1157338
1157338
تقارير

ترامب المثقل بانتكاسات الداخل في ضيافة شي رئيس الصين

07 نوفمبر 2017
07 نوفمبر 2017

موضوعات شائكة على طاولة زعيمي أكبر اقتصادين بالعالم -

بكين - (أ ف ب): يتشابه شي جين بينج ودونالد ترامب في أن كلا منهما يريد أن يعيد العظمة لأمته، لكن فيما تخطو الصين مسارًا تصاعديًا يصل الرئيس الأمريكي إلى بكين مثقلًا بحمولة كبيرة.

وسيفرش الرئيس الصيني السجاد الأحمر لترامب الذي تأخذه جولته إلى خمس دول آسيوية إلى الصين الأربعاء. وسيجتمع زعيما أكبر اقتصادين في العالم للمرة الثالثة هذا العام.

وفيما يستعرض ترامب هيمنته على شخصيات عالمية أخرى بأسلوب مصافحته القوية، يعزز شي سيطرته على السلطة في الداخل الصيني.

وقال نائب وزير الخارجية الصيني شينغ زيغوانغ الأسبوع الماضي أن الزيارة «ستكون لها أهمية خاصة» متعهدا أن تكون «تاريخية».

وأعلن الزعيمان صداقتهما في أعقاب اجتماعهما الأول في منتجع ترامب مارا-لاغو في فلوريدا في إبريل، وحتى عندما احتدم نقاشهما حول التجارة وكيفية التعاطي مع كوريا الشمالية.

وبين الزعيمين نقطة تشابه أخرى هي التطلعات القومية. فترامب يريد أن «يعيد العظمة لأمريكا» فيما تعهد شي «ضخ دماء جديدة عظيمة في عروق الأمة الصينية».

إلا أن شي أنجز ما وصفه ترامب «بالصعود الاستثنائي»، وقال إن «بعض الأشخاص ربما يطلقون عليه ملك الصين».

وزيارة ترامب للصين هي الأولى لرئيس دولة منذ ادراج فكر شي في دستور الحزب الشيوعي - مما جعله أقوى زعيم في الصين منذ ماو تسي تونغ.

والرئيس الأمريكي من ناحيته، في موقف يتزايد ضعفا مع أدنى نسبة تأييد لرئيس في سبعة عقود، وسط تحقيق في تدخل روسي محتمل في حملته الرئاسية.

ويقول اورفيل شل، خبير العلاقات الأمريكية-الروسية في مؤسسة «آسيا سوساييتي» لوكالة فرانس برس «الأزمة المالية عام 2008 ومن ثم هذه الفوضى في البيت الأبيض في عهد ترامب قد ضاعفت الثقة الصينية بل حتى غرورهم في أن لحظتهم حانت اخيرا»، وأضاف: ان شي «مندفع بالثراء والقوة الصينيتين، وذلك قد يمنعه عن القيام بتنازلات».

ووعدت الصين بأن تنظم لترامب استقبالا «أكثر من زيارة دولة» مع جرعة إضافية من المراسم الاحتفالية لملياردير قطاع التنمية العقارية.

ويتوقع أن تنظم له مراسم استعراض لحرس الشرف العسكري ومأدبة رسمية وصفقات تجارية بمليارات الدولارات.

وأضاف شل إنه بالنسبة لترامب فإن «الفوز هو كل شيء في الحياة. لم يحقق الكثير من الانتصارات. واذا تمكن من العودة بمكاسب من الصين... فإن ذلك سيكون ذا معنى كبير بالنسبة له»، لكنه أضاف ان «شي يمكن أن يتغلب عليه إذا لم يحترس».

والهدف من المراسم الاحتفالية هو منع ترامب من انتقاد الصين على خلفية مجموعة كبيرة من الموضوعات الشائكة، بدءًا من العجز التجاري إلى علاقات بكين بكوريا الشمالية.

وقالت إلي راتنر الخبيرة بشؤون الصين في مجلس العلاقات الخارجية ومقره واشنطن «بالنسبة لشي الأمر يتعلق بصورته ومحاولة إطراء ومداهنة ترامب ليتصرف بلطافة مع الصين».

وحتى الآن تبدو الاستراتيجية ناجحة: فاللهجة المعادية للصين خلال حملة ترامب حل مكانها إطراء مفرط لشي.

وقال ترامب أمس الأول في طوكيو «يعجبني كثيرا. أناديه بالصديق. وهو يعتبرني صديقا. ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار، فإنه يمثل الصين وأنا أمثل الولايات المتحدة».

وفيما يقول المسؤولون الصينيون إن الرجلين يرتبطان «بصداقة شخصية سليمة» إلا أن شي الأكثر هدوءًا أبدى تحفظًا نسبيًا في إطرائه.

وقال هو شينغدو الخبير حول سياسات الصين ومقره بكين «في الوقت الحالي إن ترامب ودود نسبيًا تجاه الصين، لكنه في نهاية الأمر رجل أعمال»، وأضاف: «إذا ما نظرت إلى الماضي، فإنه من الممكن أن يظهر فجأة وجهه الآخر».

ومع هذا فإن الصين أقل قلقًا بشأن الزيارة مقارنة باللقاء الأول في مارا-لاغو، بحسب شو غوكي، خبير العلاقات الدولية في جامعة هونج كونج.

وقال: «في ذلك الوقت كان الصينيون قلقين حيال الإدارة الجديدة» لكن منذ ذلك الحين «حصل تبدل في المواقف» بحسب شو، وأضاف: «موقف شي تعزز بشكل كبير... موقف ترامب يبدو أكثر ضعفًا يوما بعد يوم».

ومع ذلك، حذر هو شينغدو، من أن على الرئيس الصيني أن «يحرص على عدم الشعور بالزهو إزاء القوة المتزايدة لبلاده».

وقال: «حاليًا، أمريكا تتخذ موقفًا استراتيجيًا يسمح لها باتخاذ خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء». لكن واشنطن «لا تزال تقود العالم بلا منازع. الصين لم تبلغ هذا المستوى بعد».