1175600
1175600
المنوعات

ندوة بقـية السـلف الشـيخ العلامة ماجـد بن خمـيس العـبري

25 نوفمبر 2017
25 نوفمبر 2017

الحمراء – عبدالله بن محمد العبري -

أقيمت بقاعة مكتب والي الحمراء ندوة «بقية السلف العلامة الشيخ ماجد بن خميس العبري حياته وآثاره» تحت رعاية المكرم الشيخ زاهر بن عبدالله العبري عضو مجلس الدولة والتي نظمها مجلس الإمام الجلندى الثقافي بالتعاون مع مدرسة الشيخ ماجد بن خميس العبري (5-10) وحضر الندوة الشيخ الدكتور محمود بن زاهر العبري وسعادة الشيخ جمال بن أحمد العبري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الحمراء وزاهر بن سعود السيابي رئيس مجلس الجلندى الثقافي وعدد من المسؤولين والمهتمين بمجال التاريخ والأعلام العمانيين الى جانب الحضور الكبير من المدعوين من المثقفين والتربويين.

وتم في الاحتفائية عرض فلم وثائقي عن «بقية السلف» بعدها ألقى سعادة الشيخ جمال بن أحمد العبري عضو مجلس الشورى رئيس اللجنة المنظمة كلمة الندوة حيث قال فيها: إن هذه الندوة تتيح للشباب التعرف على تاريخ البلد وعلمائها والذين من بينهم الشيخ ماجد بن خميس العبري لقد كان العلامة رحمة الله عليه من علماء عمان البارزين الذين كانوا مرجعا للناس لمعالجة قضاياهم وأمورهم الدينية والدنيوية وقد أولى الشيخ ماجد اهتماما بالغا بالتعليم والتدريس وحل مشكلات الأمة وقد تخرج على يده جملة من العلماء والفقهاء والقضاة وقد ترك العلامة رحمه الله أجوبة كثيرة متناثرة في بطون الكتب وله قصائد شعرية في الحكمة والإرشاد والوصف وقال إن تكريم أعلام الفكر والعلم سمة حضارية ولفتة كريمة لا بد من الوقوف عندها لتعريف مجتمع ولاية الحمراء خاصة وأبناء الوطن عامة عن حياة العلامة وفكره وأجياله وتراثه وأدبه وان هذه الفرصة تتيح لنا قراءة التاريخ العماني ماضيه وحاضره في شتى المراحل والعصور».

بعد ذلك عرضت اللجنة المنظمة كلمة متلفزة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة تحدث فيها عن سيرة الشيخ ماجد بن خميس العبري وتاريخه المشرف في نشر العلم والإيمان والمعرفة بدءا بذكر أساتذته ومن ثم تطرق لذكر سلسلة من تلامذة الشيخ ماجد ومن ضمنهم الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري المفتي السابق للسلطنة كما أسرد بعضا من أفضاله في نشر مظلة العلم في المعمورة بعد ذلك قدم المحاضرون فعاليات الندوة والتي اشتملت على ستة محاور تم تقديمها في حلقتين.

الحلقة الأولى- المحور الأول قدمه المهندس أحمد بن إبراهيم بن يحي العبري تناول فيه تعريفا مفصلا لشخصية الشيخ ماجد من حيث اسمه ونسبه وتاريخه وزهده وقناعته وأمانته وحياته العلمية وشهادة العلماء في حقه وحياته العملية وعمله في القضاء والإفتاء والإصلاح والتدريس حيث قال: يعد العلامة القاضي المفتي الشيخ ماجد بن خميس بن راشد العبري أحد أبرز علماء عمان الذين ذاع صيتهم في أصقاع المعمورة وفي زمانه نشط التواصل العلمي داخل الدولة العمانية وخارجها.

وكان مسقط رأس الشيخ ماجد بن خميس العبري في بلدة الحمراء آن ذاك من حوزة كدم وتحديدا في البيت القديم بالحارة الوسطى وذلك في شهر رجب من عام أربعة وخمسين ومائتين بعد الألف للهجرة الموافق له عام ثمانية وثلاثين وثمانمائة بعد الألف للميلاد وذلك على القول الراجح.

وحاز على ألقاب وأوصاف عرف بها الشيخ ماجد بن خميس العبري منها بقية السلف و شيبة وشيخ الإسلام وبركة المذهب ويكنى الشيخ ماجد بأبي عبدالله وقد وصفه تلميذه سماحة العلامة الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري المفتي العام السابق للسلطنة في كتابه تبصرة المعتبرين في تاريخ العبريين بقوله «هو شيخنا العالم العامل الورع الفاضل النبراس الكامل الشيخ الزاهد.»

