كلمة عمان

استشراف المستقبل بمشاركة الجميع

09 ديسمبر 2017
09 ديسمبر 2017

ليس من المبالغة في شيء القول إن ملتقى استشراف المستقبل، الذي رعاه صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية (عمان 2040)، واختتم قبل يومين، يكتسب الكثير من الأهمية، سواء بموضوعه والمشاركين فيه من الخبراء والمعنيين من داخل السلطنة وخارجها، نحو ثلاثمائة مشارك، أو بالهدف الذي يسعى إلى الوصول إليه وهو استشراف المستقبل والتأسيس لصناعته على أسس وخطط علمية وعملية مدروسة، تنطلق من معطيات الواقع العماني، بكل جوانبه واحتياجاته ومتطلباته، لتصب في تحقيق طموحات المواطنين وتطلعاتهم لغد أفضل ومستقبل أكثر إشراقا في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-.

وبالرغم من أن الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني (عمان 2020) تنتهي مع نهاية خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016- 2020)، التي بدأت العام الماضي، والتي تشهد زخما وتحركا نشطا لاستكمال العديد من المشروعات المهمة للاقتصاد وللمجتمع العماني، في حاضره ومستقبله، إلا أن ذلك لم يمنع من أن يتم البدء بالفعل في الإعداد للرؤية المستقبلية (عمان 2040) والعمل من أجل «بلورتها وصياغتها بإتقان تام ودقة عالية في ضوء توافق مجتمعي واسع وبمشاركة كافة فئات المجتمع المختلفة بحيث تكون مستوعبة للواقع الاقتصادي والاجتماعي ومستشرفة للمستقبل بموضوعية، ليتم الاعتداد بها كدليل ومرجع أساسي لأعمال التخطيط خلال العقدين القادمين» وقد بدأت بالفعل منذ ديسمبر عام 2013 المرحلة التحضيرية للإعداد لهذه الرؤية المستقبلية، بناء على الأوامر السامية لجلالة السلطان المعظم- أبقاه الله-.

وفي حين يسعى «ملتقى استشراف المستقبل» إلى إتاحة الفرصة لأوسع مشاركة مجتمعية ممكنة في عملية وضع وصياغة الرؤية المستقبلية (عمان 2040) في ضوء الأسس والمرتكزات التي حددتها القيادة السامية، خاصة فيما يتصل بالاهتمام بالبعد الاجتماعي، وتحقيق هدف التنويع الاقتصادي، وزيادة دور ومساهمة القطاع الخاص، واستثمار الإمكانات والموارد المتاحة، وتطوير الكفاءات الوطنية، فإنه من المؤكد أن هذه العملية المتصلة والمتواصلة أيضا، والتي بدأت عبر جهود ودراسات العديد من اللجان الفنية وفرق العمل، كل في مجاله ووفق المهمة المحددة له، تركز أيضا على ركيزتين أساسيتين، دوما وفي كل المراحل، وهما الحفاظ على هويتنا الوطنية، وعلى موروثنا العماني الأصيل، الذي نعتز ونفخر به، باعتباره «أحد أسرار تفردنا وقوتنا في زمن التطورات الكبرى المتلاحقة» من ناحية، والاستفادة أيضا من دروس وخبرات السنوات الماضية، مع تقييم الرؤية العمانية (عمان 2020) للاستفادة بإيجابياتها ومنجزاتها التي تحققت، والبناء عليها، وتجنب أية معوقات جرت والوقوف على أسبابها من ناحية ثانية، ضمانا لتحقيق مزيد من الأهداف والتطلعات التي تصب لصالح الوطن والمواطن العماني في حاضره ومستقبله، وتلك مهمة كبيرة تتحملها اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية (عمان 2040) وتتطلب مشاركة وتعاون الجميع، معنيين وخبراء ومتخصصين ومواطنين، بما في ذلك القطاع الخاص بالطبع، فالأمر هو صناعة مستقبل الوطن، بكل ما يعنيه ذلك من مسؤولية وأهمية والتزام أيضا.