صحافة

فضيحة جهاز الشرطة

14 أغسطس 2017
14 أغسطس 2017

تناولت معظم الصحف البريطانية على صفحاتها الاولى تقارير عن استهداف افراد عصابة من 17 رجلا وامرأة، الفتيات والنساء البيض الذين تراوحت اعمارهن بين 15 وبداية العشرينات، فى مدينة نيوكاسل بشمال غرب انجلترا بين عامى 2010 و 2014، والى هنا لا غرابة في الموضوع لكن الغريب في الامر هو ما نشرته صحيفة «التايمز» بعنوان «الشرطة تدفع لمغتصب اطفال مقابل التسلل للتجسس على عصابات الانتهاكات الجنسية». فالشرطة دفعت سرا مبلغ 10 آلاف جنيه استرليني إلى مغتصب اطفال كان يحضر الحفلات التي كان يقوم فيها الرجال بخداع الفتيات الصغيرات والاعتداء عليهن جنسيا.

والامر الغريب الاخر هو ان ضباط شرطة نورثهمبريا كانوا على علمى بإدانة هذا الجاسوس عندما جندوه عام 2014 للتجسس على عصابة من الرجال، معظمهم من أصول باكستانية وبنجلاديشية، يشتبه في ارتكابهم جرائم تتعلق بالجنس ضد المراهقين في نيوكاسل أبون تاين.

وتذكر الصحيفة ان الشرطة لم تفصح عن شخصية جاسوسها، وانه لا يمكن تعريفه الا بأنه «اكس واي»، من خلال سلسلة المحاكمات التي ادين فيها 17 رجلا وامرأة واحدة في 90 جريمة ضد الأطفال والشابات. وتشكل هذه الحالات، التي لا يمكن الإبلاغ عنها حتى الآن، جزءا من تحقيق أجرته الشرطة يضم 780 ضحية محتملة.

وذكرت صحيفة «ديلي ميرور» ان الشرطة ادعت ان المخبر ساعد فى وقف المزيد من الانتهاكات. ونقلت عن الجمعية الخيرية للاطفال قولها «اننا نشعر بالجزع والغضب». بينما تساءلت صحيفة «ديلي ميل» عن «كم عدد الفتيات اللائي مزقتهن عصابات الجنس في فضيحة استهزاء أخرى»، وقالت الصحيفة انه «تمت إدانة 17 رجلا وامرأة واحدة بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر والتحريض على البغاء».

أما صحيفة «ديلي تلغراف» فاشارت الى مخاوف كبار ضباط الشرطة من تردد بعض المجتمعات في الابلاغ عن حالات الاغتصاب خوفا من «العار والوصم» بالاستغلال الجنسي لاطفالهن. وقالت ان غالبية الجناة ليسوا من البيض، بل هم مجموعة متنوعة من الأشخاص من بنجلادش وباكستان وإيران والعراق وأكراد وأتراك وألبان ومن شرق أوروبا.»

وقالت صحيفة «مترو» ان مرتكبي الجرائم الجنسية اعتدوا على فتيات دون السن القانونية. وان الشرطة استأجرت شخصا للتجسس على تلك العصابات فيما هو نفسه مدان بجريمة اغتصاب الأطفال. وترى الصحيفة إمكانية انهيار المحاكمات بسبب التاريخ الاجرامي للجاسوس الذي استأجرته الشرطة.

صحيفة «ديلي اكسبريس» تقول ان مدينة نيوكاسل اضحت واحدة من مدن بريطانيا التي تعصف بها عصابات الاستمالة الشريرة. وذكرت ان غالبية الجناة آسيويون في الثلاثينات والأربعينات من العمر. وان القضية أعادت للأذهان قضايا مشابهة كانت قد أثارت اتهامات بأن السلطات البريطانية تخشى التدخل مخافة الاتهام بالعنصرية. وأوضحت ان هناك دعوات لمراجعة هذا التكتيك الذي دافع عنه رئيس شرطة نورهامبريا، ستيف اشمان بقوله لم تكن هناك اعتبارات سياسية في القضية، هؤلاء مجرمون ولم يكن هناك تردد في القبض عليهم واستهدافهم بكل السبل المتاحة.