1144965
1144965
العرب والعالم

كردستان يجمد نتائج الاستفتاء ويدعو للحوار وبغداد تتسلم منفذ ربيعة

25 أكتوبر 2017
25 أكتوبر 2017

العبادي وأردوغان يؤكدان على حفظ وحدة وسيادة العراق -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(وكالات) -

قامت حكومة إقليم كردستان أمس بمبادرة تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء على الاستقلال الذي أثار أزمة كبيرة مع الحكومة الاتحادية مستمرة منذ نحو شهر.

وفي بيان نشر الليلة قبل الماضية قالت حكومة الإقليم «من منطلق المسؤولية أمام شعب كردستان والعراق نقترح للحكومة والشعب والرأي العام العراقي والعالمي تجميد نتائج الاستفتاء وبدء حوار مفتوح مع الحكومة الاتحادية وفق الدستور».

كما يقترح النص المؤلف من 3 نقاط «وقف إطلاق النار فورا ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان»، بعد مقتل نحو 30 عنصرا من قوات البيشمركة والقوات العراقية في اشتباكات خلال عملية «إعادة فرض الأمن» في المناطق المتنازع عليها، وخصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط. وكانت قوات البيشمركة سيطرت على هذه المناطق خلال الفوضى التي عمت العراق في ظل هجمات تنظيم داعش عام 2014.

وتقضي خسارة إيرادات الحقول النفطية في محافظة كركوك إلى حد كبير على أحلام إقليم كردستان العراق بالاستقلال.

ولم يصدر أي رد فعل رسمي من الحكومة العراقية حيال هذه المبادرة، لكن قوات الحشد الشعبي التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية وتشكل جزءا من القوات الاتحادية، أعلنت أمس أن مقترح حكومة إقليم كردستان العراق «لا قيمة له».

وقال المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبي أحمد الأسدي لوكالة فرانس برس إن مبادرة كردستان «لا قيمة لها، إذ أن التجميد يعني الاعتراف بالاستفتاء، وطلب الحكومة واضح، إلغاء الاستفتاء».

ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش الجانبين إلى «البدء عاجلا بحوار شراكة ومفاوضات بين بغداد وأربيل على أساس الدستور».

وأضاف كوبيش «نحن واثقون من أن حكومتي العراق وإقليم كردستان، كما تآزرتا لهزم داعش، يمكنهما أن تعملا جنباً إلى جنبٍ للتغلب على خلافاتهما من خلال الحوار وبعيداً عن المواجهة»، مؤكدا أن «الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة، إذا طلب منها ذلك».

وقرر برلمان كردستان الثلاثاء تجميد مهام بارزاني الرئيسية لعدم قدرته على تمديد ولايته قانونيا، الأمر الذي ينهي صلاحياته.

واتخذ القرار خلال جلسة حضرها معظم نواب الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني.

وقاطعت الجلسة كتلة «التغيير» (غوران) والجماعة الإسلامية اللتان تشغلان 30 مقعدا من اصل 111 في برلمان الاقليم.

كما أفادت مصادر أمنية أمس بأن القوات العراقية تسلمت منفذ ربيعة الحدودي على الحدود السورية شمال غربي العراق. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن «القوات السورية انسحبت من المنفذ باتجاه الأراضي السورية ، وأن القوات العراقية تسلمت المنفذ بشكل كامل».

ويعتبر منفذ ربيعة الحدودي بين كردستان سوريا وإقليم كردستان العراق، مهماً للغاية، وقبل سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل، كان المنفذ يلعب دوراً مهماً في حركة التجارة بين العراق والإدارة الذاتية في كردستان سوريا.

وفي أكتوبر من عام 2014، سيطرت قوات البيشمركة على منفذ ربيعة، وبهذا أصبح طرفَي المنفذ تحت سيطرة القوات الكردية.

وأعادت ايران امس فتح أحد مراكزها الحدودية الثلاثة مع اقليم كردستان العراق بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي.

وصرح مسؤول نقطة العبور جهانغير باخشي «لقد أعيد فتح مركز باشماخ الحدودي اليوم (أمس)». ويقع المركز على الطريق الرئيسية بين ايران والسليمانية احدى أكبر مدن الاقليم.

