abdullah
abdullah
أعمدة

نوافـذ : سمين مهيب!

10 سبتمبر 2017
10 سبتمبر 2017

عبدالله بن سالم الشعيلي -

Twitter:@ashouily -

وزنه يربو على المائة وخمسين كيلو جراما وطوله لا يتجاوز المائة وخمسين سنتمترا فلكم أن تتخيلوا كيف يبدو هذا الشخص، كتلة من الشحوم تمشي على الأرض، إن مشى احتاج إلى دهر للوصول إلى مقصده، وإن جلس احتاج إلى مكانين أو أكثر للجلوس عليه، وان وقف احتاج إلى فراغ ومساحة ليستقر عليها، إن أكل لا يكفيه طعام وإن شرب لا يكفيه ماء، ذكرني منظره بتلك السمينة جدا التي سافرت إلى الهند لإجراء عملية جراحية لإنقاص وزنها فلم تجد شركة طيران تقبل بنقلها إلا بطائرة معدلة، وآخر غيرها اضطروا إلى هدم جدار المستشفى لإدخاله للعلاج، قلت له ممازحا يكفيك من أوزان الدببة وأطنان الشحوم المترهلة التي تحملها في بدنك، نظر إليّ بنصف عين ومضى في حال سبيله وكأن كلامي ليس موجها له.

سمين آخر غيره، اتصلت به لأهنئه بنجاح العملية التي أجراها مؤخرا لتكميم المعدة وتصغيرها وتنحيفها هي وهو، فشرح لي بإسهاب عن حالته ما قبل وما بعد العملية والفارق الذي لمسه ويلمسه ما بين وزن الفيل ووزن الذبابة وما بين ما كان يلتهمه قبل وما يقتات به الآن، بين مشية السلحفاة ومشية الأرنب التي يمشيها الآن، فقلت له ألم يكن لك بد من ذلك؟ وعنيت بها العملية ألم يكن هنالك علاجات أخرى لتنحيف الجسد وتصحيح مساره كالرياضة والإقلاع عن بعض المأكولات والمشروبات وغيرها من العلاجات الطبيعية، فأجابني بنصف سمع من أن العملية أسهل ونتائجها أضمن وأسرع ولا داعي للانتظار كثيرا لحصد النتائج.

شخصيا، أحسست أن وزني بدأ في الصعود بموازاة العمر الذي هو الآخر يصعد من دون هبوط، وقالها لي صراحة شخص عزيز علي بأن كرشك قد بدأت بالظهور وعليك أن تلجأ لوسائل التنحيف والتنحيت والتخفيف والتقشير والتجويع والترويض فلم يؤثر كلامه فيّ كثيرا في وقته حتى أحسست ببعض الآلام المصاحبة للسمنة المفرطة وترهل في الجسم وخمول وكسل فقررت من يومها أن أطلق لقدمي العنان وأن أجعل لنفسي عادة صباحية أبدأها بالمشي وأن أترك ما لذ وطاب من المأكل والمشرب.

الأرقام تشير إلى ارتفاع أعداد السِّمان ليس معنا فقط وإنما في كل دول العالم بسبب اتباع أنماط حياة سيئة وقلة النشاط البدني وكثرة الأكل والشرب لأطعمة غير صحية ولغيرها من الأسباب، غير أن ما يهمنا هو ارتفاع نسبة البدناء في دول الخليج بحسب إحصائية للمكتب التنفيذي لوزراء الصحة الخليجيين لتصل إلى ثمانين في المائة من عدد السكان وبسبب هذه النسبة المرتفعة فان الأمراض الناتجة عن السمنة والبدانة قد ارتفعت أيضا وفي إحصائية ورقم آخر إشارة إلى أن معدل الوفيات الناتج عن الأمراض التي تسببها السمنة أيضا ارتفع ليصل إلى ما يقارب الستين في المائة وهي نسبة عالية جدا.

قديما كانت السمنة رمزا للوجاهة ويقال أن السمين مهيب، لكن اليوم انقلبت الآية فصار النحيف مهيبا وبات الناس يتشاءمون وينفرون من السمين البدين ويعتبرونه كسولا خاملا في حين ينظر للنحيف بأنه صحيح ورشيق وأنيق وهذا الذي يسعى إليه كثير من الرجال والنساء خصوصا في المحافظة على أوزان منطقية ولكي تبدو أجسادهم رشيقة خفيفة ويمكن أن تكون الصحة والجمال عاملين رئيسيين في المحافظة على الرشاقة.