abdullah
abdullah
أعمدة

رماد: النفس

27 ديسمبر 2017
27 ديسمبر 2017

عبدالله بن محمد المعمري -

[email protected] -

النّفس تعلوها الهمة، حينما تكون مداركها نحو السُّمو واضحة الغاية، تّدرك ما لها وما عليها، وتمضي بالروح في اتجاه مسار العقل، لتجد غايتها في نهاية المطاف، تُسعد وتعيش الفرح، هي ومن حولها، ممن تحب وحتى من تكره، تلك هي النّفس الوثّابة، المانحة للعطاء بلا حدود، حتى وإن أصابها ما يكدر صفوها، فهي ماضية نحو القمّة.

أن تعتري النفس هفوات أعمالك، وارتكاب خطأ ما، يجعل اللّوم يأتيك بلا هوان، حينها عليك أن تخفف من حدّته، ولا تُحمل نفسك ما لا تطيق، فالنّفوس خطّاءة، وخيرها من يبادر بتصحيح ذلك الخطأ، ومحْوه بإرادة قوية، تغالب تلك النّفس التي تحاول الهروب من مواجهة الخطأ أو الاعتراف به، وليكن للسكون من نفسك نصيب، يعانق روح الطيبة فيك لتَزكى النفس وتطيب.

الناس في تعاملهم معك، ما بين نفسٍ طاهرة، وأخرى ملوّثة، فالأولى تمنحك شعور الراحة، وتمد نفسك بالطمأنينة، وتشعرك بأن الخير في طريقك مهما تعثرت فيه خطواتك، بل وأنها لا تجعلك في الخطأ تقع، تضع لك حاجزا يصد النفس عن الهلاك، فنفسك لديهم غالية، عالية، لا يجب أن تجرّك إلى الهاوية. أما الثانية فهي نفس تلوّث الروح، وتعكر صفوها بأن تمنحها ما تريد، وإن كان ما تريده هو الخطأ، فلا شيء بالنسبة لها خطّ احمر لا يجب تجاوز، فتكون النهاية مُبكية، مُهلكة.

إن النفس كالطفل، تحتاج إلى توجيه من العقل، وأن تتبع القلب، وتسير على منهج سليم، لا إفراط فيه ولا تفريط، فالحياة بالنفس الخيّرة، التي لا تحمل الحقد بين جنباتها، ولا تدفع صاحبها إلى الأذى، هي حياة مطمئنة مستقرة، تعزف على وتر الحب والتسامح، وتجلب الخير لها ولمن حولها، حتى بعد الرّحيل.