَدَّى تِلْكَ العَتَبَةَ البَاهِرَةَ

نَخْطُو بِعَيَنَيْنِ مُغْمَضَتَيْن

نَحْوَ حُفْرَةِ العَدَم

أيُّهَا الضِيَاءُ الشَفيفُ

انْشُرْ شِراعَكَ

في المَدَى

فَلَوْلا الحلمُ لانْقَرَضْنَا.

سعيدة البلوشية (ربة بيت) ابتسمت قائلة: كل عام وجلالة السلطان يا رب بخير وبلدنا الحبيب بألف خير، هي السنوات لا تتغير كثيرا، وكلما كبر الإنسان يرجو تحقيق أمنياته، وأنا شخصيا أتمنى نجاح أولادي في الدراسة وأن أزوج أبني الكبير.

اكتشاف جديد

أحمد البوسعيدي (عرف عن نفسه بأنه يعمل حرا) قال لنا: أعظم ما تعلمته في العام المنصرم أنه لا تنظر إلى قيمتك في أعين الناس، وافهم نفسك أكثر وأكثر واعمل على تطوير نفسك دائماً وركّز على مشاركة وقتك مع من يفعل هذا، فكل ما يأتي بسرعة يخبو بسرعة، فلا تؤمن بالنجاح والتأثير السريعين.

ولكننا نودع عام 2017م والذي أعتبره- بالنسبة لي- عاما جيدا على الصعيد الشخصي ولله الحمد. حيث تعلمت الكثير وسافرت كثيرا، وخرجت في رحلة إغاثية علمتني الكثير، ورأيت معاناة البعض فحمدت ربي كثيرا على ما نحن فيه.

وبالنسبة للعالم العربي فقد كان عاما مأساويا لكثير من الدول العربية اقتصاديا وسياسيا، فيه حروب تقضي على الأخضر واليابس وتشرد مواطنين من أوطانهم، ونستطيع القول إن العام الراحل شهد تطورات متعددة على الصعيد العالمي وأحداث مختلفة.

ورغم كل هذا يبقى هناك أمل وأمنية للعام الجديد، بأن يكون عاما مختلفا ممتلئا بالحب والسلام والحب بشكل شخصي ولبلدي وللعالم العربي والعالم أجمع.

وتبقى الأمنيات

حميدة المقبالية (موظفة بنك) تقول: بصراحة منذ أعوام قليلة والإنسان يشعر بأنها نفس الأيام والأعوام، حيث تتشابه مع اختلاف رقم العام، لكن وأكيد كل عام يحمل أفراحا وأحزانا للغالبية.

فأنا مثلا كانت فرحتي كبيرة بنجاحي في دورات دراسية تهم عملي، لكني مضيت أيام حزن حين مرضت أمي، ثم كانت أيام فرح بزواج أخي. هذه هي الحياة يا عزيزي، ونبقى دائما وبين عام وعام نرجو من الله الستر والصحة والعافية، وهذه الأيام أعتقد أن الجميع يرجو الأمن والسلام.

عام مختلف

رحيبة العامرية (مديرة مكتب) أجابت قائلة: سبحان الله يأخذ منا ويعطينا، في بداية العام المنصرم كان حزينا بوفاة والدتي رحمها الله، ولفني حزن الفراق بعباءة الإحباط واليأس، فقد كانت أما أراها غير كل الأمهات، لكنها إرادة الله، وكل نفس ذائقه الموت.

لذا مرت أيام العام حزينة بطيئة، حتى قبل شهر أعطانا الله مولودا بدد بعضا من الحزن في حياتي، وشعرت بفرح غامر لرؤيته وسلامه ابنتي، والحمد لله على كل شيء، وأرجو أن يكون العام الجديد عاما نابضا بالسلام والأمن للجميع.

الأحلى أكثر

يعقوب السناني (خفر سواحل) أجاب بقوله: الحمد لله على كل شيء، كان عاما حافلا بذكريات جميلة، لكن وبكل تأكيد يمر الحزن طيفا أحيانا، لكن أيام الفرح كانت أكثر بالنسبة لي.

أتمنى من العام المقبل بإذن الله أن يكون عام خير لي ولأهلي وجميع معارفي، وكل البلدان العربية والمسلمين، وبالأخص بلدي الغالي عمان، وكل عام والجميع بخير.

أمنيات ولكن

خميس الغافري (مدير شؤون الطلاب في إحدى الكليات الجامعية) أجاب:

كلما تمنينا أكثر، كلما عظمت خيباتنا، ألا يمكن أن نتنازل عن الأمنيات ونعيش أيامنا دون أن ننتظر شيئا!

عند نهاية هذا العام سأندم على الأشياء المعتادة، الأمسيات الجميلة التي لم أعشها، الأشخاص الرائعين الذين أهملتهم، الأهداف التي وعدت نفسي بتحقيقها ولم أفعل، سأندم على كل الرجاءات التي خابت.

وتابع مضيفا: لا تتهاونوا في فعل الأشياء الجميلة وتحقيق أحلامكم، فإن العمر يفلت سريعا من بين أصابعكم، فكر في حل كل تلك الأشياء التي تعيقك عن تحقيق حلمك، تخلص منها قبل نهاية هذا العام.

في النهاية نعم إنها الحياة بحلوها ومرها بامتداد أيامها واختلاف أعوامها، وهنا لا نملك إلا الرجاء والدعاء أن يحقق الله للجميع رجاءه، ويجعله عام أمن وسلام على جلاله السلطان والسلطنة، وعلى جميع الناس بالخير والمحبة، وكل عام وأنتم بخير.