1137407
1137407
العرب والعالم

قوات سوريا الديمقراطية تسيطر بالكامل على مدينة الرقة

17 أكتوبر 2017
17 أكتوبر 2017

دي ميستورا في موسكو للتحضير لاستئناف العملية التفاوضية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

أعلنت قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية سيطرتها أمس بشكل كامل على مدينة الرقة التي كانت تعد المعقل الأبرز لتنظيم (داعش) في سوريا.

وقال الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لوكالة فرانس برس عبر الهاتف «تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة» مؤكدا: «سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة». وأضاف: «انتهى كل شيء في الرقة» مشيرًا إلى «عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت، وتطهير المدينة من الألغام» التي زرعها مقاتلو التنظيم في وسط الرقة. ومن المقرر بحسب سلو أن تعلن قوات سوريا الديموقراطية «قريبًا في بيان رسمي عن تحرير المدينة».

ويأتي هذا الإعلان بعد سيطرة قوات سوريا الديموقراطية صباح أمس على الملعب البلدي، بعد ساعات من إعلانها طرد مقاتلي التنظيم من دوار النعيم الواقع شرق الملعب البلدي. وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ إليها العشرات من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم المتطرف بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة التي خاضتها قوات سوريا الديموقراطية داخل المدينة بدعم من التحالف. - «خارج سيطرة التنظيم» - وشكل دوار النعيم مسرحًا لاعتداءات وحشية وعمليات إعدام جماعية وصلب نفذها التنظيم منذ سيطرته على الرقة عام 2014، ما دفع سكان المدينة إلى تغيير اسمه لدوار «الجحيم». وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن مقاتلي التنظيم انسحبوا من محيط الدوار منذ أسبوعين لكن قوات سوريا الديموقراطية لم تتمكن من السيطرة عليه بسبب الألغام الكثيفة التي تركها التنظيم خلفه. وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف منذ يونيو معارك عنيفة داخل مدينة الرقة، التي كانت تعد أبرز معاقل التنظيم في سوريا. ودفعت المعارك منذ اندلاعها عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار مع تقدم المعارك. ومع سيطرة هذه القوات على المدينة أمس، «يكون وجود تنظيم داعش في كامل محافظة الرقة قد انتهى» وفق عبدالرحمن. وتسارع التقدم العسكري في وسط المدينة في الأيام الأخيرة بعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني نهاية الأسبوع الماضي وفق قوات سوريا الديموقراطية، بموجب مفاوضات قادها مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة. وبموجب الاتفاق أيضًا، خرج 275 شخصًا بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم من دون أن تعرف وجهتهم حتى الآن. وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضًا من مدينة الرقة، إلا أن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم. وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سوريا الديموقراطية، أكد مرات عدة أن المقاتلين الأجانب ممنوعون من مغادرة الرقة.

وتسببت المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديموقراطية ضد التنظيم، بمقتل نحو 3250 شخصًا بينهم 1130 مدنيًا خلال أكثر من أربعة أشهر، وفق ما أحصى المرصد أمس.

وقال مدير المرصد: إن المعارك بين الطرفين تسببت منذ اندلاعها داخل مدينة الرقة في الخامس من يونيو «بمقتل نحو 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنيًا على الأقل» لافتا إلى أن «270 طفلاً على الأقل» هم من ضمن حصيلة المدنيين. وأكد عبدالرحمن «وجود مئات المفقودين من المدنيين الذين يرجح أنهم تحت الأنقاض» في الرقة حيث تسببت المعارك وغارات التحالف الدولي الداعمة لهجوم قوات سوريا الديموقراطية بدمار كبير في الأبنية والبنى التحتية. وتمكنت القوات الحكومية السورية بموجب هذا الهجوم من السيطرة على مدينة الميادين التي كانت تعد واحدة من آخر أبرز معاقل التنظيم في المحافظة. كما تمكنت من السيطرة على مساحة واسعة تمتد من الميادين حتى مدينة دير الزور، مركز المحافظة، التي يسيطر التنظيم على أحياء في شرقها.

وأفاد مصدر عسكري إلى أن الجيش الحكومي السوري وحلفاؤه يقتحمون أحياء مدينة دير الزور ويتقدمون في شارع بور سعيد وحيي الرصافة والعمال ويسيطرون على أحياء المطار القديم والخسارات والكنامات في وسط المدينة ويوقعون قتلى وجرحى في صفوف تنظيم داعش.

