1058880
1058880
العرب والعالم

الأمم المتحدة تتوقع محادثات مباشرة حول سوريا قبل أغسطس

13 يوليو 2017
13 يوليو 2017

القوات الحكومية تتوسع في البادية وتقترب من الرقة -

دمشق - جنيف - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قال وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أمس وهو اليوم قبل الأخير من جولة محادثات سلام سورية في جنيف إن مفاوضي الحكومة السورية والمعارضة يمكنهم قريبا إجراء محادثات مباشرة وجها لوجه لأول مرة.

حيث عقد وفد الحكومة السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري أمس جلسة محادثات ثالثة مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار الجولة السابعة من الحوار السوري السوري، وكان الجعفري أكد في تصريح صحفي أن الوفد بدأ مناقشة جدية مع المبعوث الخاص حول موضوع مكافحة الإرهاب الذي يعد مدخلا مهما لاستكمال مناقشة هذا الملف الذي هو أولوية الأولويات بالنسبة لوفد الحكومة السورية.

ولا يتوقع دي ميستورا أن تتحد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة مع فصيلين معارضين آخرين، هما منصتا موسكو والقاهرة، في وقت مناسب لإجراء محادثات مباشرة مع الحكومة السورية خلال الجولة الحالية.

لكنه رد على سؤال عن إمكانية حدوث ذلك قبل الجولة التالية من المفاوضات في جنيف المقررة في أغسطس قائلا للصحفيين «وربما قبل ذلك أيضا».

وأضاف «لا أتعجل الأمر، لأنني أريد، عندما يحدث ذلك، ألا تكون هناك خلافات وأن تكون المحادثات حقيقية، نحن ندفع فعليا إلى حيث تكون هناك نقاط تلاق».

وتضم كل من منصتي موسكو والقاهرة مجموعة من النشطاء وسميت كل منهما على اسم المدينة التي عقدت فيها أول اجتماعاتها التي عقدت بموافقة روسيا ودعمها، ولا تسيطر أي منهما على أراض ولا تربطها صلات قوية بجماعات مسلحة مشاركة في الحرب.

ويرجع بطء وتيرة محادثات جنيف، التي يرى بعض المراقبين أنها مجرد سبيل للإبقاء على باب مفتوح للمحادثات في حال حدوث انفراجة غير متوقعة، بدرجة كبيرة إلى حقيقة أن دي ميستورا يجتمع مع كل وفد على حدة.

ويشتبه بعض الدبلوماسيين أن منصتي موسكو والقاهرة، وهما أقل معارضة للرئيس بشار الأسد من الهيئة العليا للمفاوضات، ما هما سوى آليتين صنعتهما روسيا حليفة الأسد لمنع إجراء المفاوضات المباشرة وإجبار الهيئة على تخفيف موقفها.

وقال دبلوماسي غربي «إنه فخ للمعارضة نصبه الروس من خلال احتياجهم المستمر للهيئة العليا للمفاوضات لعدم وجود أكثر من جبهة معارضة، وهو أمر لا معنى له نظرا لأحجام المجموعتين الأخريين».

وأضاف «إذا نجحت الهيئة العليا للمفاوضات في التخلص من هذا الفخ والاتحاد مع منصتي موسكو والقاهرة بشكل ما فإنها ستضع الجعفري تحت ضغط كبير».

وقال دبلوماسي غربي آخر: إن فكرة أنه يتعين على الجماعات المعارضة المختلفة التوحد هو جزء «من الخطاب الروسي».

وأضاف «أعتقد أن هذه وسيلة ضغط سيبقي عليها الروس لزعزعة استقرار المعارضة فهم يحتاجون لأداة يضعفون بها المعارضة ليتحكموا في العملية كما هي.

«بالنسبة لنا، كلما اتسعت المعارضة كان ذلك أفضل، لكن في الوقت نفسه أهم شيء أن تكون المعارضة متماسكة يمكنها العمل كطرف واحد في العملية السياسية».

