1054797
1054797
مرايا

لم تعجزه إعاقته عن خدمة البشرية - ستيفن هوكينج.. عبقري الفيزياء الحديثة

12 يوليو 2017
12 يوليو 2017

هو عالم فيزياء نظرية، ولد في مدينة أكسفورد في 8 أبريل 1942، والمثير للدهشة أن هذا اليوم كان الذكرى 300 لوفاة العالم الفلكي العظيم جاليلو.

ستيفن هوكينج له أبحاث نظرية في علم الكون، وأبحاث عن العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكية الحرارية، وله أيضاً دراسات عن التسلسل الزمني كما جعل من مفاهيم الفيزياء المعقدة أكثر مرونة لتكون سهلة الفهم لدى الجميع.

هذا العقل العبقري كان مستواه الدراسي بين المتوسط والسيئ في صغره، لكنه كان مهتماً بشدة في معرفة يكفيه عمل الأشياء ، فكان كثيراً ما يفكك الساعات وأجهزة الراديو، إلى أن أطلقوا عليه في المدرسة لقب “أينشتاين” رغم علاماته المتدنية ، لكن كان يوجد إحساس عميق أن لديه عبقرية.

في الثانوية أيضاً لم يكن متفوقاً في دراسته ، كان والده يريد منه دراسة الطب في أكسفورد، لكن ستيفن هوكينج لم يكن مقتنعا بذلك، وفضل أن يدرس الفيزياء حيث حصل على العلامات التامة تقريباً في الفيزياء.

في السابعة عشـرة من عمره أيام الجامعة في أكسفورد، شارك في مجموعة تجديف وكسب شعبية واسعة.. لكن بعد مضي ثلاث سنوات شعر انه اصبح يتعثر كثيراً حيث انه كان يسقط أرضاً دون سبب منطقي ومن هنا بدأت رحلته في تحدي المرض والإبداع.

أصيب وهو في عمر 21 بمرض عصبي يدعى (التصلب الجانبي) جعل منه مع مرور الزمن مقعداً غير قادر على الحراك، وذكر الأطباء انه مرض خطير جدا ولن يعيش أكثر من سنتين لكنه تحدى المرض وهو الآن في الـ75 من عمره وهذا ما أدهش الأطباء لسنوات طويلة .

لم تنته معاناته مع المرض في كونه قعيـداً فحسب ، بل أصيب في العام 1985 بالتهاب رئوي ، واضطـر إلى إجراء عملية جراحية لشق حنجــرته أفقدته بعدها القدرة على الكلام كليـا .. إلى أن قام مهندس أمريكي يدعى (والت وولتز) بتطوير نظام حاسوب معقد استطاع من خلاله التخاطب بكتابة الكلمات المطلوبة على شاشة الكمبيوتر، ثم طور خبير آخر من كمبريدج برنامجا أكثر تطوراً ملتصقا بالكرسي المتحرك.

شارك مع ابنته لويس -وهي روائية- بكتابة كتب للأطفال تقدم شرح مبسط عن الكون في طريقة درامية مدهشة كان أولها في عام 2007 يحمل عنوان :

George’s Secret Key To The Universe

والثاني عام 2011 يحمل عنوان :

George and the Big Bang

عمل هوكينج مع معاونه جيم هارتل في تطوير نظرية “الكون اللامحدود” التي غيرت من التصور القديم للحظة الانفجار الكبير عن نشأة الكون إضافة إلى عدم تعارضها مع أن الكون نظام منتظم ومغلق.

يقول هوكينج إن في الكون 100 مليار مجرة وكلا منها يحتوي على مئات الملايين من النجوم ، فمن غير المرجح أن الأرض هي المكان الوحيد حيث تطورت الحياة فيه.

نظرا لهذه الأرقام الهائلة جعلت من التفكير بالمخلوقات الفضائية أو الكائنات الأخرى الذي تعيش في هذا الكون أمراً منطقياً حسب اعتقاده لكن التحدي الأكبر كان هو معرفة كيف تبدو هذه المخلوقات.

ويقول أيضاً انه قد تكون من نوع أشكال الميكروبات أو حيوانات بسيطة مثل الديدان كما بدأت الحيـاة على الأرض قبل ملايين السنين.

لكن الأكثر غرابة انه حذر العلماء من أن الاتصال مع المخلوقات الفضائية قد يسبب كارثة للجنس البشري، واصفاً ذلك بأنه إذا قامت الكائنات الفضائية بزيارتنا أعتقد أن النتيجة ستكون مقاربة من اكتشاف كريستوف كولومبوس للأراضي الأمريكية والتي لم تتحول بشكل جيد للغاية بالنسبة للهنود الأمريكيين.

في عام 2007 قام بتجربة انعدام الجاذبية وكان ستيفن هوكينج حينها بعيد عن كرسيه لأول مرة منذ 4 عقود وتمت هذه التجربة بواسطة طائرة بوينج 727 معدلة تحلق على ارتفاع 32 ألف قدم بزاوية حادة ومن ثم تنخفض إلى ارتفاع 8 آلاف قدم بحيث يتمكن من المرور بتجربة انعدام الجاذبية لمدة 25 ثانية.

لديه كتاب يدعى “موجز تاريخ الزمن” وهذا الكتاب يبسط المفاهيم المعقدة في الفيزياء بدءاً من أرسطو إلى ستيفين وينبيرج، حيث إن هذا الكتاب دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية من حيث كونه الأوسع انتشارا، وترجم الى أكثر من 40 لغة وتحول إلى فيلم عام 1991 من إخراج ستيفين سبيلبرج.

قد نتفق مع ستيفن هوكينج وربما لا نتفق، لكن ذلك لا يمنع ان نتعرف على وجهـات نظـر العالم القديــر في كل ما يخص علوم الفلك والفيـزياء،وأيضـاً أن نتعلم منه جميعـاً الإرادة وعدم اليـأس.

وأخيرا يقول ستيفن هوكينج فى أحد مقولاته الخالدة: “انظروا إلى النجوم وليس لأقدامكم”