1088798
1088798
مرايا

التقنيات لم تقلل أواصر القربى والمحبة - العيد.. بهجة الصغار والكبار

23 أغسطس 2017
23 أغسطس 2017

كتبت- رحاب الهندي

أيام قليلة ونستقبل عيد الأضحى المبارك نعيش خلال أيامه بنكهة خاصة محملة بعبق الإيمان بالله ملتفين حول عادات وتقاليد يجمعها خيط المحبة والألفة والوئام والتزاور فيما بيننا ونبذ الخصام والفرقة. ورغم تغير أيامنا المعاصرة هذه بما أنتجته لنا التكنولوجيا الحديثة والتي يعتبرها الكثيرون من أهم مفاصل حياتنا، إلا أن البعض يؤكد أن التكنولوجيا لا يمكن أن تأخذ مكانا لها في تجمعنا ومحبتنا واستمرار العادات الجيدة والمفيدة في تقاربنا ولحمتنا.

تحدث معنا بعض من أفراد مجتمعنا ليؤكد الجميع أن العيد بهجة الحياة

«العيد هبة الله للمؤمنين والمؤمنون، هبة الله لبعضهم» هكذا تحدث سعيد المقبالي (أعمال حرة) قائلا: عندنا كمسلمين عيدان: عيد الفطر ثم عيد الأضحى، أما الأعياد الأخرى التي يحتفل بها البعض فهي مجرد تجمعات صغيرة بين الأهل أو الأصدقاء، وليس أعيادا لعامة المسلمين الذين تجدهم في كل بقاع الدنيا يحتفلون في وقت واحد تقريبا، ولا أبالغ لو قلت أيضا عن التشابه الكبير في العادات والتقاليد في الاحتفال بهذين العيدين في كل بلد مسلم، وإن كان هناك اختلافات فهي بسيطة جدا، فبعد الصلاة والذبح، غالبا تكون الزيارة لكبير العائلة، ويتناول الجميع أنواع اللحوم هنا المشاكيك والشواء، وفي بلدان أخرى يطهون اللحم بطرق مختلفة.

وتابع موضحا: شخصيا أحرص كل الحرص مع عائلتي وأقاربي أن تكون التهاني بالعيد شخصية وفي منازلهم، لا عبر الأجهزة الإلكترونية فقط كالهواتف وما بداخلها من برامج التهنئة، لأنها تقلل تقلل اواصر القربى والمحبة، ما أجمل أن يشارك الجميع فرحة العيد في بيت واحد، حتى يلتقي أفراد البيت الواحد بأفراد كل العائلة ويقضون يومهم الأول معا.

بهجة

سلمى المعشرية (ربة بيت) قالت: العيد بهجة وفرحة للصغار ومحبة الكبار، صدقيني أجمل اللحظات في بداية يوم العيد حين يخرج أبنائي مع أبناء الجيران منشدين للجميع من أجل العيدية في منطقه الحي، وأنا بدوري أترك بابي مفتوحا لأقدم العيدية وأنواع الحلويات للأطفال، ولا تتخيلي فرحة الجميع بالعيدية حين يعود أطفالي من جولتهم الصباحية ويبدأ كل واحد يعد عيديته وهم يتضاحكون، أنها من أجمل اللحظات فعلا، وتدل على أواصر المحبة بين أهل الحي بل والمنطقة.

ولا أنكر أني أستخدم هاتفي بالتهنئة للعيد لكل من أقاربي وأهلي وجيراني، لكن مع ذلك لا أكتفى بمجرد تهنئة عبر الهاتف، بل أقدم واجب العيد بزيارتهم وبالمباركة لهم، كما أنهم أيضا يزورونني، لأن العيد تبادل ومحبة وبهجة، أرجو من الله أن يديم هذه العادات والتقاليد التي لم تبعدها عنا حياتنا المعاصرة.

العيدية

الطفلة مريم المعشرية قالت مبتسمة: إن أهم شيء في العيد هو العيدية، وأشارت أنها تتنافس مع اخوتها بكم العيدية التي حصلت عليها، وغالبا تكون حصيلتها الأكثر لأنها الأكبر بين اخوتها الثلاث.

سعيد الزدجالي (معلم) أجاب بقوله: أجمل ما في العيد أنه يوحدنا بالحرص على الاهتمام ببعضنا أكثر، واللقاء ضروري للغالبية وبعض من ألهتنا ظروف الحياة عن رؤيتهم، وقد تعلمت من جدي رحمه الله الذين كان يملك مزرعة وفي أول يوم العيد يستقبل جميع أفراد العائلة، كما أنه يحرص أن يكون العمال اللذين يشتغلون في المزرعة على مائدة طعام العيد، حيث يحترمهم ويقدرهم، وما زالت هذه العادة موجودة عند عمي الأكبر الذي استمر بنهج والده في احترام القريب والغريب وتهنئة واستقبال الجميع في العيد.

وعن الهواتف النقالة واستخدامها في التهنئة، قال: نعم ،لا شك أن الجميع يقدم التهاني عبر هواتفه، لكن الهواتف لم تلغِ التهنئة المباشرة واللقاء بين أفراد العائلة والجيران والأصدقاء.

عيد بطعم الغربة

سالم الغافري (طالب يدرس في الخارج) أجاب قائلا: عشت فترة في الخارج، ولظروف خاصة حين هل العيد لم أستطع العودة، فذقت طعم غربة العيد، اشتفت لأهلي أمي وأبي وإخوتي كما لم أشتق لهم من قبل، وتذكرت والدي الحبيب وهو يوقظني لصلاة العيد وأنا أماطل فيسبقني ثم ألحق به، تذكرت الأطفال وهم يدقون الباب يطالبون بالعيدية، اشتهيت حفلة الشواء والمشاكيك.

كان عيدا يحمل في داخله ذاكرة لتفاصيل التفاصيل التي لم أكن أشعر بها وأنا هنا في بلدي وكأنها مسألة اعتيادية، لكن بالغربة أحسست بها بشكل أهم وأكبر وحزنت، لذا صممت أن لا أترك عيدا يزورني بعيدا عن بلدي وأهلي، وكلما جاء العيد أوقظ والدي وأستعد للصلاة قبله وأقدم العيدية للأطفال وأشارك في تجهيز الشواء وأوزع للجيران لحم الأضحية، ولا أترك أحدا إلا وذهبت إليه لمشاركته العيد، ما أجمل العيد في بلادي.

دعاء

سميرة البلوشية (مدرسة) أجابت: نعم للعيد بحد ذاته بهجة خاصة لا يشعر بها إلا فاقدين حلاوة وفرحة العيد، وشخصيا أفرح بالعيد مع أهلي وجيراني في بلدي، وأدعو الله العلي القدير أن يديم علينا فرحة العيد بوجود قائدنا السلطان قابوس داعية من الله أن يطيل عمره، ولكني في الوقت نفسه أشعر بخيط حزن على ما تمر به بعض البلدان العربية والإسلامية من حروب وهجرات وأمراض، لذا دائما أدعو من الله أن يصلح حالهم ويعيد عليهم الأعياد وهم في هدوء وأمان اللهم آمين.

للعيد حكايا

نعم للعيد حكايا كثيرة، حكايا اللقاء والتجمع والتهنئة والمحبة بين الغالبية وتوحد الجميع تحت راية تجمعهم في طاعة الله والتواد والتراحم والسلام الذي هو أساس الإسلام، وكل عام وأنتم بألف خير.