1154415
1154415
الاقتصادية

«بلوك تشين» تقنيـــة المســـــــتقبــل للتعـــامـــلات الإلكتــــرونيـــــة

05 نوفمبر 2017
05 نوفمبر 2017

700 مشارك وخبرات عالمية في ندوة واسعة اليوم -

كتب ـ حمود المحرزي  -

تبدأ ندوة سلسلة الكتل “البلوك تشين” اليوم أعمالها بفندق الشيراتون بمشاركة أكثر من 700 مشارك من القطاعين العام والخاص لتتواصل على مدى أربعة أيام.

وتسلط الندوة الضوء على التغيرات المتوقعة على الاقتصاد وعالم المال والأعمال في المستقبل، والتأثيرات المباشرة على قطاع الخدمات والإدارة الحكومية من جراء دخول تقنية “بلوك تشين” في حيز التطبيقات الواسعة في العالم خلال السنوات الخمس القادمة. كما تخصص جلسات مكثفة لدراسة وتقييم هذه التقنية الصاعدة وإمكانية تطبيقها في السلطنة في المجالات والقطاعات الإنتاجية المختلفة والفرص الاقتصادية الكامنة وتحديد الأطر العامة لكيفية تطبيق تقنيات سلسلة الكتل (بلوك تشين) في المشاريع التجريبية المقترحة في السلطنة.

وأوضحت اللجنة المنظمة في مؤتمر صحفي أمس أن الحدث هو بمثابة منصة تواصل دولية يتبادل فيها الخبراء المشاركون من دول عديدة وجهات نظرهم المختلفة حول مستقبل هذه التقنيات، وإسهاماتها المباشرة في تطوير القطاع المصرفي والمالي وقطاع الخدمات الحكومية، وسلاسل التوريد، والابتكار وريادة الأعمال، ورأس المال الاستثماري، فضلًا عن تنمية المهارات والقدرات للوظائف المستقبلية.

وتركز ندوة البلوك تشين على التعريف بهذه التقنية ونشر الوعي بين الجهات المعنية لدراسة مدى فعالية تطبيقها. الى جانب التعرف على الفرص الاقتصادية الكامنة في حالة تطبيقها والتحديات المصاحبة.

وتأتي الندوة كمبادرة وطنية من قبل وزارة الخارجية ممثلةً بمكتب “نقل العلوم والمعارف والتكنولوجيا”، ووزارة الإعلام، ووزارة التجارة والصناعة، والبنك المركزي العماني، وصندوق الاحتياطي العام للدولة، والهيئة العامة لسوق المال، بالإضافة إلى هيئة تقنية المعلومات وعدد من المؤسسات ذات العلاقة.

تأثيرات التقنية

وقال الدكتور يوسف بن عبدالله البلوشي رئيس مكتب نقل العلوم والمعارف والتكنولوجيا بوزارة الخارجية رئيس اللجنة المنظمة للندوة: إن الندوة تهدف لبحث التغيرات المستقبلية في العلوم التكنولوجية وتقنيات المستقبل، حيث سندرس تأثير تقنية بلوك تشين على القطاعات المالية والمصرفية والخدمات والأعمال والفرص المتاحة لتبني هذا النوع من التقنية في القطاعات الإنتاجية بالسلطنة والتحديات المصاحبة وإمكانية تحويلها لفرص حقيقية تخدم الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة، والتركيز على التطور التقني، مشيرا الى أن تقنية الكتل (بلوك تشين) لا تزال محل جدل على الصعيد العالمي من عدة نواح ومنها المجال القانوني والبنى التحتية المطلوبة لهذا النوع من التقنية وكيفية التحول السريع، الى جانب كيفية ربطها بالخطط المرتبطة لكل بلد، ونتيجة لسمعة السلطنة ومكانتها بين الدول عالميا، وبمشاركة أكثر من 25 خبيرا عالميا يمثلون القطاع في هذا النوع من التقنية، نعمل حاليا على دراستها من حيث المحتوى العالمي والمحلي للمؤسسات والخطط المستقبلية للسلطنة ومدى إمكانية الاستفادة من الفرص المتاحة لهذه التقنية.

الاستفادة من الفرص المتاحة

وأكدت نجاح بنت عبدالوهاب الحمدية نائبة رئيس الخدمات الفنية بالبنك المركزي العماني اهتمام البنك بتطبيق احدث التكنولوجيا في القطاع المالي والمصرفي ومواكبة التغيرات الحديثة، موضحة أن المشاركة في هذه الندوة لدراسة وتقييم تقنية الكتل (بلوك تشين) ومدى ملاءمة الاستفادة من الفرص المتاحة من خلالها وتأثيرها على القطاع المصرفي وتحدياتها.

الاستعداد للتطبيق

من جانبه أوضح محمد بن سعيد العبري نائب الرئيس لقطاع سوق رأس المال بهيئة سوق المال أن تقنية المعلومات تعتبر العصب الرئيسي لقطاع الخدمات المالية بعموميتها وقطاع سوق رأس المال والتأمين، حيث إن كثيرا من القطاعات التي تنطوي تحت مظلة سوق رأس المال في بحث مستمر عن افضل التقنيات الموجودة في العالم ومن ضمنها تقنية الكتل (بلوك تشين)، مشيرا الى أنها كأي تقنية أخرى لا بد من أن تحيط بها بعض التحديات كما توفر فرصا، ولذلك فإن الندوة التي ستعقد سوف تكون منصة للجميع سواء الهيئة كجهة رقابية أو على مستوى الجهات الخاضعة لرقابة الهيئة للاستفادة ومعرفة المزيد عنها حتى نكون مستعدين لتطبيقها كونها تقنية قادمة لا محالة ومن شأنها أن توفر الوقت والجهد والأمان والسلامة لكل التعاملات.