وأجرت الجماعات المعارضة الثلاث محادثات فنية في الفترة الأخيرة وجرى التنسيق بينها حتى أنها قد تتمكن من إرسال وفد واحد إن لم يكن وفدا موحدا.

وقالت بسمة قضماني عضو الهيئة العليا للمفاوضات لرويترز إن المعارضة تتوحد على الجوهر ليس فقط على المبادئ بل على مستوى التنفيذ ونعمل على تشكيل بديل للأسد.

يشار إلى أن دي ميستورا أكد لوكالة سبوتنيك أنه ينوي إجراء أربع جولات من الحوار السوري في جنيف حتى نهاية العام الحالي مبينا أن قادة العالم أصبحوا يركزون معا على إيجاد الأولويات التي من شأنها أن تسمح بتسوية الأزمة في سوريا وأن الأولوية أصبحت عند الجميع الآن محاربة تنظيم (داعش) وتحقيق الاستقرار في البلاد والذي يأتي فقط عبر الحل السياسي.

وانتقدت المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف، دي ميستورا لعدم وجود أجندة واضحة وجدول أعمال محدد خلال هذه المباحثات، واتهمته «بعدم الحياد، والإضرار بوحدة المعارضة»، كاشفة عن رسالة تم توجيهها إلى المبعوث الأممي تتضمن عدة مطالب.

وشدد ممثل منصة موسكو المعارضة مهند دليقان بعد لقاء وفد المنصة مع دي ميستورا على أن طرح شروط مسبقة أمر غير مقبول، لافتا إلى أن منصة موسكو لا تريد مناقشة ما لا يتضمنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وأعلن دليقان أن منصة موسكو وافقت على الورقة التي طرحها دي ميستورا.

وأوضح أحد المتحدثين باسم المعارضة السورية في مفاوضات جنيف7 أحمد رمضان ان «المعارضة لا تقبل الاستمرار في المفاوضات ، باجتماعات تقنية دون عقد اجتماعات سياسية على مستوى الوفد».

وطالب رمضان «ترحيل الاجتماعات التقنية إلى خارج أيام المفاوضات»، لافتا إلى أن «المعارضة أنجزت تقدما في الاجتماعات التقنية بخلاف وفد الحكومة السورية، ومن أجل ذلك تبدو أنها مفاوضات من طرف واحد»

وأعرب رمضان عن «الأسف حيال بدء دي ميستورا المفاوضات دون جدول أعمال محدد، ودون أن يكون هناك أجندة واضحة للقاءات والمواضيع التي ستطرح فيها». وكشف أن المعارضة وجهت الثلاثاء رسالة لدي ميستورا تؤكد مطلب المعارضة، أن يكون هناك «جدول أعمال معد مسبقا، وتبلغ به الهيئة العليا للمفاوضات، وتكون الأولوية للمسائل السياسية، وأن تجري اللقاءات التقنية خارج الأمم المتحدة، وليس على حساب المفاوضات السياسية»، وجاءت تصريحات رمضان قبيل إعلان رئيس وفد «منصة الرياض» المعارضة إلى مفاوضات جنيف نصر الحريري، بان نتيجة اللقاءات بين وفود المعارضة السورية تعتمد على حصول توافق بشأن مسألة الانتقال السياسي.

وحول إرجاع أسباب عدم لقاء دي ميستورا بالمعارضة، كونه يريد وفدا واحدا للمعارضة، تضم شخصيات من منصتي القاهرة وموسكو (تصنفان معارضة من بعض الدول)، لفت إلى أن «الموضوع يستخدم بطريقة تهدف إلى تطويع وضع المعارضة، وتمييعه».

وأردف «هناك وفد واحد للمعارضة هو الهيئة العليا للمفاوضات، وهذا الوفد يمكن أن يضم شخصيات أخرى، سواء كانت موجودة في لقاء موسكو أو القاهرة، رغم أن عددا كبيرا منهم عضو بالوفد والهيئة، وبالتالي لا يمكن أن ينتحلوا صفة أنهم غير ممثلين في الوفد».