كما أعلن المصدر عن مواصله تطهير القرى الشرقية والسيطرة عليها كاملة وهي مدينة موحسن والبوليل والعبد والبوعمر، وفي شرق نهر الفرات تواصل وحدات الجيش وبعد إحكام السيطرة على الحسينية عملياتها وتقدمها غربا باتجاه قريتي شقرا والجنينة.

واستعاد الجيش الحكومي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة كامل المناطق المحيطة بطريق السلمية - أثريا، بعد أن نفذت وحدات من الجيش عمليات اتسمت بالدقة والسرعة والتكتيك المتناسب مع طبيعة المنطقة أسفرت عن استعادة السيطرة على ما تبقى من وادي العذيب وقرى جباب التناهج والمكسار القبلي والشمالي في ريف حماة الشمالي الشرقي. واستهدفت وحدات من الجيش السوري مواقع المسلحين في محور جوبر عين ترما بالمدفعية والصواريخ . من ناحية أخرى ، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في تصريح صحفي أمس، أنه سيلتقي اليوم في موسكو وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.

وقال مجيبا على سؤال في هذا الشأن: «أستطيع تأكيد ذلك»، مبينا أن اللقاءات ستتناول «استئناف العملية التفاوضية في جنيف وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254». وأعلن مصدر في الخارجية الروسية، أن المفاوضات السورية في جنيف قد تبدأ في نوفمبر المقبل. وأضاف «كل شيء يعتمد على من سيمثل المعارضة في هذا الاجتماع، بيد أن الوفد لم يحدد بعد». وقال وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبد الرحمنوف، إن الموعد الدقيق لانعقاد الجولة السابعة من مفاوضات أستانا حول سوريا، سيتحدد خلال «أقرب وقت».

وأضاف الوزير في تصريحات صحفية امس في العاصمة الكازاخستاني: «الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) تواصل مشاوراتها الحثيثة، بشأن جدول الأعمال والموعد الدقيق للجولة القادمة من عملية أستانا. ووعدت بتأكيد المواعيد المحددة للجولة، المتوقعة في نهاية الشعر الحالي». وكان عبد الرحمنوف قد سلط الضوء، في وقت سابق من هذا الشهر، على أبرز المواضيع المطروحة على أجندة أستانا-7، مشيرًا إلى أن الدول الضامنة ستبحث خلالها، مدى فعالية عمل مناطق تخفيف التوتر الـ4 المقامة في سوريا. تجدر الإشارة إلى أن الجولة السابقة، التي عقدت منتصف الشهر الماضي، تكللت بإصدار الدول الضامنة بيانا مشتركا حول آلية عمل مناطق خفض التوتر في سوريا، والتي شملت هذه المرة محافظة إدلب.

وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مباحثات مع ممثلين عن المعارضة السورية، حول الملف السوري. وأوضحت الخارجية الروسية, في بيان ان بوغدانوف وممثلين عن المعارضة السورية برئاسة لؤي حسين، قائد تيار «بناء الدولة» ركزوا على «ضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا».

وجدد الجانب الروسي الموقف المبدئي الثابت المؤيد «لتحديد مستقبل سوريا من قبل السوريين أنفسهم من خلال حوار شامل بين السوريين، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254»، بحسب البيان. ويأتي الاجتماع بعد 4 أيام على لقاء جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برئيس تيار «الغد السوري» المعارض أحمد الجربا في موسكو. إلى ذلك، أجلت الهيئة العليا للمفاوضات، التي اجتمعت في العاصمة السعودية ليومين، ملف إعادة هيكلة نفسها إلى المؤتمر العام الذي تنوي السعودية عقده تحت عنوان «الرياض 2» نهاية الشهر الجاري أو في مطلع الشهر المقبل، ولم تتمكن المساعي السعودية من إقناع المشاركين في اللقاء الذي عقد يومي الأحد والإثنين الماضيين بإجراء التعديلات المطلوبة والتي «تتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة» بحسب رغبة السعودية، أي إيجاد بديل لمنسق الهيئة رياض حجاب، المدعوم من قطر، وبعض الشخصيات الأخرى الموصوفة بتشددها خلال مفاوضات جنيف.