وذكر باخشي ان المراكز الحدودية الثلاثة بين ايران واقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي أغلقت بعد الاستفتاء حول الاستقلال الذي نظمه الاقليم .

ميدانيا: قال الجيش العراقي أمس إن قواته بصدد شن هجوم لاستعادة آخر رقعة من الأراضي العراقية لا تزال تحت سيطرة تنظيم «داعش».

وجاء في بيان من قيادة العمليات المشتركة في بغداد أن القوات الجوية العراقية أسقطت منشورات على منطقة القائم وراوه عند الحدود الغربية تقول «قواتكم الأمنية حسمت الموقف وحررت كل مناطق العراق التي تجرأ الدواعش على تدنيسها يوما في غفلة من الزمن. «إنها الآن قادمة لتحريركم».

سياسيا :اكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ان الوقت قد حان لإنهاء النزاعات والحروب التي تسببت بضياع القدرات واستنزاف الموارد ونزوح الملايين، فيما أشار إلى أنه كان هناك مشروع لتفكيك المنطقة وليس العراق فقط، بينما اكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعمه لخطوات الحكومة العراقية في مواجهة تداعيات الاستفتاء وتوحيد العراق وفرض سلطة الدولة بقواتها وإرادتها الوطنية، مؤكدا التعامل المباشر مع الحكومة العراقية.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان تلقت «عمان» نسخة منه، إن «رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في أنقرة أمس رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، حيث عقدا اجتماعا ثنائيا، وتوجها بعده لترؤس جلسة المباحثات المشتركة بحضور وزراء الداخلية والنفط والتخطيط والكهرباء والموارد المائية ومستشار الأمن الوطني والسفير العراقي في أنقرة، مع نظرائهم من الجانب التركي».

وبحسب البيان، فانه «جرى استعراض شامل للعلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون وتبادل المصالح بما يخدم الشعبين والبلدين، وفي مقدمتها مواجهة الارهاب وقضايا المياه والنفط والطاقة والمنافذ الحدودية والتبادل التجاري والتعاون الثقافي والسياحي».

ونقل البيان عن العبادي قوله، اننا «جئنا لتعميق العلاقات وبحث القضايا التي تخص بلدنا، وكذلك التي تخص منطقتنا، وقد حان الوقت لإنهاء النزاعات والحروب التي تسببت بضياع القدرات واستنزاف الموارد ونزوح الملايين، ولولا هذه النزاعات لكانت دولنا بوضع افضل وصوتنا مسموع في العالم».

بينما عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رغبة بلاده في توسيع العلاقات العراقية التركية ودعمه لخطوات الحكومة العراقية في مواجهة تداعيات الاستفتاء وتوحيد العراق وفرض سلطة الدولة بقواتها وإرادتها الوطنية، وفقاً للبيان.

واكد الرئيس التركي، «التعامل المباشر مع الحكومة العراقية»، داعيا في الوقت ذاته إلى «تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتوسيع العلاقات العراقية التركية ورفع التبادل التجاري».

وقال: «نحن سعداء بانتصاركم على داعش والتخلص من تبعاته السيئة وبسط الاستقرار ومستعدون للمساعدة في جهود دعم عودة النازحين في المناطق المحررة وإعادة البناء والاستثمار في المجالات كافة».

كما اعلن الرئيس التركي استعداد بلاده لإنشاء سد مشترك لمعالجة نقص المياه، وان الأتراك حريصون على عدم الحاق الضرر بأخوتهم العراقيين، معربا في الوقت ذاته عن قلقه الشديد من تواجد منظمة pkk والمنظمات الارهابية الاخرى في كردستان لكونها تشكل خطرا مشتركا على البلدين الجارين، داعيا الى التعاون لمواجهة ذلك الخطر.

من جانب آخر أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أمس عن خطف ثلاثة مواطنين لبنانيين بينهم رجل أعمال في العاصمة العراقية، فور وصولهم إليها قبل أيام، من دون إضافة تفاصيل حول أسباب الخطف أو هوية الجهة الخاطفة.

وأوردت وزارة الخارجية في بيان «أنها تبلغت تعرض 3 مواطنين لبنانيين لعملية خطف لدى وصولهم إلى العاصمة العراقية بغداد» الأحد الماضي. والمواطنون اللبنانيون الثلاثة هم عماد الخطيب ونادر حماده وجورج بتروني، وفق البيان.