1100009
1100009
العرب والعالم

كوريا الشمالية تجري اختبارا لقنبلة هيدروجينية «بنجاح تام»

03 سبتمبر 2017
03 سبتمبر 2017

أثارت ردود فعل عالمية ودعوات لإجراء محادثات -

سول - لندن - (أ ف ب - رويترز): أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت أمس تجربتها النووية السادسة والأقوى حتى الآن، مؤكدة أنها اختبرت «بنجاح تام» قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى، في تحد جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأسرة الدولية.

ولم تتأخر بكين وموسكو وسول وطوكيو وباريس في إدانة هذا الانتهاك الجديد لقرارات الأمم المتحدة والمطالبة بوقف البرنامجين الكوريين الشماليين النووي والبالستي.

وأضافت روسيا الى ذلك دعوة الى الهدوء بينما طلب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان أن تفرض «أقوى عقوبة» على بيونج يانج بما في ذلك عقوبات للأمم المتحدة.

ورصدت وكالات مراقبة الزلازل الأجنبية هزة أرضية تبلغ شدتها 6,3 درجات بالقرب من المواقع الرئيسي للتجارب النووية الكورية الشمالية.

وأكدت الحكومة اليابانية أنها تجربة نووية.

وبعد ساعات أعلنت مذيعة على التلفزيون الكوري الشمالي بلهجة احتفالية عن «تجربة لقنبلة هيدروجينية» تمت «بنجاح تام».

وأضافت أنها «قنبلة قوتها غير مسبوقة» وتشكل «فرصة مهمة جدا تتمثل في بلوغ الهدف النهائي وهو استكمال القوة النووية للدولة».

وبث التلفزيون الحكومي صورا لنص الأمر الذي كتبه كيم جونغ-اون ويطلب إجراء التجربة في الثالث من سبتمبر.

وقبل ساعات نشر الشمال صورا أخرى للزعيم الكوري الشمالي وعو يتفحص ما وصف بانه قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الجديد الذي يمتلكه النظام الكوري الشمالي.

وقال خبراء كوريون جنوبيون لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) ان «الزلزال الاصطناعي» الذي وقع الاحد في كوريا الشمالية أقوى بخمس او ست مرات من الهزة التي نجمت عن التجربة النووية الخامسة.

وفجرت بيونج يانج حينذاك قنبلة تزن عشرة كيلوطن.

وكانت بيونج يانج أكدت قبل ذلك أنها طورت قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الجديد الذي يمتلكه النظام الكوري الشمالي.

وقال جيفري لويس الذي عمل في الموقع الإلكتروني «ارمز كونتروال وونك.كوم» أنها سلاح حراري نووي، ما يشكل تطورا واضحا في البرنامجين النووي والبالستي الكوريين الشماليين اللذين تحظرهما الأسرة الدولية.

وذكرت رئاسة أركان القوات الكورية الجنوبية في بيان أن الهزة رصدت ظهر أمس بالقرب من موقع التجارب النووية في بونغي-ري.

وقالت الباحثة في المعهد الجيولوجي جانا بورسلي لوكالة فرانس برس «إنه انفجار أكثر ما هو زلزال» موضحة ان «هذا الحدث القليل العمق يشبه انفجارا».

واعلن المركز الصيني لمراقبة الزلازل بعد ذلك ان زلزالا بقوة 4,6 درجة ناجما عن «انهيار» هز كوريا الشمالية بعد اقل من عشر دقائق على الزلزال الاول.

وكانت كل التجارب النووية السابقة لكوريا الشمالية أدت الى هزات أرضية رصدتها مراكز مراقبة الزلازل الأجنبية.

وتعود آخر تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية الى سبتمبر 2016 وكانت أقوى التجارب الخمس التي قامت بها بيونغ يانغ منذ 2006.

وشعر سكان المناطق الحدودية في شمال شرق الصين بالزلزال الذي هز كوريا الشمالية أمس ونسب الى تجربة نووية، كما ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية وسكان في المنطقة عبروا على الإنترنت عن قلقهم.

وقالت قناة التلفزيون الحكومية «سي سي تي في» أن سكان عدد من البلدات في اقليم جيلين الصيني شعروا «لحوالي ثماني ثوان» بالهزة الأرضية التي بلغت شدتها 6,3 درجة ونسبت الى تجربة نووية أجرتها بيونج يانج.