وقال عنه سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة حاليا في جواب له بخط يده مرفق صورة منه بطي بحث جوابات العلامة الشيخ ماجد الفقهية للباحث وليد الحديدي: «كان أحد العلماء العاملين الجامعين بين العبادة والزهادة وبين الحنكة والسياسة والسعي في مصالح الأمة « ينحدر الشيخ ماجد من سلسلة علماء وفقهاء فعلى سبيل المثال لا الحصر أبوه الشيخ خميس بن راشد العبري المعروف بذي الغبراء هو أحد العلماء المشهورين في عصره وجده العالم القائد راشد بن خميس بن عمر العبري الذي يرقد ضريحه في ساحة قلعة نزوى التاريخية، وعم جده هو الشيخ العالم سالم بن خميس بن عمر العبري صاحب كتاب فواكه البستان والي بهلا من قبل أئمة اليعاربة.

ومن بين أشهر تلاميذ العلامة الشيخ ماجد الإمام نور الدين السالمي والعلامة الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري مفتي عام السلطنة سابقا والشيخ مهنا بن حمد بن محسن العبري والشيخ علي بن هلال بن زاهر الهنائي والشيخ زهران بن زاهر الهنائي والقضاة المشايخ قسور بن حمود الراشدي وسالم بن حمد البراشدي وثابت بن سرور الغلابي وسالم بن راشد العبري وسليم بن محمد العبري وسعيد بن صالح العبري ومحمد بن سالم بن بدر العبري والمشايخ: محمد بن عامر بن سليم العبري وسليمان بن سعيد العدوي وأخوه ناصر بن خميس بن راشد العبري وابنه عبدالله بن ماجد وكذا ابنته عائشة وغيرهم كما تحدث عن نشأة الشيخ العلامة ماجد بن خميس في كنف أبيه الذي يغذيه بالعلم والمعرفة وبعد وفاة والده انتقل الشيخ ماجد إلى مدينة الرستاق لطلب العلم وذلك في أيام السيد قيس بن عزان بن قيس بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي لما شاع عن هذا السيد من محبته للعلم وتقريبه للعلماء وإنفاقه على طلبة العلم وبنظرة فاحصة على حياة العلامة الشيخ ماجد العلمية والعملية يتضح جليا بأنه وهب وقته للعلم وتعليمه وخدمة المجتمع في الفقه والإفتاء والتدريس ورعاية الفقراء والمساكين ومصالح البلاد وبعد مبايعة السيد عزان بن قيس إماما ولاه إدارة شؤون الحكم على بهلا وعندما أحاطت بعض القبائل بحصن بهلا للاستيلاء عليه بعد مقتل الإمام عزان بن قيس خرج العلامة الشيخ ماجد إلى بلده الحمراء حيث نزل في بيت الغبرة ليومين أو ثلاثة أيام بحسب بعض الروايات وبعدها مباشرة توجه بمساعدة أخيه الشيخ ناصر بن خميس إلى الرستاق حيث كانت إقامته فيها زهاء أربعين عاما متوليا القضاء والإفتاء والتدريس وبعد ذلك عاد إلى بلده الحمراء قاضيا ومفتيا ومعلما حيث سكن في بيت القديم ومن بين مكونات هذا البيت غرفة الأمانات وأموال الأوقاف حيث كان يدير أموال الأوقاف بجانب أعمال القضاء والإفتاء والتدريس في مدرسة السحمة حيث كان يدرس فيها العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية وبعد إعادة بناء مسجد السحمة ألحقت مساحتها بالمسجد كما كان يؤم المصلين في مسجد الحديث القريب من منزله.

وأضاف: في قلعة نزوى التاريخية وباستخلاف من الإمام سالم بن راشد الخروصي كان القاضي الشيخ ماجد بن خميس يدير شؤون الحكم المحلي وذلك لستة أشهر بحسب تقدير أحد الرواة وأثناء وجوده في قلعة نزوى التاريخية بنى من فضلة الأموال المخصصة لمعيشته مكانا لاستراحة الناس أمام بوابة قلعة نزوى بحسب إحدى الروايات وفي رواية أخرى أنه بنى فناء ( حوْش ) لوضع الأغنام فيه. شارك العلامة الشيخ ماجد بن خميس العبري في مبايعة ثلاثة من الأئمة هم الإمام عزان بن قيس والإمام سالم بن راشد الخروصي والإمام محمد بن عبدالله الخليلي، وعاصر سبعةً من حكام الدولة البوسعيدية وهم السيد سعيد بن سلطان والسيد ثويني بن سعيد والسيد سالم بن ثويني والإمام عزان بن قيس والسيد تركي بن سعيد والسيد فيصل بن تركي والسيد تيمور بن فيصل.

