مزيد من تشغيل الشباب في قطاعات متعددة

بالتوازي مع العمل على تحقيق مزيد من تنشيط الأداء والتنويع الاقتصادي في كل قطاعات الاقتصاد الوطني، فإن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تواصل جهودها من أجل إيجاد فرص ومجالات عمل، واستيعاب أكبر عدد ممكن من أبنائنا وبناتنا الباحثين عن عمل، سواء في الجهاز الإداري للدولة، برغم الفرص المحدودة فيه، أو في القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تحظى بتشجيع قوي وملموس من جانب مختلف مؤسسات الدولة، بما في ذلك البنوك ومؤسسات التمويل العديدة.

وفي هذا الإطار فإن إعلان وزارة التربية والتعليم عن أنها أنهت إجراءات تعيين أعضاء الهيئات التدريسية والوظائف المرتبطة بها، وأنها استقطبت جميع الراغبين من المواطنين، الذين تنطبق عليهم شروط شغل تلك الوظائف، هو بالتأكيد نبأ طيب، ليس فقط لأنه استوعب 1139 خريجا وخريجة ممن حققوا المستوى المطلوب في الاختبار، ومنهم معلمون في العام الدراسي القادم 2017 /‏‏‏ 2018، ولكن أيضا لأن هذا العدد الكبير من الأبناء والبنات، الذين ينضمون إلى قافلة العمل في وزارة التربية والتعليم، من شأنه أن يعزز جهود التعمين من ناحية، وأن يزيد من دور المعلم والمعلمة العمانية في إعداد وتعليم وتربية التلاميذ والطلاب في مراحل التعليم المختلفة، وهي مسؤولية كبيرة، تقع على عاتق المعلم والمعلمة العمانية، ونتمنى أن يواصلوا القيام بها خير قيام، اليوم وغدا، لأننا جميعنا، في المدرسة والمنزل، وفي مختلف مؤسسات الدولة الثقافية والإعلامية وغيرها نشارك جميعنا، بدرجات متفاوتة في تعليم وتربية وإعداد أبنائنا وبناتنا ليكونوا مواطنين صالحين، وبما يمكنهم أيضا من تعزيز قوة الوطن وقدرته في المستقبل . على صعيد آخر، فان معرض فرص تشغيل الباحثين عن عمل، في التخصصات الفنية والهندسية، الذي بدأت فعالياته أمس الأول وتنتهي اليوم (الخميس)، والذي شاركت فيه 107 شركات عاملة في قطاعات النفط والغاز والاتصالات والإنشاءات وغيرها، يعد تجربة ناجحة، إذ انه يحقق اتصالا مباشرا بين أبنائنا وبناتنا الباحثين عن عمل وبين الشركات التي تتوفر لديها فرص عمل، ويتم بشكل مباشر، كما حدث خلال المعرض، المواءمة بين الوظائف وبين مؤهلات ومهارات الباحثين عن عمل، ويصل الأمر الى حد التشغيل الفوري للمقبولين، بإصدار عقد العمل الإلكتروني من قبل وزارة القوى العاملة المنظمة لهذا المعرض. وبينما يوفر المعرض أيضا فرص تدريب، كمرحلة لإعداد الباحثين عن عمل وفق متطلبات فرص العمل المتاحة واستيعابهم في نهاية فترة التدريب، فمعرض فرص تشغيل الباحثين عن عمل وفر بالفعل 1694 فرصة عمل، قدمتها الشركات المشاركة، وتم بالفعل قبول 435 باحثا عن عمل في اليوم الأول للمعرض.

ومن شأن مثل هذه المعارض أن تختصر إجراءات كثيرة، وأن تضع أبناءنا وبناتنا في موقع المسؤولية للبحث عما يحقق طموحاتهم ورغبتهم في خدمة وطنهم من خلال الوظائف وفرص العمل التي يقبلون بها .

ولذا فإنه من المفيد تكرار مثل تلك المعارض، والتوسع فيها، وتعريف أبنائنا وبناتنا بأفضل سبل التعامل معها للاستفادة الكبيرة مما تقدمه من فرص يحتاجون إليها.