وتعليقاَ على تصريح دي ميستورا بضرورة تمثيل الأكراد بكتابة الدستور، أوضح رمضان «أكدنا أكثر من مرة أن المجلس الكردي ممثل في الهيئة، وممثل في الوفد المفاوض، وممثلين في الائتلاف، وبالتالي هم موجودون في كل العملية التفاوضية».

ميدانيا، أفاد مصدر عسكري أن الجيش الحكومي السوري استعاد السيطرة على بير العتاو وبير الزناتي وبير حوران جنوب الرصافة بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش في ريف الرقة، ويواصل سلاح الجو بتوجيه ضربات صاروخية ومدفعية باتجاه مواقع المسلحين في عين ترما بريف دمشق، وفي ريف دمشق واصل الجيش الحكومي السوري عملياته في عمق البادية السورية وتقدم 21 كم انطلاقا من مواقعه في نقطة المخفر الفرنسي في منطقة الزلف في ريف دمشق الجنوبي الشرقي باتجاه الشرق وصولا إلى «جبل الجرين» ويسيطر على مساحة تقدر بـ 200 كم مربع إثر اشتباكات مع المجموعات المسلحة أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم.

ونفذ سلاح الجو السوري سلسلة غارات على مقرات وتجمعات لتنظيم (داعش) في دير الزور، ودمر بضربات مركزة مقرا للتنظيم في منطقة الثردة ومحيط الفوج 137 وحي خسارات وقرى الحسينية والبغيلية وخشام ما أسفر عن تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.

وجرت اشتباكات في المحور الجنوبي لمدينة دير الزور بين وحدات من الجيش مع مجموعات داعش ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من أفرادها.

وأكدت مصادر عسكرية أمريكية أن قوات برية تابعة للولايات المتحدة تعمل حاليا في مدينة الرقة السورية، معقل تنظيم «داعش» في شمال شرق سوريا.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن العقيد الأمريكي رايان ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي، فإن الحديث يدور عن عدد قليل من الجنود الأمريكيين، يقدمون المشورة والنصيحة للقوات السورية الموالية لواشنطن، قاصدا بذلك «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد). وأشار ديلون إلى أن قوات بلاده لا تشارك في الأعمال القتالية، غير أن ضباط تلك الوحدات يقومون بتصحيح وتوجيه ضربات سلاح الجو الأمريكي ضد مواقع ومقاتلي تنظيم «داعش».

وتجري المعارك منذ أكثر من شهر في مدينة الرقة، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من التوغل لمسافة 200 متر في الحي القديم من المدينة، في وقت يبدي فيه المسلحون مقاومة عنيفة.

وأعلنت مصادر في المعارضة السورية المسلحة أن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح، بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة، وسط تجمع معارضين قرب مدينة إدلب شمال غرب سوريا، أول أمس.

وقالت المصادر ذاتها إن الانفجار هز مصنع نسيج كان يستخدمه أعضاء بـ(هيئة تحرير الشام)، وهي تحالف جماعات مسلحة على رأسها «جبهة النصرة»، مقرا لهم ، وقال مصدر إن 12 شخصا على الأقل قتلوا.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنه ليس لدى الولايات المتحدة ما يثبت استخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية في خان شيخون بإدلب، معتبرة أن ادعاء واشنطن بهذا الصدد يثير شكوكا خطيرة، وقال مدير إدارة حظر الانتشار النووي بوزارة الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف، إن «التصريحات الأمريكية التي تؤكد وجود أدلة لدى واشنطن تثبت استخدام الجيش للأسلحة الكيميائية في خان شيخون فارغة ولا يوثق بها». وأكد أوليانوف أن الولايات المتحدة «تستميت لإعاقة وصول الخبراء الدوليين لمطار الشعيرات، رغم الدعوة الموجهة من الحكومة السورية»، مضيفاً أن «رواية واشنطن عن إلقاء قنابل غاز السارين قرب خان شيخون من طائرات سلاح الجو السوري تثير شكوكا كبيرة».