1129030
1129030
مرايا

بدايته في الرسم والخط العربي - سعود الهميمي يبدع في فن تفريغ الخشب

11 أكتوبر 2017
11 أكتوبر 2017

سعود بن سليمان الهميمي[/caption]

حاورته- تيمورة الغاوية -

سعود بن سليمان بن مسلم الهميمي، من سكان ولاية بهلا بمحافظة الداخلية، خريج بكالوريوس إدارة أعمال من جامعة نزوى، وصاحب مؤسسة والعلامة التجارية الحرفي المبدع.

بداية الهميمي كانت منذ المرحلة الابتدائية في المدرسة، وقد كان أول اهتماماته الرسم والخط العربي حتى تخرجه من المدرسة والتحاقه بالعمل الحكومي، حيث وجد سعة من الوقت لممارسة بعض الأعمال في الرسم والخط وبعض الفنون الأخرى. وقال: «عام 1997م بدأت في ممارسة فن تفريغ الخشب والذي يطلق عليه بـ (فن الأركت)، وقد قطعت شوطًا كبيرا فيه. وفي عام 2005م حصلت على منحة لدراسة البكالوريوس في جامعة نزوى، ومن خلال المعرض السنوي المصاحب لفعاليات الأسبوع الثقافي للجماعة كان لي جناح خاص أعرض فيه بعض أعمالي في فن الأركت، مما شجعني لتطوير هوايتي والاتجاه إلى تصنيع الأقلام، بعد ذلك بدأت بدراسة طرق تصنيع الأقلام ذاتيا، وتزامنا مع دراستي الجامعية.

بعد تخرجي من الجامعة بدأت في عمل بعض التجارب في تصنيع الأقلام حتى وفقني الله للخروج بمنتج أهلني للفوز بجائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية وذلك في عام 2012م. المنتج كان عبارة عن طقم مكون من قلم حبر، وفتاحة أظرف، مع ميدالية قمت بتصنيعها بطريقة احترافية من خلال استخدام مجموعة من الأخشاب العمانية».

اختيار الخشب قد يكون من أهم الأمور التي تؤخذ في عين الاعتبار عند تصنيع الخشبيات، وعن المواد التي استخدمها سعود قال: «قمت بعمل العديد من التجارب لاختيار نوع الخشب الصالح للاستخدام، فقمت بتجربة بعض الأخبار المتوفرة في المحيط الذي أعيش فيه مثل شجر النخيل والبيذام والجوافة، والحمضيات، بالإضافة إلى السمر والعتم وغيرها من الأشجار، حتى تعرفت على خصائصها، وأيهما مفيد للاستخدام». وأضاف: «حاليا أستخدم أخشاب عمانية مثل خشب شجرة العتم، والميس، والسمر، والجوز، بالإضافة إلى بعض الأخشاب الثمينة المستوردة مثل خشب الأبنوس، وخشب الورد».

الاهتمام بالمنتج

ومن خلال مؤسسة الحرفي المبدع قام الهميمي بتصنيع العديد من المنتجات أهمها الأقلام، بالإضافة إلى العصي، وقرن الخنجر العماني، بالإضافة إلى بعض الأدوات المكتبية. وعن آلية تصنيعه للمنتجات قال: «تعتمد آلية التصنيع على حس الحرفي ومهارته، وإبداعه في تكوين وتصور المنتج قبل البدء في تنفيذه، بعد ذلك يقوم بعمل نموذج للمنتج لتفادي العيوب، ومن ثم التنفيذ الفعلي للمنتج، ومن أجل إتمام إنتاج المنتج لابد من الاستعانة ببعض المعدات الضرورية مثل أدوات القص والتخريم». وفيما يخص بوقت الإنتاج، فإن الهميمي يعتبره أحد الأشياء المهمة في العمل، فقد قال في ذلك: «يعتمد الوقت على نوع المنتج المنفذ، ففي بعض الأحيان يحتاج إلى يوم أو أكثر لإنتاج قطعة واحدة، لما يتطلب من تركيز وضبط في المقاييس، وقد تحتاج بعض المنتجات الأخرى لساعة فقط».

أما ما يميز منتجات الهميمي عن غيرها، فقد قال: «ما يميز أعمالي الخشبية عن الغير في نظري هو الاهتمام بقدر الإمكان لإخراج المنتج بصورة متكاملة وكأن المنتج قد صنع في مصانع كبيرة بداية من المنتج وحتى التعليب، والقيمة المضافة للسوق هي توفير منتج جديد ذي جودة عالية وبقيمة مناسبة».

الجوائز

شارك الهميمي في العديد من المعارض التي من شأنها رفع معرفته في مجال فن الأركت، بالإضافة إلى مساهمتها في قدرته على تقصي رغبات المستهلكين، ومعرفة السوق المستهدف، وتعريف الجمهور بالمنتج المقدم ونوعه. فقد شارك في المعرض المصاحب لندوة سيح الشامخات في بهلا الذي أقيم في يناير عام 2013م، ومعرضين أقيما في مركز اللولو هايبرماركت بنزوى، ومعرض أقيم بكلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والمعرض السنوي المصاحب لفعاليات الأسبوع الثقافي بجامعة نزوى. وأيضا إبداعات عمانية لرواد الأعمال الذي أقيم بمركز عمان للمعارض بجميع نسخه (1-4)، ومعرض صلالة الدولي للصناعة في عام 2013.

بالإضافة إلى مشاركاته الخارجية ومنها معرض دبي لرواد الأعمال في دبي مول، ومعرض دول الخليج الخامس عشر في الشارقة، ومعرض الحرفيين في باب البحرين بالمنامة عام 2014.

أما عن إنجازاته فقد حصل سعود على جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية عام 2012م، درع وشهادة تقدير من المنظمة العالمية للملكية الفكرية عام 2012م، تكريم كأفضل حرفي مجيد عام 2013م، شهادة تقدير من جائزة ريادة الأعمال كمشروع متميز عام 2014م، حصوله على جائزة أفضل مشاريع القطاع الخاص فئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن جائزة الرؤية الاقتصادية عام 2015م، ثم التتويج بكأس مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية لعام 2015/‏‏2016م في فئة المنتج الحرفي في مجال الخشبيات، وأخيرًا جائزة مجلس الحرف العالمي عام 2016م. وختم الهميمي الحوار قائلا: «الشباب العماني مقبل على العمل الحرفي ويحتاج إلى مزيد من الدعم والمساندة من المجتمع، نظرا لأن بعض الحرف ذات عائد بسيط لا تكفي لتحقيق حياة كريمة. كما أن المساندة ليست بالضرورة مادية، وإنما التشجيع والتزويد بالمعرفة وسعي المؤسسات المعنية لفتح منافذ تسويقية لهم يكون مفعولها أفضل وأكبر».