2
2
مرايا

الجلالي والميراني.. حارستا مسقط

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

1

قلعة الجلالي أو الكوت الشرقي أو قلعة الشرقية هي قلعة أثرية تقع على صخور مطلّة على بحر عمان شمال شرق مسقط، بُنيت من قبل البرتغاليين عام 1588م لتحل محل بناء قديم يعتقد بأنه كان مرصداً في شكل أبراج أقامها أهل مسقط، واستخدمت القلعة كمكان للمساجين السياسيين وكموقع دفاعي يتم من خلالها مراقبة المدينة من مختلف الجهات.

تقع قلعة الجلالي بمسقط القديمة على ارتفاع 45 متراً من سطح البحر، وبُنِيت القلعة من حجر رملي على صخور شرقية قديمة، ويتألف الهيكل من برجين يصل بينهما سور تتخلله ثماني فتحات مقوّسة لإطلاق المدافع، وبالقلعة مجموعة أخرى من الأبراج المختلفة الارتفاع، ولا يمكن الوصول للقلعة من الواجهة الصخرية إلا عن طريق جسر صغير وسلم محفور في الصخر ينتهي عند أحد المعاقل، وبذلك تكون القلعة منيعة ضد أي هجمات لذا استخدمت كموقع دفاعي، وتم ترميمها عبر العصور المختلفة، وفي عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تم تجديد القلعة وتهيئتها لتصبح متحفا خاصا.

قلعة الميراني

بنيت قلعة الميراني بشكل برج كبير قبل قدوم البرتغاليين إلى عمان، وفي عام 1588م أعاد البرتغاليون بناء القلعة وذلك على أنقاض المبنى القديم وأضافوا لها منصات للمدافع ومخازن وسكنا للقائد ومكانا للعبادة، و تم توسيع القلعة وإيصالها إلى حجمها الحالي في عهد كل من الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية في القرن الثامن عشر وحفيده السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر.

وقد بنى البرتغاليون عند قاعدة صخرة الميراني حوضاً للسفن ومعقلا على مستوى البحر سنة 1019هـ /‏‏ 1610م وزودوه ببطارية مدافع على مستوى منخفض للحيلولة دون وقوع هجوم من المراكب التي تبحر قرب الشاطئ تحت مستوى المدافع الموجودة في قلعة الميراني.

وهناك كتابة باللغة البرتغالية محفورة على السور الجنوبي الشرقي للساحة الخلفية السفلية ناحية الميناء، ويبدو أن هذا النقش قد تم تغييره ربما بعد عام 1050هـ /‏‏1640م عندما استقلت البرتغال عن إسبانيا.

ولعل قلعة الميراني أو قلعة كابيتان كانت تعتبر دائما من أهم الحصون، فقد ذكر مايلز ان الحاكم البرتغالي في مسقط مارتينو افونسودي ميلاو كان يقيم هناك سنة 1032هـ/‏‏1623م عندما تشتد حرارة الجو مع انه كان يقيم معظم السنة في مجمع جريز أسفل القلعة، وخلال هذه الفترة أعيد بناء أسوار مدينة مسقط، كما بنى مقر جديد للجمارك وشيدت أيضاً أبراج في ممرات كلبوه وريام وسداب.

ويظهر من الرسم المعاصر الذي وضعه دي ريسنده ان مخطط التحصينات مماثل لتصميم الحصن الحالي، ولا تظهر في الرسم بعض المعالم مثل الأبراج العالية لكن تظهر بدلاً منها استحكامات حصينة، وكان الأمام أحمد بن سعيد قد شيد برجاً هنا في أواخر القرن الثالث عشر الهجري/‏‏ التاسع عشر الميلادي، ومن المحتمل أن الأبراج الأخرى كانت نتيجة تعديلات أجريت فيما بعد.