منهجية إدارة «ليين» تبحث تطوير الإجراءات لضمان حماية مستدامة للبيئة العمانية

تعزز الكفاءة والإنتاجية بجودة عالية وموارد أقل -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

شارك 20 مسؤولا من وزارة الخدمة المدنية وهيئة تقنية المعلومات والشركة العمانية القابضة للخدمات البيئية (بيئة)، وشركة حيّا للمياه، في الدورة التدريبية التي تناولت منهجية إدارة (LEAN) التي نظمتها وزارة البيئة والشؤون المناخية بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين بمنتجع «أنانتارا» الجبل الأخضر، حيث تساعد منهجية «ليين» المؤسسات على تقليص حجم الهدر من إجراءاتها، وتحديد الممارسات التي تضيف قيمة للمتعاملين، وزيادة الكفاءة والإنتاجية بجودة عالية وبأقل الموارد البشرية والمالية وإجراء البحوث والدراسات البيئية وتطوير الإجراءات وتعزيز جهود حماية البيئة وصون مفرداتها بشكل مستدام.

حضر البرنامج التدريبي الذي يهدف إلى تهيئة وتمكين المشاركين في تبني منهجية تطبيق مجموعة كبيرة من أفضل الممارسات للارتقاء بمستوى الأداء وضبط الجودة، معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية وعدد من فئة الإدارة العليا في وزارة البيئة والشؤون المناخية، والجهات المشاركة.

منهجية فعّالة

وأكد سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية على فاعلية دورة منهجية «ليين» وأهميتها في تحسين إجراءات الوزارة من حيث تقليل الوقت والجهد والمال، خاصة في الإجراءات المتعلقة بالمستفيدين من خدمات الوزارة، كما أشار إلى أن المنهجية تتواءم مع توجهات الوزارة الرامية إلى تبسيط الإجراءات، وتقديمها بدقة أكثر بما يتماشى مع المتطلبات القانونية والأهداف السامية للحفاظ على البيئة وعلى مكوناتها الطبيعية بشكل مستدام، وذلك بالاستفادة من جميع الوسائل المساعدة على تقديم الخدمات، وأكد الرواس على أهمية مشاركة المسؤولين من الوزارة ومختلف الجهات المشاركة في الدورة التي قدمتها الوزارة بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان لتحقيق فائدة أكبر ليس على مستوى الوزارة فحسب وإنما على مستوى مختلف الجهات، وذلك ليستشعر المسؤول الدور الذي يقوم به الموظفون داخل مؤسسته، ويساعدهم على مواجهة التحديات التي تواجههم أثناء العمل، وأشار الرواس إلى جانب تدشين الخدمات الإلكترونية للوزارة، حيث أنجزت الوزارة المرحلة الأولى من مشروع إعداد دراسة لإعادة هندسة إجراءات الخدمات التي تقدمها الوزارة للمتعاملين، وتستعد للبدء في المرحلة الثانية والمتمثلة في تنفيذ الدراسة عند توفر الإمكانيات المالية بعد اعتمادها، وأكد الرواس سعي الوزارة المستمر لتحقيق استراتيجية الحكومة في تنويع مصادر الدخل، بالموازنة مع جانب الحفاظ على البيئة.

سرعة وجودة

وأوضحت الدكتورة ثريا بنت سعيد السريرية مساعدة مدير عام صون الطبيعة أهمية الدورة في تبسيط الإجراءات، وابتكار طرق جديدة في تحسين الأداء، وتحسين علاقة المسؤول بموظفيه داخل العمل، ومنحهم الثقة في إيجاد الحلول لكثير من المشكلات التي قد تحدث في العمل، والبحث عن أسباب المشكلة وحل المشكلة الأساسية التي ترتبت على حدوث المشكلة ذاتها، كما أوضحت أن الدورة تساهم في تنظيم الوقت والاستغناء عن الإجراءات التي لا طائل منها سوى تضييع الوقت وإهدار الجهد، واستغلال الموارد البشرية بطريقة صحيحة وفي الوقت المحدد، وأكدت السريرية أن الوزارة قطعت شوطا كبيرا في تبسيط الإجراءات، مثل إجراءات التصاريح البيئية التي أصبحت أغلبها إلكترونية مثل تصاريح الغوص، وقالت إنها تطمح لتحسين مستوى العمل داخل الدائرة من خلال العمل أكثر ضمن فريق واحد والاطلاع بشكل أكثر دقة على الأعمال التي يقوم بها الموظفون لمعرفة عمل كل موظف، وما إذا كان يعمله بطريقة صحيحة وتحسين جودة العمل بالجلوس في مكان الموظف والاطلاع على العمل الذي يقوم به لتحسين أداء عمله وتقديم أفكار ليقوم بعمله بطريقة أسرع وبجودة أكبر.

