عمان اليوم

«الصحة» تتابع وسائل تنظيم تسويق بدائل لبن الأم

30 أكتوبر 2017
30 أكتوبر 2017

بدأت صباح أمس الاثنين فعاليات التدريب الإقليمي على رصد ودعم تنفيذ المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم وما يتعلق بها من قرارات تالية لجمعية الصحة العالمية، بتنظيم منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة بدائرة التغذية على مدار ثلاثة أيام متتالية، وذلك بفندق راديسون بلو.

رعى فعاليات التدريب الإقليمي معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، بمشاركة عدد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية وممثلي دول إقليم الشرق المتوسط وعدد من مسؤولي وزارة الصحة، وتهدف الدورة التدريبية إلى تدريب الأعضاء على كيفية عمل التقييم والمتابعة لتطبيق المدونة الدولية لتنظيم تسويق بدائل حليب الأم للرضع وصغار الأطفال، والتدريب على كيفية دعم المدونة من خلال التشريعات والقوانين.

وأوضح الدكتور أيوب الجوالدة المستشار الإقليمي للتغذية بمنظمة الصحة العالمية، أن منظمة الصحة العالمية تحث الدول الأعضاء على أن تنفيذ المدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم وقرارات المنظمة اللاحقة ذات الصلة الصادرة عن جمعية الصحة العالمية عن طريق وضع وسن وإنفاذ قانون وطني أو لوائح أو تدابير مناسبة أخرى تغطي جميع أحكام المدونة وتوسيع نطاق الجهود الرامية إلى رصد وإنفاذ تنفيذه، ومن شأن التنفيذ الكامل أن يدعم تحقيق هدف جمعية الصحة العالمية المتمثل في أن يكون 50% على الأقل من الأطفال يرضعون رضاعة طبيعية خالصة في الأشهر الستة الأولى بحلول عام 2025.

وقال: توصي منظمة الصحة العالمية بأن تكون الرضاعة طبيعية حصرا خلال الأشهر الستة الأولى، ومع ذلك تبلغ نسبة هذه الممارسة 35% فقط من الرضع في إقليم شرق المتوسط ولا يرضع إلا حوالي نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و23 شهرا ولابد الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين.

وعن أهم الإجراءات الموصى بها من قبل الحكومات أشار الجوالدة إلى أهمية إنشاء أو تفعيل لجنة وطنية ذات نهج متعدد القطاعات للإشراف على التنفيذ والرصد السليمين للمدونة الدولية للتسويق واستعراض القانون الوطني وتحديد أدوار ومسؤوليات كل من أصحاب المصلحة لضمان أن مبادئ وأحكام المدونة معروفة على نطاق واسع بين العاملين الصحيين وجميع أصحاب المصلحة المعنيين ووضع توجيهات للتعليم قبل الخدمة والتدريب أثناء الخدمة للعاملين الصحيين وتشجيع وضع استراتيجية أو خطة لبناء القدرات بشأن كيفية ضمان عدم دعم البرامج أو رابطات المهنيين الصحيين أو المؤتمرات أو الشبكات العاملة في مجال صحة الرضع وصغار الأطفال بهدف تدريب الدول الأعضاء وبناء قدراتها في رصد وتقييم تشريعات المدونة الوطنية.

كما تضمن البرنامج على مدار ثلاثة أيام عددا من الجلسات النقاشية قدمها نخبة من الخبراء الدوليين من المنظمات الإقليمية والدولية، حيث حاضر خلالها 10 محاضرين تمحورت حول التطورات المستحدثة بالمدونة الدولية والدليل الإرشادي لمنظمة الصحة العالمية حول إنهاء الترويج التجاري لأغذية الرضع وصغار الأطفال واستطلاع الوضع الراهن للتسويق غير المناسب في إقليم شرق المتوسط واستطلاع الوضع الراهن للتسويق عير المناسب والممارسات الناشئة والتحديات المرتبطة بها وتجربة السلطنة لمدونة الترصد ودعم التنفيذ وأهمية الإجراءات والتدابير القانونية الشاملة لتنفيذ المدونة، كذلك رصد وتطبيق الإجراءات القانونية والتنظيمية للمدونة الوطنية والآليات المتبعة في الوقت الحالي.

وتزامنا مع فعاليات التدريب الإقليمي على رصد ودعم تنفيذ المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم وما يتعلق بها من قرارات تالية لجمعية الصحة العالمية، ستحتفل السلطنة ممثلة بدائرة التغذية بالأسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية في 1-7 نوفمبر من كل عام تحت شعار «الحفاظ على الرضاعة الطبيعية معا» من أجل تعزيز الشراكات القائمة وطرق جديدة للاستثمار ودعم الرضاعة الطبيعية من أجل مستقبل أكثر استدامة.

يذكر أن المدونة الدولية تدعو الدول لحماية الرضاعة الطبيعية من خلال وقف التسويق غير اللائق لبدائل لبن الأم (بما في ذلك حليب الأطفال الصناعي)، وزجاجات الرضاعة والحلمات، كما أنه تهدف إلى استخدام بدائل لبن الأم بأمان عندما تدعو الحاجة لاستخدامها وتحظر المدونة جميع أشكال الترويج للبدائل بما في ذلك الإعلان عنها وتوزيع الهدايا على العاملين الصحيين وتوزيع عينات مجانية، بالإضافة إلى ذلك لا يجوز أن تحمل رسومات على أغلفة المعلبات ادعاءات غذائية أو صحية أو تتضمن صوراً تمجد لبن الأطفال الصناعي، ويجب أن تشمل الرسومات تعليمات واضحة حول كيفية استخدام المنتج وتحمل رسائل حول تفوق الرضاعة الطبيعية على الألبان الصناعية والمخاطر المترتبة على عدم إرضاع الأطفال الرضاعة الطبيعية.

وتعتبر بدائل لبن الأم صناعة قوية ومتنامية، ولذلك فإن المعركة حول زيادة معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة في جميع أنحاء العالم معركة شاقة، لكنها تستحق كل هذا الجهد حيث إن الأمهات تستحق فرصة للحصول على المعلومات الصحيحة ومفادها أن جميع السبل متاحة أمامهن بسهولة لحماية صحة وسلامة أطفالهن لا يمكن السماح لحيل التسويق الذكية بالمراوغة حول حقيقة أنه لا يوجد بديل مساوٍ للبن الأم. كما أن الرصد ضروري لكشف الانتهاكات والإبلاغ عنها لدى السلطات المناسبة حتى تتمكن من التدخل ووقف هذه الأنشطة، وقد أسست منظمة الصحة العالمية واليونيسيف مؤخراً، الشبكة العالمية لرصد وتقديم الدعم لتنفيذ المدونة، وذلك للمساعدة في تعزيز قدرة البلدان والمجتمع المدني على رصد قوانين المدونة وإنفاذها بفعالية. وانضمت لهذه الشبكة المنظمات غير الحكومية الرئيسية، بما في ذلك إيبفان، وهيلين كيلر الدولية، ومنظمة إنقاذ الطفولة، والمراكز الأكاديمية وعدد مختار من البلدان.

وتم اختيار سلطنة عمان من بين 8 دول في العالم لتطبيق نظام التقييم والمتابعة للمدونة، وقد قامت وزارة الصحة ممثلة بدائرة التغذية وبالتعاون مع تقنية المعلومات بالوزارة بإدخال نظام الإبلاغ الإلكتروني لانتهاكات المدونة العمانية لتسويق بدائل حليب الأم.