humdah
humdah
أعمدة

عيدية

17 سبتمبر 2017
17 سبتمبر 2017

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

احتفظت بمبلغ العيدية الذي حصلت عليه من شقيقي قريبًا من القلب، استعرضته أمام الجميع في حساب (السناب) خاصتي، جذلى كطفلة، المبلغ صغير بكل المقاييس لكنه كان كبيرا للغاية بحيث عجزت عن الاحتفاظ به لنفسي، فشاركت به الآخرين.

استذكرت كلام زوجي عند بداية زواجي وأنا أراه يفرز فلوس العيدية التي جاء بها للتو من المصرف في حزم صغيرة، كانت إحدى تلك الحزم ذات عملات كبيرة، وقد صفّت بعناية، أثارت فضولي وسألته عنها عرفت بأنها تخص شقيقاته، استنكرت عليه الموضوع ضاحكة حينها: لكن شقيقاتك كبيرات في السن والعيدية للأطفال، لكنه أجاب تظل الأخت طفلة في عين أخيها، أعرف بأن شقيقاتي لسن بحاجة لهذا المبلغ البسيط، أعرف أن أزواجهن غير مقصرين، لكنها ستفتخر بالمبلغ البسيط الذي يأتي من أخيها.

على مدى عقدين ونيف من زواجي شهدت صحة هذه العبارة مرارًا وتكرارًا مع نفسي، ففي كل مرة يمد لي أحد أشقائي يده بهدية مهما كانت بسيطة، كنت أجد نفسي لاشعوريا أتحيز لها عاطفيا مقارنة بالهدايا باهظة الثمن التي كنت أتحصل عليها من زوجي، وكان كثيرًا ما يذكرني بسؤالي ذاك..

وقد زادت قيمة هدايا أشقائي العاطفية عندي بعد وفاة والدي، وكأنني كنت بحاجة لأن أشعر بأنه ما زال باقيا فيهم، والعجيب في الأمر أن هذه الحاجة تزداد كلما تقدم بأحدنا العمر، لهذا ما زلت أستذكر رسالة إحدى القارئات التي شاركتكم بها في هذه الزاوية منذ سنوات، وهي تشتكي لي جور العادات والتقاليد العائلية التي حرمتها وشقيقتها الميراث الذي تركه والدها الثري، والذي آل كله إلى شقيقها الذكر بحجة عدم جواز ترك إرث العائلة يذهب إلى شخص من خارج العائلة، وهو ما جعلها وشقيقتها يتمزقن ألما وهن يرين زوجة أخيهن وأولاده يعيشون في نعيم كن يخضن فيه، وانقطع بعد وفاة والدهن، وتتمزق قلوبهن وهن يقارن بين حياة أبناء شقيقهن مقارنة بأوضاع أبنائهن التي فرضتها ظروف لم يخترنها، فقد كانت الأسرة هي التي اختارت لهن أزواجا من بني عمومتهن يشاركنهن الدم ولكن ليس الوضع المالي..

لا أستطيع الا أن أتخيل وضع هؤلاء النسوة وغيرهن من البنات اللائي حرمن من حق شرعي، وتعرضن للغبن و الظلم على يد أقرب الناس لهن (الأخ) الذي يرمز إلى الأمان والفخر في حياة المرأة، والذي يتربع على عرش قلبها كأغلى من في الوجود، فبجانب الحب يستحوذ على مشاعر الاحترام والتبجيل الذي لا يشارك الأخ فيهما أحد..رفقا بأختك فلن تجد من تحبك مثلها.