hamda
hamda
أعمدة

ترنيمة سلام

17 ديسمبر 2017
17 ديسمبر 2017

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

لم أعد أؤمن بالصدف كما سبق وأن ذكرت مرارا وتكرارا على هذه الصفحة، فقد بت أكثر يقينا من أي وقت مضى بحقيقة أن حياتي كتاب، يفتحه المولى جلت قدرته صفحة تلو أخرى وفي الوقت المناسب تماما، من أصغر الأشياء إلى أكبر الأحداث في حياتي، أشعر بيد القدر الرحيمة هذه وهي تنقلني عبر صفحات هذا الكتاب، لذا عندما تكرر ظهور دعوة «غيداء» عبر صفحتها على الفيسبوك للانضمام لجلسة قراءة كتاب «ترنيمة سلام» للكاتب المصري الشاب أحمد عبدالمجيد، أدركت بأنها إشارة من رب العالمين على عدم تجاهلها، رغم أنني كنت قد هجرت قراءة الروايات العربية إلا فيما ندر.

خاصة بعد أن ظلت تلك الدعوة تظهر لي بشكل متكرر، لم أستطع تجاهلها، لذا لم أنتظر لشراء الرواية بل سارعت على الفور بتنزيلها على جهاز هاتفي النقال وبدأت في قراءتها.

من الوهلة الأولى التي بدأت القراءة أدركت لماذا كان قدري يلح علي بقراءتها، فقد شعرت بأن «خالد محفوظ» في كثير من جوانبه يحكي قصتي أنا، أو بالأحرى قصص كل منا بشكل أو بآخر، كثيرون منا نشعر بأننا لا نستحق النجاح، حتى وإن جاء ليطرق بابنا مرات ومرات، نوهم أنفسنا بأنه ربما أخطأ في العنوان، وأننا لسنا المقصودين بهذه الزيارة البعض يسمح لنفسه بأن يعمل على تدمير ذاته بقسوة، فقط ليثبت أنه ليس أهلا للنجاح هذا.

البعض عندما يصل إلى قاع بئر التشاؤم، يجد نفسه غير قادر على احتمال ظلمته فينتفض قائما، كما فعل بطل الرواية الذي وصل إلى منتهى التدمير الذاتي، لكنه امتلك الشجاعة التي لا يمتلكها البعض وانتفض لينفض عنه إحباطات السنين التي جعلته (يستخسر) في نفسه كل شيء جميل بما في ذلك الحب، والنجاح ككاتب، ليصل إلى السلام النفسي الذي كان ينشده.

هذه بالطبع ليست قراءة أدبية، وليس تقييما للرواية بقدر ما هو انطباع شخصي، لرواية لامست شيئا ما في ذاتي، جاء بها قدري في الوقت المناسب ربما لتذكرني بأمور غفلت عنها.