1111694
1111694
مرايا

حلة الحصن بالخابورة .. حكاية الماضي الجميل

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

الخابورة- حمد بن سعيد المقبالي -

حلة الحصن هي قرية ساحلية بولاية الخابورة تفوح منها رائحة الماضي العريق وذلك لما تحتضنه من رموز وشواهد تاريخية عكست التاريخ العريق لهذه المنطقة.

وقرية حلة الحصن تقع على طول خط الساحل الممتد من محافظة مسقط وصولاً إلى ولاية شناص، تحدها من الشرق منطقة محيضيب ومن الغرب منطقة الواسط وتتميز حلة الحصن بمناخها المعتدل شتاءً وشديد الحرارة صيفاً ٠

وهذه البلدة ذات التاريخ العريق، يجسده السوق القديم المحاذي لشاطئ البحر، والذي يقع تحديدا بجانب حصن الولاية، حيث يعتبر من أهم الأسواق ليس فقط على مستوى الولاية وإنما على امتداد الشريط الساحلي للباطنة، فقد كان بمثابة مرسى للسفن والمراكب التي تأتي الى شواطئ الولاية من كل الجهات محملة بالبضائع والمواد الاستهلاكية، كما كان اعتماد سكان معظم المناطق الجبلية والساحلية بالمنطقة عليه في التزود بما يحتاجونه من زاد ومؤن، ولا يزال السوق محتفظا برونقه التقليدي، ويعد هذا الحصن واحدا من المعالم التاريخية التي تزخر بها الولاية، ورمزا سياحيا مهما، حيث يتميز بسهولة الوصول إليه وروعة الموقع وسيخدم القطاع السياحي الى جانب المواقع السياحية الأخرى التي تنتشر في مختلف القرى والبلدات .

صيد السمك

وسميت هذه القرية بحلة الحصن لوجود حصن الخابورة بها والذي يعتبر من بين تلك الشواهد التي تحكي عظمة هذه الولاية وتاريخها الضارب في جذوره أعماق التاريخ كغيرها من ولايات السلطنة، بالإضافة الى أحتضان بيوتها لمعالم وذكريات ووجود مكاتب خدمية كان يرتادها القاصي والداني.

ومن بلدة حلة الحصن طافت العديد من الوجوه، وزارها الكثير من الشخصيات التي رسمت هندام ومقام حلة الحصن البارز الذي سطر ملحمة على مر الزمن و تراث وأجداد خلدوا معاني الحياة على رمال تلك البلدة و جمال البحر وتناغم يبهر القلوب بمهنة صيد السمك التي تبقي وسام عليل يهز المشاعر ويعطيها جاذبية تتزين وتكتحل منها العيون.

حلة الحصن البلدة الساكنة في وهج العطاء ذات المدلول الوفير من النقاء وإلقاء والمتعة والانسجام والمباهاة كانت وما زالت منذ القدم حكاية تبقيك في صياغة الحدث وتبتسم لوجودك بين حنايا تلك البلدة التي امتزجت الزمن الماضي الجميل وبين تاريخ لن يغيب عن حاضر ما فيها.

وتعتبر حلة الحصن مزاراً سياحياً حيث إنها تمتلك مقومات السياحة المثالية، ولربما تأخذك معالم هذه البلدة إلى الماضي البعيد حيث أن سكانها يعيشون حياة بسيطة تجسد الحياة قبل النهضة المباركة للسلطنة، وبعض سكانها يعتمدون على مهنة صيد الأسماك والذي يعتبر الوجبة الرئيسية لسكان البلدة، والبعض يعمل بالتجارة تخليداً للتقاليد التي رسخها الآباء في نفوس أبناؤهم، بينما اتجه الجانب الآخر للهجرة إلى محافظة مسقط والمحافظات الأخرى للعمل فيها وخصوصاً بعد بزوغ شمس النهضة المباركة.

أما عن ممارسة الفنون فتجد أهالي حلة الحصن يمارسون ويحيون بعض الفنون الشعبية في المناسبات والاحتفالات الوطنية مثل (فن الرزحة والوهابية والقصافي، وفن العازي والميدان) وغيرها من الفنون محافظين بذلك على التراث العُماني الأصيل٠

وقديماً كان يوجد بالحلة مقر للقاضي وآخر للوالي، كما يوجد بها مكتب لاستقبال السفن بما يسمى بـ (الفرضة) ومقراً وملعب لنادي الخابورة وفريقه الأهلي (اليرموك) ويوجد بها كذلك مركز صحي الخابورة ومدرسة الحواري بن مالك الإعدادية، ولكن مع الزحف والتقدم العمراني انتقلت تلك المرافق والمكاتب الخدمية إلى مناطق أخرى أبرزها حالياً منطقة السرحات٠