إيقاف التسرب

وأكد محمد بن خلفان الشعيلي رئيس قسم البيئة بشركة تنمية نفط عمان على تعاون الشركة المستمر مع وزارة البيئة والشؤون المناخية والمؤسسات المعنية في كافة الجوانب المتعلقة بحماية البيئة واستدامتها، خاصة عند حدوث التسربات النفطية البسيطة والكبيرة، وأوضح أن التسربات النفطية البسيطة تحدث من وقت لآخر كون منطقة امتياز الشركة كبيرة جدا وأنابيب النفط وخطوط التدفق تمتد لمسافات طويلة وقد تحدث بعض التسربات البسيطة ويتم التعامل معها وتنظيف الموقع الذي حدث فيه التسرب مع إشعار وزارة البيئة والشؤون المناخية بتقارير دورية مفصلة لكل حادث، وقال إن التسربات النفطية الكبيرة يتم التعامل معها وفق إجراءات واضحة لإيقاف التسرب وإعادة تأهيل الموقع وتنظيف التربة من أية عناصر ضارة حفاظا على البيئة، مع إشعار وزارة البيئة، وإعداد تقارير توضح صورا للموقع قبل وبعد الحادث وآلية التعامل مع بقعة الزيت المتسربة لتأهيل الموقع، وتزويدهم بعينات من التربة توضح نسب الزيت فيها، وأشار إلى تعاون الشركة مع الوزارة وجامعة السلطان قابوس في مجالات متعددة، منها مشروع إدارة التربة الملوثة والمخاطر المترتبة عليها وسبل إعادة استخدامها وفق منهجية علمية وبطريقة آمنة ومستدامة، كجزء من تطوير الجانب البيئي والمحافظة على البيئة والحياة الفطرية في السلطنة.

مسطحات خضراء

وأشارت سكينة بنت حمد المنجية رئيسة قسم البيئة والشؤون المناخية بشركة «حيا للمياه»، إلى أن مشاركة الشركة في دورة منهجية ليين التي نظمتها وزارة البيئة والشؤون المناخية، جاءت لتطوير سير العمل من ناحية التقليل من المصاريف وتقليل الوقت المستغرق لإنجاز المعاملات والعمليات مع رفع مستوى الجودة والسلامة في موقع العمل، مما يعزز من ميزة التعاون في فريق العمل، وأكدت على مدى الاستفادة من الدورة في وضع دليل استرشادي للوصول للهدف المرجو من الإجراءات، مع ضمان استمرارية التطوير وبشكل فعال ومتوازن بدون تراجع مستوى التطوير، وأشارت إلى جوانب تعاون شركة حيا للمياه مع وزارة البيئة والشؤون المناخية في المجال البيئي، وتطوير البيئة العمانية والمساهمة في اخضرار البيئة العمانية، وقالت إن الشركة معنية بتحويل أراضي السلطنة لمساحات خضراء من خلال تحويل المخلفات لمنتجات تساهم في حماية البيئة والرقي بمستواها، حيث تعمل «حيا للمياه» على إعادة استخدام المياه المعالجة في الري واستخدامات أخرى.

خمسة أسئلة

وأكد المهندس أحمد بن مبارك الصلتي مدير دائرة التخطيط والدراسات، أن الإدارة سلوك يومي يمارسه المدير، وقد تناولت الدورة أدوات تستخدم لإدارة وتطوير قدرات المدير لاختيار الأداة المناسبة للتطوير، وقال إن الدورة ركزت على الأسئلة الخمسة قبل أداء أي عمل، وقال إن هناك أدوات كثيرة لتبسيط عمل الإدارة، منها أدوات تستخدم لإدارة المخازن وترتيبها بطريقة تسلسلية سهلة وأدوات تستخدم في النقل، وأضاف: استطعنا خلال يومين الاطلاع على أدوات متعددة تسهل عمل الإدارة وتحديد الأداة المناسبة لكل مشكلة قد نواجهها في العمل، وأوضح أن مثل هذه الدورة والمتعلقة بتطوير الموارد البشرية يتم تنظيمها باستمرار لتنمية القدرات البشرية داخل المؤسسة.

وتتمثل رسالة وزارة البيئة والشؤون المناخية في بذل الجهود لحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية وتوفير جميع الإمكانيات المتاحة لضمان تقديم خدمات بجودة عالية للمتعاملين من أجل تحقيق التنمية المستدامة، تجسيدا لرؤية الوزارة المتمثلة في إيجاد بيئة نظيفة مستدامة، وتعزيز قيم الشفافية، والتمكين، والمسؤولية، والتطوير المستمر.