tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :الموظف الكفؤ والمدير !!

11 ديسمبر 2017
11 ديسمبر 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

أجريت دراسة حديثة تبحث في أسباب ترك الموظفين الجيدين وظائفهم، وجاءت النتائج صادمة، فقد وُجد أن أكبر سبب لذلك هو الرئيس المباشر. فالرئيس المباشر يهدم كل ما بذل للموظف الجيد بإدارته السيئة. وحسب الدراسة:ان الموظف قد يتحمل ضعف الراتب أو قلة التقدير أو ضغوط العمل الكثيرة، لكن المدير هو العامل الحاسم للبقاء أو المغادرة. الدراسة أتت مفاجئة في نتائجها، فعادة يورد خبراء الإدارة مجموعة أسباب تدفع الموظف المميز لمغادرة المؤسسة. عندما نقضي أوقاتنا في الدوام أكثر مما نقضيها مع أسرنا، فإن سلطة الرئيس أو المدير المباشر تصنع المعجزات لربط الموظف الكفؤ بمؤسسته أو العكس. فهناك مدير يجيد مهارات مضايقة الموظف بفنية عالية، فيشيع التوتر والقلق والضغط النفسي مما يجعل جو العمل جحيما لا يطاق . إن التوتر والقلق يقللان من تركيز الموظف، والذي يؤدي إلى عدم إنتاجية جيدة، وكذلك يُصاب بالاكتئاب الذي يجعله يتغيّب عن العمل بسبب أعراض فسيولوجية يسببها الاكتئاب. فالرئيس غير الجيد لا يُقّدر مجهودات العاملين، ولا يشجع، ولا يتيح الحوار الشفّاف، فتزداد الأمور تعقيداً. إدارة مضطربة غير منهجية تجعل مكان العمل مكاناً للصراعات التي تقود إلى أن يتغيّر التركيز من تحسين الإنتاجية إلى كيف يجد الموظف أسباباً ومبررات كي يتغيّب عن العمل، أو أن يشغل نفسه أثناء العمل بأمور غير الإنتاج. في مثل هذا المناخ، ينقسم الموظفون على أنفسهم وتُصبح الإدارة مكاناً للشللية والانقسامات والمكائد بين الموظفين، خاصة إذا كان المدير ممن يُشجّع الانقسامات ويفضل مجموعة على أخرى لأسباب غالبا شخصية، وربما استّغل بعض الموظفين لنقل الكلام وما يحدث إليه شخصياً، ويُشجّع من ينقلون له الكلام ويُعاقب الآخرين ويُضايقهم، أو له أهداف أخرى مثل أن يُضيق على الموظفين ليوّظف مكانهم أشخاصا من أقاربه أو من منطقته حتى يضمن الولاء الدائم، وبذلك يضمن بألا يوجد في الإدارة من يطمح إلى أن يحل مكانه على رأس المؤسسة.