التكيف مع التقنية

وفي مداخلة لسعادة عبدالله بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي لهيئة سوق المال أوضح أن الندوة ستبحث إمكانية المؤسسات المالية في التكيف مع تقنية بلوك تشين، حيث إن هناك بعض المحاذير في تطبيقها، كما تبحث الكيفية التي يمكن من خلالها حماية البلاد من الممارسات الخاطئة في هذه التقنية.

توفير المتطلبات اللازمة

وقال الدكتور بدر بن سالم المنذري مدير عام قطاع أمن المعلومات بهيئة تقنية المعلومات إن الهيئة تدرس حاليا إمكانية الاستفادة من مزايا هذه التقنية بعد الضجة التي أحدثتها على مستوى العالم، وذلك في مجال التحول الرقمي في السلطنة، خصوصا في مجال تبسيط المعاملات الرقمية وهي إحدى أهم مزايا هذه التقنية وكذلك أمن هذه المعلومات والمعاملات وشفافيتها ومدى التحقق منها، وفيما لو قررنا الاستفادة منها سنبحث المتطلبات اللازمة لتحقيقها وتطبيقها سواء من حيث البنية الأساسية أو البيئة التشريعية والمعايير الفنية والتقنية وكافة المواضيع الأخرى المتعلقة بأمن المعلومات.

منصة إقليمية

وتحدث المعتصم بن غلام البلوشي مدير الإعلام بالصندوق الاحتياطي العام للدولة عن أن مشاركة الصندوق في الندوة تأتي لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا القطاع، موضحا أن الصندوق يركز حاليا على الاستثمار في خمسة قطاعات رئيسية هي اللوجستيات والموانئ والصناعات الغذائية والتعدين والرعاية الصحية، فيما يولي اهتماما بقطاع التكنولوجيا كونه قطاعا ناشئا، ويوفر فرصا كبيرة للاستثمار، وهناك تعاون بين الصندوق ووزارة الخارجية في هذا المجال، وفيما لو تقرر تطبيق هذه التقنية في السلطنة فان الصندوق لديه الاستعداد في تقديم التسهيلات للشركات الأجنبية التي ترغب في الاستثمار بالسلطنة كشريك استراتيجي، وهو يأتي في إطار المبادرات المحلية للصندوق التي تسعى الى جذب الاستثمارات الأجنبية وجعل السلطنة منصة إقليمية في قطاع التكنولوجيا” بلوك تشين”.

وقال سعيد بن جمعة السلماني أمين السجل التجاري بوزارة التجارة والصناعة إن الوزارة ستشارك من خلال نظام “استثمر بسهولة” وهو منصة جاهزة للعمل التجاري وإصدار التراخيص، وتأتي مشاركتنا لدراسة مدى ملاءمة هذه التقنية في تطوير العمل في نظام استثمر بسهولة وتعاملات الوزارة المختلفة.

حلقات نقاشية

يتضمن اليومان الأول والثاني من ندوة بلوك تشين مجموعة من العروض التعريفية والحلقات النقاشية والتي يشارك فيها مجموعة من الخبراء والمتخصصين العالميين في تقنيات سلسلة الكتل “البلوك تشين” من كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، كما سيتم تخصيص اليومين الثالث والرابع لمجموعة من حلقات العمل المغلقة التي تهدف الى تحديد الأطر العامة لتطبيق تقنيات سلسلة الكتل (بلوك تشين) في المشاريع التجريبية المقترحة في السلطنة. حيث حرصت اللجنة المنظمة على استدعاء أفضل الخبراء للاستفادة من الأفكار العالمية، من خلال مجموعة من الحلقات النقاشية وحلقات العمل البناءة، التي تتناول مواضيع متنوعة مرتبطة بالمنظومة الابتكارية للأعمال.

اهتمام ملحوظ

وخلال السنوات القليلة الماضية ظهر اهتمام ملحوظ بتقنيات سلسلة الكتل “بلوك تشين”، لاسيما تلك المرتبطة بالعملات الرقمية المشفرة كعملة “بيتكوين” ، غير أن فكرة “سلسلة الكتل” هي أوسعُ من ذلك بكثير؛ إذ تعد منصة التمكين الرئيسية التي تقدم مستويات آمنة وسريعة وأكثر كفاءة للتعاملات بين مختلف القطاعات والحكومات والمنظمات.

وما يميز تطبيقات تقنية سلسلة الكتل هو ارتباط كل المعاملات فيها ببعضها في نظام موزع وليس مركزيا؛ فإذا ما حاول أحد الكشف أو اختراق إحدى المعاملات، يُخزن السجل الحقيقي لتفاصيل المعاملة قبل الاختراق في عدة مواقع أخرى؛ فيسهل بذلك التعرف على محاولة الاختراق ومنعها مباشرة.

وتضيف تقنية بلوك تشين درعا قويا للبيانات لمنع أي خرق في نظام التشفير أو أية اختراقات ناتجة عن عمليات سرقة للمعاملات أو عمليات نصب واحتيال. ويطلق على قاعدة البيانات المستخدمة في فرز المعاملات في الشركات والبنوك اسم “سجل القيد “ وعادة ما يُدار هذا السجل من نقطة المنشأ في خط مستقيم إلى قاعدة مركزية واحدة. بينما تتنقل البيانات لحظيا، في معاملات “بلوك تشين”، من نقطة المنشأ إلى سجل المعاملات الأخرى في نظام موزع، فيقارن النظام جميع السجلات لهذه المعاملة ليتأكد من تطابقها، وبذلك يضمن بأنها معاملة قانونية وصحيحة.