yesra
yesra
أعمدة

ربما : محمود العَدْل

13 سبتمبر 2017
13 سبتمبر 2017

د. يسرية آل جميل -

- لم يكن يقوم بوظيفته نظير راتبٍ يتقاضاه نهاية كل شهر كعادة معظم العاملين في القطاعات الحكومية أو الخاصة، بل كان يراه عملاً يتقرّب به إلى الله، شارياً به جنته ورضاه، فأحبّه الله في السماء، ونادى أن يا أهل السماوات والأرض: إني أحبّه فأحبوه.- لم يكن يقوم بوظيفته نظير راتبٍ يتقاضاه نهاية كل شهر كعادة معظم العاملين في القطاعات الحكومية أو الخاصة، بل كان يراه عملاً يتقرّب به إلى الله، شارياً به جنته ورضاه، فأحبّه الله في السماء، ونادى أن يا أهل السماوات والأرض: إني أحبّه فأحبوه.

• أحببناه جميعاًأبناء منطقة الوطيةلم نعتبره يوماً مجرد إمام لمسجد الحيكنا نراه في المنزل بصورة مستمرةحتى حسبناه أحد أفراد أسرِنا جميعاًكان أول الوجوه الطيبة وأول من يُعايد بيوت المنطقة عقب صلاة العيدإذا حلّ بمكانٍ أدخل فيه البهجة والسرورفي الفرح أول المهنئينفي الحزن أول المواسينرؤوفاً رحيماً حنوناًكان لنا أباً عظيماًوإماماً أعظم مما تتخيلونرجلَ علمٍ ودينْلم نلجأ إليه يوماً إلا وقد عدنا من عندهقريري العين شَرِيحَي الصدر مطمئني القلب.

• ذات يوموبالتحديد بعد وفاة والدي بعامٍ واحدوقد كان والدي -رحمه الله-صديقي ومستشاري ومُنصحي وكل شيءوبرحيله فقدت كل هذاوأنا لا أثق بمشورة أحد غالباً غير (بابا)وقد ضاقت بي الدنياولم أجد من ألجأ إليه في الأرضبعد رب السماءوجدتني أهاتف شيخنا الجليلتخنقني العبرةوبدون أن أطلب منه مقابلته.. فهمنيوطلب مني  أن أحضر إليه في المسجدوقد كانبُحت ُ له بأوجاعٍ يفيض بها قلبيوأمورٍ اختلط علي حلّهاوأشياء وأشياء وأشياءفي الحياةوالأسرةوالعملوكل شيء يتعبني فكانت منه نعم النصيحةونعم التوجيهونعم الرأيالذي ما زلتُ أعمل به حتى يومنا هذا.

- علّامةضجّت عمان مشرقها ومغربهابالترحم عليه حين أعلن نبأ انتقاله للدار الآخرةكان يستقطب بتلاوته وقيامه وركوعه وسجودهالجميع للصلاة خلفهلم يضع عملك هباءً شيخي الجليلووالدي الفاضلوعالِمنا المُبجّلاليوم كل هؤلاء شفعاء لككل عملٍ قصدت به وجه الله يقف لكعن يمينك وعن يساركمن أمامك ومن خلفك  كل ما فعلت هو اليوم في ميزان حسناتككل من شهد معك صلاة الفجر حتى العشاءالشارع المؤدي إلى المسجد عبر منزلناساحة المسجدتلامذتهزوّاره اليوم كل هؤلاء يبكونكيبكون عَلماً لن يتكرروعِلماً لا يُستهان بفقدهيسأل عنك مسجد أبو بكر الصديقتسأل عنك أحياء الوطيةمكبّرات الصوت في المسجدالتي تقف شاهداً على قرآنك آناء الليلوأطراف النهاريسأل عنك كل من أحسنت إليهوأنا أولهم.

- مخيفة عجلة هذه الحياةأحداثٌ تتسارعموتى يتسابقونأنوارٌ تُطفأقلوبٌ تنكسرعيونٌ تدمعبيوتٌ تُغلَقأوجاعٌ تتجدد مع كل رحيلسخيٌ جداً هذا الموتله ذوقٌ راقٍ في اختيار الأنقياءالذين لا تكررهم الحياة لنا مرتينواليوم يضم إلى من رحلوافضيلة الشيخ محمود العدل الشربينيإمام وخطيب مسجد أبو بكر الصديق بالوطيةلثلاثة عقود متتاليةالذي سنظل نذكره مع كل إقامة صلاةكل أذانكل تكبيرة.. تسبيحة.. تهليلة وتوحيدفألف رحمةٍ نسألها يارب لمن رحلومثلها صبراً لآل بيته وجيرانه وتلامذتهالبقاء لله