زيارات هامة على مستويات عديدة

بالرغم من أن سياسات ومواقف السلطنة، حيال مختلف التطورات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، تتسم بالشفافية، والوضوح، والثبات المبدئي، والاستعداد الدائم للعمل من أجل تهيئة أفضل مناخ ممكن لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وحل أية نزاعات بالطرق السلمية، وبما يعود بالخير على مختلف دول وشعوب المنطقة، وبالرغم أيضا من أن السلطنة أعلنت وتعلن ذلك دوما، وعندما تقتضي الضرورة، فانه يظل من المهم والضروري العمل بشكل مباشر لشرح وإيضاح هذه المواقف العمانية، والأسس والمنطلقات التي أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - منذ سنوات عديدة، وذلك عبر قنوات متعددة ومتنوعة أيضا، ومن أهمها الزيارات المتبادلة على المستويات البرلمانية، والشعبية، ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها، والتي تحظى باهتمام برلماني وشعبي أوسع نطاقا، في كثير من الأحيان، من الزيارات الرسمية.

وفي هذا الإطار فإن الزيارة التي يقوم بها وفد «مجموعة أصدقاء عمان في البرلمان الأوروبي«، للسلطنة، برئاسة معالي رامونا نيكول مانيسكو، واستقبال صاحب السمو السيد فهد بن محمود نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء للوفد، وزيارة الوفد لعدد من المؤسسات، من أبرزها مجلس الدولة، فضلا عن اللقاءات الأخرى، تتسم بالكثير من الأهمية في الواقع، بالنظر إلى أنها تتيح الفرصة لتناول العديد من جوانب العلاقات العمانية مع البرلمان الأوروبي، ومع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أيضا، فضلا عن إيضاح الكثير من جوانب ومنطلقات السياسة العمانية، والأهداف التي تسعى السلطنة إلى تحقيقها، وفي مقدمتها السلام والاستقرار، والازدهار لمختلف دول وشعوب المنطقة، وتنمية علاقات السلطنة أيضا مع الأصدقاء من دول الاتحاد الأوروبي وغيره من الأصدقاء في المنطقة والعالم، مع تطوير سبل وآليات التعاون بين مجلس عمان وبين البرلمان الأوروبي، وعلى نحو يعزز العلاقات بين الجانبين، في إطار الدور البناء لمجلس عمان في مسيرة العمل الوطني، هذا فضلا عن الجوانب العلمية والبحثية، والاستفادة من الخبرات البرلمانية والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في السلطنة أيضا.

جدير بالذكر أن معالي رامونا نيكول مانيسكو رئيسة وفد مجموعة أصدقاء عمان في البرلمان الأوروبي أكدت على تقدير البرلمان الأوروبي والدول الأوروبية للدور الحيوي الذي تقوم به السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في تقريب وجهات النظر، والحد من التوترات الإقليمية والسعي لاحتواء الأزمات والانعكاسات السلبية لها، والعمل كذلك على تعزيز قيم التسامح والعدل بين الشعوب، مشيرة إلى إلى أن إنشاء مجموعة أصدقاء عمان في البرلمان الأوروبي والتي تضم برلمانيين من عدد من دول الاتحاد الممثلة في البرلمان الأوروبي هي دليل على تميز علاقات السلطنة مع هذه الدول، وتجسيد لحرصها على توطيد علاقاتها مع التجمعات الدولية، وهو ما يعزز الحضور العماني على المستويات الإقليمية والدولية المختلفة، هذا فضلا عن تحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة على مستويات عديدة، في الحاضر والمستقبل.