fawzi
fawzi
أعمدة

أمواج: رعب سبتمبر في أمريكا

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

فوزي بن يونس بن حديد -

[email protected] -

لن يسكت الأمريكيون عن ملف الحادي عشر من سبتمبر، بل سيظلون يطالبون السعودية بتعويضات ضخمة مقابل ما حدث لهم في ذلك التاريخ الذي يشبه الكابوس الذي خيّم عليهم منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية على موعد مع الكوارث في هذا الشهر بالذات لأنه تكررت فيه الحوادث التي تضرب هذا الجزء من العالم.

وعندما سخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية تغير المناخ التي وقعت إثر مؤتمر باريس، أراه الله عز وجل معنى هذه الكوارث ورأى بأمّ عينيه ما يجري في هذا الكوكب الذي نعيش عليه، رأى جملة من الأعاصير التي اجتاحت بلاده وغمرتها بالفيضانات وأهلكت زرعه، ورغم أن الخسائر البشرية لم تكن كبيرة إلا أن الأضرار المادية كانت جسيمة وكبيرة وخطيرة إذا قدرت الخسائر الناجمة عن إعصاري هارفي وإيرما بـ 200 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم يمثل أكثر من 1% من الناتج الإجمالي الأمريكي، هذه الخسائر غير المتوقعة أربكت نظام الحكم في أمريكا فهل يعيد ترامب حساباته؟

بل إن مركز الأعاصير في الولايات المتحدة الأمريكية يحذر من إعصار ثالث قد يضرب هذه المنطقة وتحديدا هذه المرة في ساوث كارولينا، مما يعمق جراح البلاد ويجعلها تعيش أزمات هذه الأيام، كل ذلك كان بسبب العنجهية التي كان عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إبان المؤتمر العالمي لاتفاقية تغير المناخ الذي أقيم أخيرا في باريس وحضره جمع كبير من المهتمين والرؤساء والمسؤولين وبينوا للعالم أجمع أن كوكب الأرض في طريق الزوال إذا لم تُتّخذ إجراءات جريئة من قبل حكام البلدان، وإجبار الدول الأكثر تلوّثا في العالم على أن تلتزم بقوانين خفض نسبة التلوث إلى الحدود المعقولة التي يسمح بها، وبالتالي قد يكلف هذه الدول التي لا تبالي خسائر أخرى نتيجة الإهمال واللامبالاة.

وبما أن سياسة أمريكا اليوم في عهد ترامب تجاهر بالعداوة وتعتبر أن القوة الغاشمة او الظالمة هي التي تردع كل من يخالفها في الرأي ،ونسيت أن هناك من هو أقوى منها ولديه جنود لا يراها ترامب ولا غيره قادرة على أن تمحو أمريكا كلها من الأساس في لحظة من لحظات الزمن، بل رأى بأم عينيه بعض آثارها مما يجعله يفكر ألف مرة قبل التصريح بأي كلام فضلا عن غطرسة الرجل وإظهار بعض سمات فرعون.

ومن الملفت للنظر أن الحادي عشر من سبتمبر لم ينس أمريكا ولن ينساها، فقد ضربها الإرهاب قبل 16 سنة حينما فكر الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جورج بوش أن يمارس القوة والنفوذ في العالم، وقد أصابه الغرور وشعر أنه مبعوث من الرب لتغيير وجه العالم، وها هو اليوم يعيد الذكرى بذكرى أخرى لا تقل مأساوية عن الأولى ومع رئيس مشابه في الشكل والصفات، ويبقى تصرف الرؤساء الذين يتقاطرون على أمريكا واغلبهم لم يكونوا من النخبة المثقفة التي تفقه معنى الحياة والتعايش مع الآخر بسلم وأمن وأمان، يرضخ إلى معتقدات هذا الرئيس أو ذاك.

وفي كل عام وفي هذا الشهر بالذات تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلستها الدورية السنوية العالمية، ويتحدث فيها زعماء العالم عن مشاكل العالم نفسه، بينما يعلو الرئيس الأمريكي المنصة بكل غطرسة ليعلن أن بلاده هي الأقوى على الإطلاق وأنها قادرة على ضرب أي كان في أي مكان كان، بينما الحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عن الأذهان أن أمريكا تعيش على صفيح ساخن وسرعان ما تنهار، وقريبا جدا ربما إذا بقيت سياستها المعادية للشعوب المحبة للسلام، والشعوب التي تنشد العدل في كل مكان من العالم، على أن العالم كله اليوم يعيش صراعات وكوارث لا مثيل لها في التاريخ.