mohammed
mohammed
أعمدة

شفافية: حلقات النقاش والأهداف غير المحققة

19 ديسمبر 2017
19 ديسمبر 2017

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

قامت الهيئة العامة لسوق المال وسوق مسقط للأوراق المالية خلال الأسابيع الماضية بتنظيم حلقات نقاشية عن شركات المساهمة العامة المدرجة بالسوق استضافت خلالها كبار المسؤولين في هذه الشركات بهدف تعريف المساهمين والمحللين الماليين والمهتمين بسوق مسقط للأوراق المالية على توجهات الشركات خلال المرحلة المقبلة.

ورغم الأهمية التي تحظى بها حلقات النقاش والأهداف التي تسعى الهيئة العامة لسوق المال وسوق مسقط للأوراق المالية لتحقيقها من مثل هذه النقاشات إلا أننا نجد أن حضورها ضعيف ولا تحظى بالتغطية الإعلامية المطلوبة، ولعل أبرز الأسباب في ذلك أنها تقام ابتداء من الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر وهو وقت متأخر خاصة أن الحلقات تقام في منطقة روي المزدحمة وتستمر إلى الوقت الذي يخرج فيه موظفو القطاع الحكومي من أعمالهم، وهذه الأسباب لا تشجع الكثير من المستثمرين والمحللين والإعلاميين لحضورها نظرا لبعد المسافة من جهة وإقامتها في وقت متأخر نسبيا من جهة ثانية.

ربما كان هذا التوقيت مناسبا في السابق عندما كانت شركات الوساطة تعمل في قاعة التداول لكن الأمر تغيّر الآن، فالعديد من شركات الوساطة انتقلت من روي إلى أماكن أخرى، كما أن الشركات تنفّذ صفقاتها من مكاتبها وليس من قاعة التداول. ولعل هذا ما يدفعنا إلى مطالبة سوق مسقط بتعديل مواعيد إقامة حلقات النقاش لتكون في أوقات مبكرة بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من المستثمرين والمحللين والإعلاميين، فالهدف من هذه الحلقات هو إفساح المجال لحوار ثري بين مسؤولي الشركات والمستثمرين والمحللين الماليين وتعزيز الإفصاح والشفافية بالسوق.

كذلك فإنه من المهم أن تحرص إدارة الحلقات على توفير ترجمة فورية من الإنجليزية إلى العربية وبالعكس لإتاحة مجال أكبر أمام الحضور للنقاش وإثراء الحوارات التي تشهدها هذه الحلقات وتحقيق أهدافها.

إن حلقات النقاش التي تشهدها سوق مسقط للأوراق المالية من حين لآخر ضرورية لإطلاع المهتمين بالسوق على أبرز التطورات التي تشهدها الشركات خاصة أن البيانات الصحفية التي تصدرها الشركات قد لا تكون كافية ولهذا فمن الضروري إتاحة المجال لمزيد من الحوار والنقاش حول واقع الشركات وتحدياتها، كما أنه من الضروري أن تستمع الشركات لوجهات نظر الحضور حول أدائها وسياساتها لتستفيد منها، ومع الأهمية المتزايدة لمثل هذه الحلقات فإنه من المناسب إعادة النظر في توقيتها لتحقق الأهداف المرجوة منها.