د.وائل أبو زيد يؤكد: علاج اعتلال الشبكية السكرية مثال للتعاون بين الطبيب والمريض

مرض السكري هو مرض أيضي أو مرض مرتبط بخلل في التمثيل الغذائي ينتج معه ارتفاع نسبة السكر بالدم نتيجة خلل بهرمون خاص بتمثيل الكربوهيدرات أو النشويات يسمى الإنسولين، ويتبعه مشاكل صحية نتيجة ضعف الأوعية الدموية في جميع أنسجة الجسم ومنها العين بالتأكيد. سكر الدم أو الجلوكوز هو مصدر طاقة أساسي لأنسجة الجسم وهو نتيجة التفاعلات الغذائية المحللة للنشويات، أما النشويات فهي مصدر غذاء أساسي ونجدها في السكريات والأرز والمكرونة والبطاطس والمخبوزات وغيرهم.

ويوضح أخصائي طب وجراحة العيون بمركز دار العيون لجراحات الليزر بمسقط د. وائل أبو زيد أن شبكية العين هي نسيج عصبي يتكون من العديد من الخلايا العصبية وهي المسؤولة عن استقبال رؤيتنا الملونة وغير الملونة، وتقوم مجموعة من الأوعية الدموية بتغذية الأنسجة وتوصيل الأوكسجين للشبكية.

ويضيف : مرض السكري من الأمراض التي قد لا يعلم الشخص أنه مصاب بها إلا بعد التوجه للطبيب وإجراء بعض التحاليل الطبية. وبالرغم من أن له بعض الظواهر الجسدية التي تنبىء أو تحذر من احتمالية إصابة الشخص بالسكري مثل السمنة وزيادة الإحساس بالعطش أو زيادة مرات التبول ولكن التشخيص الأكيد لمرض السكري يتم بالتحاليل المعملية، ويشير د. وائل أنه بعد التأكد من إصابة الشخص بالسكري فإنه من المؤكد أن مرض السكري من الأمراض الممكن التحكم والسيطرة عليها والتي تحتاج إلى تعاون من المريض وتفهم لحالته حتى ينعم بحياة صحية جيدة مثل أي شخص طبيعي ويتفادى المشاكل الصحية التي منها اعتلال الشبكية السكرية تنتج من إهمال هذا المرض.

ويعد اعتلال الشبكية السكرية السبب الأول لفقدان البصر في كثير من دول العالم ومنها سلطنة عُمان. وهو من الأمراض المقترنة بمرض السكري، ويحدث اعتلال الشبكية السكرية من ارتفاع نسبة السكر بالدم والذي يؤدي إلى ضعف الأوعية الدموية المغذية لأنسجة الشبكية والذي يصحبه نقص إمداد أنسجة الشبكية بالأوكسجين اللازم.

وأضاف أيضا أن اعتلال الشبكية السكرية مرض له طبيعتان هما ضعف الأوعية الدموية ونقص كمية الأوكسجين الذي يغذي أنسجة الشبكية. فضعف الأوعية الدموية يتسبب في تسرب السوائل المائية والدهون وكذلك الدم نفسه من الأوعية الدموية للشبكية والتي تتجمع بين الأنسجة وتؤدي إلى تأثر وظيفتها أي ضعف النظر. ويؤدي نقص الأوكسجين المغذي للأنسجة إلى تحفيز الشبكية لإفراز مواد كيميائية لتكوين أوعية دموية جديدة لتعويض نقص الأوكسجين ولكنها أوعية رخوة ضعيفة سهلة النزف. ويحدث هذا الاعتلال على مراحل فيبدأ بمرحلة بسيطة أولية ومع إهمال العلاج يزداد الاعتلال حتى أنه قد يؤدي إلى النزيف وانفصال الشبكية وقد يسبب العمى الكامل لا قدر الله.

