صحافة

خطوبة الأمير هاري والزفاف الربيع المقبل

04 ديسمبر 2017
04 ديسمبر 2017

أثيرت ضجة إعلامية في بريطانيا قبل عدة شهور بسبب كشف وسائل الإعلام عن مواعدة الأمير هاري حفيد الملكة اليزابيث، للممثلة الأمريكية المطلقة ميجان ماركل والتقائهما ببعض في يوليو العام الماضي، مما دفع بالأمير هاري النجل الأصغر لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز الى إصدار بيان هاجم فيه الصحافة وقتها لأنها عرضت ماركل لموجة من المضايقات والانتهاكات.

لكن النقاط وضعت على الحروف الأسبوع الماضي عندما قام قصر كلارنس هاوس وولي العهد الأمير تشارلز بإعلان خطوبة نجله الأمير هاري، وهو الخامس في ترتيب ولاية العرش، على صديقته الممثلة ميجان ماركل، وسيكون الزفاف في شهر مايو أي في ربيع العام المقبل. وذكر البيان أن هاري حصل على موافقة والدي ماركل اللذين عبرا عن سعادتهما بالخطوبة.

وكانت الملكة وأعضاء مقربين من العائلة المالكة أول من يعلم بأمر الخطوبة قبل الإعلان عنها في وسائل الإعلام، وأعربت الملكة ودوق إدنبرة عن سعادتهما بالخطيبين. كذلك شقيقه الأمير ويليام وزوجته كيت الذي قال «إنه لشيء رائع أن نتعرف على ميجان ونرى مدى سعادتها وهاري معا».

وكان من بين المهنئين أسقف كانتربري، جستين ويلبي، ورئيسة الوزراء تريزا ماي، اللذان عبرا عن تمنياتهما للخطيبين بسنوات مليئة بالسعادة وبمستقبل سعيد.

أما عن ماركل، فهي تكبر الأمير هاري بثلاث سنوات، وقد ولدت في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية لوالد يعمل مديرا للإضاءة وأم من أصول إفريقية تعمل أخصائية اجتماعية ومدربة لليوجا. والتحقت ماركل بمدرسة ابتدائية خاصة قبل أن تدرس في الكلية الكاثوليكية للبنات، ثم تخرجت في وقت لاحق من كلية الاتصالات بجامعة نورثويسترن عام 2003، ثم اتجهت للتمثيل.

وزواج الأمير هاري من ممثلة مطلقة يبرز مدى التغيير ومواكبة العصر الذي طرأ على النظام الملكي البريطاني منذ 80 عاما، بعد أن كانت فكرة اقتران أحد أفراد الأسرة المالكة بشخص مطلق أمرا لا يمكن تصوره. فقد تسبب الملك إدوارد الثامن عم الملكة إليزابيث في أزمة دستورية عام 1936 بإصراره على الزواج بالأمريكية واليس سيمبسون المطلقة مرتين، ما أثار الذعر داخل المؤسسة الحاكمة وقتها، التي شملت الحكومة وكنيسة إنجلترا التي يرأسها الملك اسما. واضطر الملك ادوارد للتخلي عن العرش بعد 11 شهرا فقط من اعتلائه، وانتهى به الأمر ليعيش في فرنسا ليتولى عرش بريطانيا والد الملكة إليزابيث جورج السادس على نحو غير متوقع. كما اضطرت الأميرة مارغريت الشقيقة الصغرى للملكة إليزابيث إلى إلغاء زواجها من ضابط القوات الجوية الكابتن بيتر تاونسند الذي كان مطلقا أيضا.

لكن الطلاق أصبح الآن أمرا أكثر شيوعا بالعائلة المالكة. فبين أبناء الملكة إليزابيث الأربعة انتهت ثلاث زيجات بالطلاق وكان أكثرها إثارة للدهشة طلاق والدي هاري، الأمير تشارلز وزوجته الأميرة الراحلة ديانا في 1996 بعد 15 عاما من زواجهما. وتزوج تشارلز بعدها من كاميلا باركر بولز دوقة كورنوال عام 2005، وهي مطلقة ايضا.

وكان إعلان خطوبة الأمير هاري على ماركل مادة دسمة للصحف البريطانية التي خرجت معظمها تحمل على صفحاتها الأولى صورة الأمير والممثلة ماركل وهما يبتسمان، حتى ان بعض الصحف أصدرت ملاحق خاصة احتفالا بهذه المناسبة السعيدة.

صحيفة «ديلي اكسبرس» نشرت صورة للأمير مع خطيبته ينظران لبعضهما نظرة رومانسية، وفي ركن من الصورة يظهر خاتم الخطوبة في إصبع ميجان مع عنوان يقول «نظرة الحب». ونقلت عن الأمير هاري قوله «عرفت أنها هي التي ستكون لي منذ التقائنا في المرة الأولى».

أما صحيفة «ديلي تلجراف» فقد نشرت صورة على كامل الصفحة الأولى التقطت للخطيبين في «الحديقة الغارقة» بقصر كينسنجتون. وذكرت أن الأمير هاري، الخامس في طابور وراثة العرش البريطاني، اقترح على عروسه تناول الفراخ المشوية على العشاء. في حين نشرت صحيفة «آي» صورة للأمير هاري وهو يحتضن خطيبته، وقالت إن «حفل زواج الممثلة الأمريكية المطلقة والأمير هاري سيكون حفل زفاف ملكي لا مثيل له». وأضافت ان ماركل سوف تصبح أول عضو مختلط العرق في العائلة المالكة البريطانية.

وأشارت صحيفة «صانداي تلجراف» الى أن دراسة شجرة عائلة ماركل كشفت أن أحد أسلافها تعرض لقطع رأسه ومصادرة ثروته وأراضيه بأمر من الملك هنري الثامن. كما كشفت أيضا أن بعض أسلافها من جانب والدها كانوا يعملون في مناطق تعدين الفحم في «يوركشاير»، فيما يشير البحث إلى أن تاريخ أسلاف والدتها يعود إلى العبيد الذين أُجبروا على العمل في مزارع جورجيا قبل أن يحصلوا على حريتهم مع إلغاء العبودية في العام 1865.

وأفادت التقارير الصحفية أن ماركل ستنتقل لتعيش في بريطانيا وستترك مهنة التمثيل لتنخرط في العمل الخيري، وأنها تلقى ترحيبا حارا من العائلة المالكة. وان زواج الأمير هاري في ربيع العام المقبل سيكون باهظ التكاليف وسيتم في قلعة ويندسور، لكنه سيضيف لخزينة الدولة حوالي 500 مليون جنيه استرليني نتيجة اجتذاب الكثير من السياح ومتابعته عبر شاشات التلفزيون.