Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

علاقات طيبة تحقق ما يتجاوز المصالح الثنائية

02 أكتوبر 2017
02 أكتوبر 2017

في الوقت الذي تسير فيه العلاقات بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بخطى حثيثة، وعلى نحو مطرد، لتعزيز مجالات التعاون في عدد متزايد من المجالات، في مقدمتها المجالات الاقتصادية، ولا سيما قطاعات الطاقة والغاز والنقل والعبور، وغيرها، فإن استقبال حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لمعالي الدكتور محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الزيارة الهامة والقصيرة التي قام بها للسلطنة أمس، والمحادثات التي جرت خلالها، تتسم في الواقع بالكثير من الأهمية، ليس فقط على صعيد العلاقات العمانية الإيرانية المتنامية، ولكن أيضا فيما يتصل بالعديد من القضايا والتطورات التي تشهدها المنطقة، خاصة خلال الفترة الأخيرة، التي تضع بعض هذه القضايا بشكل أو بآخر، على مشارف الحل، أو على الأقل السير بخطى أسرع نحو بلورة ملامحه ومراحله وجوانبه المختلفة.

جدير بالذكر أنه في حين تتسم العلاقات العمانية الإيرانية، القديمة والممتدة، بالموثوقية والاحترام المتبادل والعمل بجدية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، والتعاون أيضا فيما يمكن أن يعود على دول وشعوب المنطقة بالخير، ويدعم فرص الاستقرار والسلام والأمن لكل دولها وشعوبها، والعالم من حولها، فإن إشادة معالي الدكتور محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية «بالدور البناء لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في المنطقة «التي تشهد بعض التحديات، وبالسياسة الحكيمة التي تتبعها السلطنة بقيادة جلالته تنطوي على دلالات عدة، تتجاوز في الواقع جوانب العلاقات الثنائية العمانية الإيرانية.

وإذا كان معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية قد التقى قبل عدة أيام في نيويورك مع معالي محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومع وزيرة الخارجية الهندية، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن محادثات وزير الخارجية الإيرانية أمس في مسقط، تعد استمرارا لتبادل وجهات النظر، على أرفع المستويات بين الدولتين الصديقتين، سواء حول جوانب التعاون الثنائي وتدعيمه، أو حول القضايا والتطورات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك ما يدور بشأن اتفاق العمل المشترك بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين الدول الست الكبرى ( مجموعة 5 1) الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه عام 2015، وقد احتضنت مسقط العديد من اللقاءات وجلسات المفاوضات الأمريكية الإيرانية التي مهدت الطريق للتوصل إلى هذا الاتفاق في الواقع، والذي رحبت به كل الأطراف المعنية تقريبا، باعتباره إنجازا يصب في صالح تعزيز أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة، ويبعد شبح الصدام الذي خيم على سماء المنطقة قبل التوصل إليه. على أية حال فإن السلطنة التي تتمتع بعلاقات طيبة، وتحظى قيادتها، ممثلة في جلالة السلطان المعظم - أبقاه الله - باحترام وتقدير رفيعين على كافة المستويات الرسمية والشعبية، داخل المنطقة وخارجها، تعمل دوما وبإخلاص، ودون مصلحة خاصة، من اجل تعزيز مناخ السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ولكل دولها وشعوبها، وهو ما يتجاوز بالتأكيد المصالح الثنائية العمانية- الإيرانية.