تشخيصه

ويشير أخصائيو طب وجراحة العيون أن تشخيص اعتلال الشبكية السكرية يتم بفحص العين الكامل في عيادة طبيب العيون بكشف بسيط للعين ويحتاج الطبيب في حالة تشخيصه لاعتلال الشبكية السكرية بعض الفحوصات الخاصة بالشبكية مثل تصوير الأوعية الدموية للشبكية بالصبغة والأشعة المقطعية أو المسح الضوئي للشبكية للوقوف على مرحلة اعتلال الشبكية السكرية والذي يكون له أهمية كبيرة في متابعة المريض لاحقاً.

علاجه

ويؤكد د.وائل أبو زيد أن علاج اعتلال الشبكية السكرية ممكن والهدف الأول للعلاج هو السيطرة على هذا الاعتلال وعدم تطوره لمرحلة أسوأ.

المراحل الأولية للشبكية السكرية قد لا تحتاج إلى العلاج وتعتبر فرصة لمريض السكري لتعديل نظام حياته والتحكم في السكري بالدم بشكل أفضل حيث أثبتت الدراسات العلمية ان التحكم في نسبة السكري بالدم هي العامل الأول للسيطرة على مضاعفات مرض السكري بالجسم ومنها اعتلال الشبكية السكرية بالعين. التحكم في السكري بالدم يتم بالتعاون مع طبيب الغدد الصماء أو الباطني وهو يعتمد بالأساس على التغذية الصحية وممارسة الرياضة والتحكم بالوزن والعلاج المناسب لحالة المريض سواء بالحبوب أو بحقن الإنسولين كما يرى الطبيب. كذلك فإن التحكم بضغط الدم ونسبة الدهون بالدم لهما دور مهم في التحكم في اعتلال الشبكية السكرية.

أما المراحل الوسطية لاعتلال الشبكية السكرية يتم علاجها بعدة تدخلات بسيطة، والتي يذكر منها الليزر والذي له دور مهم في علاج اعتلال الشبكية السكرية الذي يحدث بسبب نقص الأكسجين وتكوين الأوعية الدموية الرخوة سهلة النزف. ودور الليزر هو المحافظة على أكبر جزء ممكن من الشبكية الصحية سليمة التغذية والمسؤولة عن الرؤية المباشرة المركزية فيتم علاج الشبكية الطرفية بالليزر للمحافظة على الشبكية المركزية. أما في حالة ترسيب بقع السوائل والدهون الدم بالشبكية المركزية فإن العلاج بحقن الجسم الزجاجي ببعض الأدوية يؤدي إلى تحسن ملحوظ في حالة اعتلال الشبكية السكرية عن استخدام الليزر في هذه المنطقة الحساسة وأصبح هو العلاج الأول لهذه المرحلة.

وفي حالة تدهور اعتلال الشبكية السكرية لمرحلة أكثر ضرراً للشبكية كحدوث نزيف بالجسم الزجاجي أو زيادة الأوعية الدموية الضعيفة والنزيف والبقع بمعظم أجزاء الشبكية وقد يكون ذلك مصحوباً بوجود شد أو جذب للشبكية أو انفصال بالشبكية فأن العلاج يكون بمجموعة من هذه التدخلات معاً أي بالليزر وحقن الجسم الزجاجي للعين وقد تحتاج العين إلى إجراءات جراحية أخرى لعلاج النزيف أو انفصال الشبكية. أخيرا يذكر أخصائي طب وجراحة العيون بمركز دار العيون لجراحات الليزر بمسقط د. وائل أبو زيد أنه في جميع الأحوال فإن اعتلال الشبكية السكرية من الأمراض التي يمكن للمريض أن يعيش حياة صحية أمنة وينعم بالنظر الجيد ولكن إذا التزم بالعادات الغذائية السليمة ومتابعة السكري بالدم وزيارة طبيب العيون بشكل دوري للاطمئنان على حالة الشبكية وعلاج اعتلال الشبكية السكرية في الوقت المناسب بالطريقة الصحيحة.