تقارير

القوات الخاصة الأمريكية في أفريقيا متحفظة لكن وجودها يتعزز

20 أكتوبر 2017
20 أكتوبر 2017

واشنطن-(أ ف ب): كشف الكمين الأخير في النيجر الذي أسفر عن مقتل 4 جنود من القوات الخاصة الأمريكية تزايد وجود هذه الوحدات في أفريقيا التي أصبحت المنطقة الثانية لعمليات تدخلها بعد الشرق الأوسط .

مهمة هؤلاء الجنود هي وقف تقدم الحركات الجهادية، أي «شل حركة» الشباب في الصومال و«إضعاف» تنظيم «داعش» في منطقة الساحل وليبيا ومصر وتنظيم القاعدة في مالي و«احتواء» جماعة بوكو حرام في نيجيريا، حسبما ذكر مسؤولون في القوات الخاصة الأمريكية مؤخرا في مقر قيادتهم في تامبا بولاية فلوريدا.

ومن اصل ثمانية آلاف من أفراد القوات الخاصة الأمريكية الذين ينشرون يوميا في العالم في 2017، يتمركز نحو 1300 في أفريقيا وحوالي 5 آلاف في الشرق الأوسط، كما قال المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم. وخلال 5 سنوات ارتفع عددهم 3 أضعاف في القارة الأفريقية حيث لم يتجاوز عددهم 450 جنديا في 2012.

وقالت القيادة الأمريكية لأفريقيا ان هؤلاء هم فرق من حوالي 12 جنديا من قوات النخبة هذه،وهم مدربون ومجهزون بشكل كبير يعمل كل منهم بين ثلاثين وتسعين يوما كمدربين لنحو 300 جندي في اي دولة أفريقية. وهم ينشرون كل يوم في نحو 20 بلدا، لم تكشفها.

وأفاد تقرير قدمه قائد القوات الأمريكية في افريقيا الجنرال توماس والدهاوزر الى الكونجرس ان العسكريين الأمريكيين منتشرون خصوصا في تشاد وجمهورية الكونجو الديمقراطية واثيوبيا والصومال وأوغندا والسودان ورواندا وكينيا.

ورسميا لا تملك الولايات المتحدة قواعد في افريقيا باستثناء معسكر لومونييه في جيبوتي. لكن القوات الخاصة التي تضم وحدات من سلاح البر (القبعات الخضر) والبحرية («نيفي سيلز» الشهيرة) ومن مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) وسلاح الجو تستخدم قاعدة مورون الجوية في جنوب اسبانيا، لعملياتهم في افريقيا.

«منشآت طويلة الأمد»

قال مصدر في القيادة الأمريكية في أفريقيا ان القوات الخاصة تملك ايضا «منشآت طويلة الأمد» في الدول الصديقة.لكن هذا المصدر الذي طلب عدم كشف هويته قال ان «كل هذا يتم بطلب من البلد المضيف». وقال ان «هدفنا ليس القيام بعمليات أحادية». رسميا، لا يتعلق الأمر بمهمات قتالية بل «بتدريب ونصح ومساعدة». لكن في الأشهر الأخيرة أثبتت وقائع ان العمليات تجري في معظم الأحيان في إطار أوسع. ففي بداية مايو الماضي قتل جندي امريكي كان يقوم رسميا بمهمة نصح ومساعدة للجيش الوطني الصومالي، برصاص سلاح خفيف خلال هجوم على الإسلاميين الصوماليين.

وما زالت العملية التي جرت في الرابع من أكتوبر الحالي مع جنود نيجيريين في غرب النيجر على الحدود مع مالي غامضة.رسميا كانت الدورية الأمريكية النيجرية تريد زيارة زعماء قبليين.لكنها تعرضت لكمين عنيف اسفر عن مقتل 8 أشخاص بينهم 4 نيجيريين و4 أمريكيين.

ودافع وزير الدفاع الأمريكي ماتيس عن هذه العملية موضحا ان الجنود الامريكيين منتشرون هناك «لمساعدة شعوب المنطقة على الدفاع عن انفسهم» من «الإرهابيين الذين ينشرون عدم الاستقرار والقتل والفوضى انطلاقا من هذه المنطقة».

وأضاف «اذا كان لدينا جنود هناك وليس متطوعون لحفظ السلام، فلأن هناك سببا.نحن مسلحون والخطر الذي يواجهه جنودنا خلال هذه العمليات لمكافحة الإرهاب، واقعي».

وتدعم الولايات المتحدة العملية العسكرية الفرنسية برخان في 5 دول في منطقة الساحل (موريتانيا ومالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو). وقد تركت لفرنسا مهمة محاربة الجماعات الاسلامية المتشددة في هذه المنطقة مع الحلفاء الأفارقة. وقدمت الولايات المتحدة خصوصا عمليات تزود بالوقود جوا للطائرات الفرنسية وتتبادل المعلومات الاستخبارية مع فرنسا.