وقدم الدكتور الشيخ علي بن هلال العبري المحور الثاني بعنوان الأوقاف في تراث الشيخ ماجد بن خميس العبري ( دراسة فكرية ) تناول فيه اهتمام الشيخ ماجد بالوقف وقضية الإفتاء في وقف الزوائر وهي القراءة على القبور والوقف إصلاحا ومؤسسة الوقف في المجتمع المسلم هو روحا جماعية كامنة في مبادئه وقواعده ونظمه وأحكامه فهو دين يلتقي مع الإنسان باعتباره اجتماعي بطبعه ومدني بفطرته وهو دين يحفظ للمجتمع تماسكه ومتطلباته ولذلك جاء التشريع الرباني يخاطب الجماعة في أغلب أحكامه ابتداء بالعقيدة ومرورا بفرائض الأعمال وانتهاء بفواضلها كما تطرق في محوره الى ملامح اهتمام الشيخ العلامة بالأوقاف ومنها تعهده للطرق الجبلية التي تربط هذه الحوز بالجهة الأخرى (الباطنة) بالصيانة والإصلاح إذا ما تعرضت للتلف والانجراف بسبب السيول والأمطار وكذلك صيانة موارد الشرب وهي البرك المائية الممتدة عبر هذه الطريق والإشراف على أوقاف بلدة الحمراء وحث الناس وتوجيههم على حبس شيء من أموالهم لوجه من وجوه البر كما حرص العلامة على وقف الضيافة حيث اعتاد أهالي هذه الولاية على إكرام الضيف كما تطرق الى مواقفه في فتوى بيع الزوائر.

وشارك في فعاليات هذه الندوة عدد من الشعراء والمنشدين حيث ألقى الشاعر أحمد بن هلال العبري قصيدة شعرية بعنوان «أماجد المساجد»، كما ألقى الشاعر موسى بن قسور العامري قصيدة شعرية مشاركة منه بعنوان «نور من الحمراء» كما قدم المنشد عبدالهادي بن سليم العبري نشيد بعنوان « سلاما ماجد ».

الحلقة الثانية، وفي الحلقة الثانية قدم المحور الأول الدكتور سعيد بن عبدالله العبري بعنوان قراءة في سيرة وآثار الشيخ ماجد بن خميس العبري تحدث من خلاله عن العوامل التي أثرت في شخصية الشيخ ماجد بن خميس العبري وعن مآثره العلمية وما أنتجته مدرسته من علماء وقضاة كما تحدث عن تأثره بمحيطه كتأثره بالشيخ أبي سعيد الكدمي وآثاره العلمية من جوابات فقهية ورسائل دارت بينه وبين العلماء والأئمة ناصحا ومعترضا وتطرق الى أشعاره في الوعظ والمدح والرثاء.

كما قدمت الدكتورة فريدة بنت زايد بو تمجت من الجزائر وهي عضو سابق في فرقة بحث الدراسات الفقهية ومقارنة الأديان وعضو في فرقة بحث الدراسات العقدية ومقارنة الأديان حيث قدمت دراسة تأصيلية مقارنة بعنوان حرية العقيدة بين الأديان السماوية والقوانين الوضعية كما قدمت دراسة تحليلية نقدية للرؤى الدينية والفلسفية بعنوان أسس النظرة الغربية الى العالم من عصر النهضة الى اليوم وقد ألقى المحور نيابة عنها موسى بن قسور بن منصور العامري تحدث فيها عن البعد السلوكي في حياة الشيخ ماجد بن خميس وتحدث فيه عن التنشئة الإيمانية التي عاشها الشيخ ماجد بن خميس العبري حيث كانت والدته تأمره بقراءة القرآن الكريم وتسحب عنه الكتب الأخرى كما تطرق إلى أذكار الشيخ وطرقه في السلوك.

وقدم المحور الثالث الوليد بن سليمان بن سعيد الحديدي فتحدث فيه عن الشيخ ماجد « حياته وآثاره الفقهية وأيضا في الملامح الفقهية وأجوبته وآرائه في مختلف المسائل في حياة بقية السلف وذكر أن الشيخ كان طبيبا روحانيا وطبيبا يداوي بالأعشاب الطبيعية وقال إن الشيخ ماجد بجانب تضلعه في الفقه والقضاء إلا انه يعتبر من رجال وساسة الدولة فقد كان مستشارا سياسيا.

أدار حلقتي الندوة عبدالرحمن بن سعيد العبري ومرهون بن سليمان الهطالي.