إشراقات

فتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

03 أغسطس 2017
03 أغسطس 2017

الوضوء .. الأصح في سجود التلاوة -

هل يشترط الوضوء في سجود التلاوة؟ وإذا كان الشخص مارا في الطريق أو كان راكبا في السيارة فمر بآية السجدة فمتى يسجد؟

الأصح أنه لا بد من الوضوء في سجود التلاوة وإن كان العلماء في ذلك مختلفين ، والمار في الطريق يؤمر أن يسجد إذا أمكنه ذلك على الفور، وكذلك الراكب في السيارة يومئ في سجوده على الفور، وإن تعذر حتى مجرد الإيماء فإنهما يؤخران السجود إلى الوقت الذي يمكنهما فيه والله أعلم.

إذا مرت عليه سجدة في المصحف فأين يضع المصحف ، هل يضعه على الأرض على الرغم من أنها طاهرة ؟

المصحف يجب أن يصان ، ونحن من وجدنا من علمائنا من يقول بأن الكتاب الذي فيه آيات من كتاب الله ، وفيه أسماء لله تبارك وتعالى ، وفيه علم نافع من حرمته أن لا يترك على الأرض ، بل يوضع على مكان مرتفع ، وهذا من تقدير العلم ، ومن تعظيم أسماء الله تعالى وآياته ، فكيف بكلام الله تبارك وتعالى ، كيف بكتاب الله المنزل الذي هو كلامه يضعه الإنسان على الأرض حيثما يضع قدمه ، لا ينبغي أن يصدر ذلك ممن يعظم حرمات الله ويجلها بل عليه أن ينظر له مكاناً رفيعاً يضعه عليه ، فإن لم يجد فليجعله تحت إبطه وليسجد ثم بعد ذلك ليمسكه بيديه ، والله تعالى أعلم .

توجد هناك أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم تبين فضل تلاوة القرآن الكريم من ذلك ما ورد أن الحرف بعشر حسنات ، فهذا الثواب هل هو للتلاوة مجردة أم للتلاوة بشرط التفكر؟

لا ريب أن الإنسان لا يطلب منه أن يتلو القرآن لاهياً غافلاً ، هذه التلاوة ليست لها قيمة ، هذه التلاوة ليست فيها روح ، هي بمثابة الجسم المتعفن الذي لا أثر له ولا حراك له بل ربما يضر ولا ينفع ، فهو لا ينفع قطعاً ولكن ربما يضر لأن تعفنه يؤدي إلى النتن ، نتن رائحته وإضراره بالناس ، فكذلك شأن العبادة الفاقدة للروح كالصلاة التي تفقد الخشوع وكذلك تلاوة القرآن عندما لا يكون هنالك تدبر وإمعان ، إنما على الإنسان أن يقاوم الوسوسة .

لا ريب أن كل أحد تعتريه الوسوسة ، وكل أحد تعتريه الغفلة ، وكل أحد يحاول الشيطان أن يلبس عليه أمره وأن يبعده عن التفكر والإمعان لكن عليه مغالبة ذلك وأن يحرص على أن يعالج نفسه ويداوي أدوائه بهذا القرآن الكريم عندما يتلوه.

قال تعالى: (يكور الليل على النهار) وقال أيضاً: (يغشى الليل النهار) فما وجه تقديم الليل على النهار في الايات القرآنية ، وهل معنى ذلك أن الليل خلقه قبل النهار؟

الليل هو الأصل لأن الظلمة هي الأصل ، الضوء يأتي ليغشى هذه الظلمة ليمزق هذه الظلمة ليسرى في هذه الظلمة ويبددها ، فإذاً الضوء يأتي بعد الظلمة، ولما كان الضوء يأتي بعد الظلمة فإذاً الليل سابق على النهار فلذلك ذكره الله سبحانه وتعالى قبل النهار ، وضرب الله تعالى مثلاً لسريان الضوء في الفضاء وطيه لهذه الظلمة ، بآية لها جلد ويسلخ منها هذا الجلد ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) فكأنما النهار هو الجلد يحيط بهذا الليل ثم يسلخ منه النهار يسلخ منه هذا الجلد فإذا بالفضاء يبدو على طبيعته ، وهو مظلم .

توفي رجل وترك خمسة بنين وخمس بنات وزوجة وأوصى لأولاد ابنه المتوفى بمثل نصيب أبيهم أن لو كان حيا وكان ابنه ذلك مات عن ثلاثة أبناء وأربع بنات فكيف قسمة التركة بينهم؟

أصل هذه المسألة من ثمانية أسهم وتنقسم من تسعة آلاف سهم لزوجة الميت الأول الثمن من التركة غير الوصية ألف وعشرون سهما ولكل ابنة من بناته الخمس أربعمائة وستة وسبعون سهما ولكل ابن تسعمائة واثنان وخمسون سهما والبقية وهي ثمانمائة وأربعون سهما نصيب الموصى لهم وهم أولاد ابنه الميت وبما انه أوصى للأولاد وحدهم ولم يوص لورثته جميعا فإن هذه الوصية تنفذ للأولاد دون زوجته وبما انه اطلق ولم يقيد بأنها توزع للذكر مثل حظ الانثيين فإنها توزع عليهم بالسواء لا فرق بين ذكورهم وإناثهم لكل واحد منهم مائة وعشرون سهما.. والله أعلم.