إسهام حضاري عماني بالغ الدلالة

في الوقت الذي ينشغل فيه الكثيرون، في المنطقة وخارجها ، بالحروب والمواجهات وحتى إشغال الفتن والتآمر ، و محاولة تزييف التاريخ وليّ الحقائق بأشكال مختلفة، فإنه ليس مصادفة أبدا أن تواصل عمان سيرها على الدرب الذي رسمه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة، وهو درب يهتم إلى حد كبير بالجوانب الحضارية والثقافية ، وبتعزيز التواصل الإنساني، ليس فقط بين الدول والشعوب، في المنطقة وخارجها، ولكن أيضا بين الشعب العماني وتراثه الحضاري العريق، ليكون ذلك أحد معطيات وأسس بناء الدولة العمانية الحديثة، التي يتفاعل فيها التاريخ والقيم والتراث العماني، مع معطيات العصر ومتطلبات التقدم والتطور التقني في كل المجالات، وبما يحافظ في الوقت ذاته على السمات المميزة للشخصية العمانية بخيريتها، وبحبها للسلام، وبحرصها على التفاعل الإيجابي مع الشعوب الأخرى ، بصدق ومصداقية ووضوح وثقة، تستند إلى رصيد حضاري تزخر به سجلات التاريخ. وفي هذا الإطار فإنه في حين عادت أمس الأول سفينة البحرية السلطانية « شباب عمان الثانية « إلى البلاد بعد رحلتها الدولية الثالثة، التي حملت شعار « شراع الصداقة والسلام « ، والتي زارت خلالها 14 دولة أوروبية وشاركت خلالها في عدة سباقات بحرية، فازت بجوائز قيمة فيها ومنها « كأس الصداقة الدولية « ، فإن سفينة الإسناد « فلك السلامة « بالبحرية السلطانية العمانية، قامت بدورها اعتبارا من أوائل الشهر الجاري بزيارات لموانئ زنجبار ودار السلام ومومباسا، وذلك تعبيرا وترسيخا أيضا للنهج السامي، في تعزيز أواصر الصداقة والعلاقات التاريخية مع الدول الشقيقة والصديقة وشعوبها.

وبالتوازي مع ذلك فإنه من بين فعاليات عديدة ، تشمل معارض فنية للتشكيليات العمانيات، وتكريم الفائزين بجوائز الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات وشخصيتي العام الثقافيتين، وهو ما قامت به الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ، وتخريج دفعات جديدة ومتتابعة من أبنائنا وبناتنا في عدد من الكليات التقنية خلال هذه الأيام والأيام القادمة، وتدشين منصات التواصل لمركز اتصالات الخدمات الحكومية بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، وافتتاح مركز المعلومات بموقع وبار الأثري أمس، فإن انطلاق مهرجان عمان للعلوم 2017 في ثلاثة محافظات أمس، ضمن خطة لوزارة التربية والتعليم تشمل كل محافظات السلطنة وتتويجه بالمهرجان الذي تقيمه الوزارة في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض غدا الخميس ويستمر حتى 28 أكتوبر الجاري، ويضم نحو 300 فعالية في مجالات التكنولوجيا والرياضيات والهندسة والذكاء الاصطناعي والابتكارات الطلابية ، يشير بوضوح إلى جوانب ذات معنى ودلالة في منظومة الأولويات العمانية، والتي يأتي في مقدمتها العناية بالمواطن العماني وإعداده وتأهيله ليقوم بدوره المنشود كشريك فاعل في جهود التنمية الوطنية، وفي تحقيق التواصل الفعال والطيب مع الشعوب الأخرى شقيقة وصديقة لبناء عالم أفضل لها جميعها، الآن وفي المستقبل وهذا ما يعطيه جلالته عناية واهتماما كبيرين.