وشعر سكان مدينتي يانجي وبايشان الحدوديتين بالهزة التي وصلت أيضا الى شانغشون عاصمة الإقليم التي تبعد اكثر من 400 كيلومتر عن النهر الذي يفصل بين الصين وكوريا الشمالية.

وعلى شبكة التواصل الاجتماعي الصينية، بدا معلقون متشائمون وعبروا علنا عن قلقهم على الأقاليم الثلاثة في شمال شرق الصين التي تسمى دونغباي وهي الاقرب الى كوريا الشمالية.

وكتب احدهم ان «مكان الاختبار النووي لم يكن يبعد اكثر من 174 كيلومترا عن منطقة صينية».

واضاف آخر ان بيونج يانج «تسبب كارثة بإجرائها هذه التجربة، أنها مسيرة خطوة خطوة باتجاه الحرب او الدمار».

وربط آخرون بين التجربة وافتتاح قمة دول بريكس التي سيشارك فيها اعتبارا من اليوم في شيامين بشرق الصين قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وقال احد هؤلاء «هل هذه هي الطريقة (بيونج يانج) للترحيب بقمة شيامين؟».

وتصاعد التوتر في يوليو عندما قامت كوريا الشمالية بتجربتين ناجحتين لصاروخ بالستي عابر للقارات من نوع «هواسونغ-14».

وعبر محللون اجانب مؤخرا عن شكوكهم في قدرة كوريا الشمالية على إنتاج قنبلة هيدروجينية (او حرارية نووية) وتصغيرها الى درجة كافية لوضعها على صاروخ.

لكن وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ذكرت أمس ان بيونغ يانغ نجحت في صنع قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ بالستي عابر للقارات.

وقالت الوكالة ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-اون تفقد هذا الرأس النووي خلال زيارة الى معهد الأسلحة النووية واكد أن «كل مكونات القنبلة الهيدروجينية صنعت 100% في بلدنا».

ونقلت الوكالة الرسمية عن كيم قوله أن الرأس الحربية التي تفقدها هي «سلاح ذري حراري ذو قوة تفجيرية خارقة صنعناه بجهودنا وتكنولوجيتنا».

وظهر كيم في صور يرتدي بزة سوداء ويفحص عبوة معدنية قالت الوكالة انها قنبلة هيدروجينية.

وتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الشمالية «بالنار والغضب» اذا واصلت إطلاق التهديدات للولايات المتحدة وحلفائها.

وقال ترامب إن «التهدئة» لن تجدي نظرا لأن السلطات في بيونج يانج «تفهم أمرا واحدا فقط».

وبعد تجربتها الرابعة التي أجريت في يناير 2016، أكدت بيونج يانج أن العبوة التي اختبرتها كانت قنبلة هيدروجينية.

والقنبلة الهيدروجينية أقوى بكثير من القنبلة الذرية.

لكن علماء قالوا حينذاك أن قوة الانفجار التي تعادل شحنة زنتها ستة كيلوطن، اضعف بكثير من شدة قنبلة هيدروجينية.

وعندما قامت بتجربتها النووية الخامسة في سبتمبر 2016، لم تتحدث بيونج يانج عن اي قنبلة هيدروجينية.

ووصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاختبار النووي «بالمتهور» و»الاستفزازي».

وقال لشبكة سكاي نيوز «يبدو أنهم يقتربون من تصنيع قنبلة هيدروجينية وهي إذا ما وضعت على صاروخ جرت تجربته بنجاح ستمثل نظاما جديدا من التهديد» مضيفا أنه لا يوجد حل عسكري للقضية.

وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الرد بسرعة وحسم.

وقال في بيان «يتعين على المجتمع الدولي التعامل مع أحدث استفزاز بمنتهى الحسم لإعادة كوريا الشمالية دون شرط إلى مسار الحوار وان تمضي قدما في استكمال تفكيك نهائي قابل للتحقق منه لبرنامجها النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية».

ووصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لا تستطيع دخول كوريا الشمالية، التجربة النووية السادسة التي تجريها كوريا الشمالية منذ 2006 بأنها «عمل مؤسف للغاية» و»يتجاهل تماما المطالب المتكررة من المجتمع الدولي».