صحافة

الملكـة تفـتتح البرلمـان ومـواطن يبلـغ الشـرطة عــنها

26 يونيو 2017
26 يونيو 2017

في خطاب تقليدي قديم تعود جذوره إلى العام 1852م ألقت الملكة إليزابيث الثانية في قاعة مجلس اللوردات خطاب العرش السنوي بمناسبة الافتتاح الرسمي وبداية السنة البرلمانية حيث تحدد فيه برنامج الحكومة للسنة ألقادمة. علما أن هذا الخطاب كان يجري في السابق خلال فصل الخريف، لكنه بدأ تنظيمه في شهر مايو ابتداء من عام 2010 بعد تحديد عمل البرلمان بخمس سنوات.

وجرت مراسم خطاب هذا العام هادئة بعيدة عن المظاهر المعتادة، حيث تم الاستغناء عن الموكب الذي تجره الخيول من القصر الملكي إلى مقر البرلمان. كما ارتدت الملكة قبعة زرقاء بدلا من التاج الملكي، ورافقها إلى البرلمان ابنها ولي العهد الأمير تشارلز بدلا من زوجها الأمير فيليب الذي تم نقله إلى المستشفى لإصابته بالتهاب، وهو في حالة معنوية جيدة، ويشعر بخيبة أمل لأنه سيغيب عن افتتاح البرلمان، بحسب ما أعلنه متحدث عن القصر الملكي.

ويأتي افتتاح الدورة البرلمانية لهذا العام، بينما لا تزال البلاد في حداد على ضحايا الحريق الهائل في برج سكني في لندن، وجرح عدة أشخاص بعملية دهس أمام مسجد في حي فينسبري بارك بشمال شرق لندن ليل الأحد الماضي، وبعد أسابيع من هجمات إرهابية في منطقة جسر لندن ومنطقة ويستمنستر ومانشستر.

وسيطر موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الخطاب، كما أسقطت الملكة بعض التعهدات التي تعهدت بها رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي في برنامجها الانتخابي ومن أبرزها زيادة تكلفة الرعاية الصحية على كبار السن، ومنع وجبات الغذاء المجانية في المدارس.

واشتمل الخطاب على ثمانية قوانين جديدة، ركزت أغلبها حول «البريكست»، والحوادث الإرهابية في لندن ومانشستر خلال الشهور الماضية، بالإضافة لحريق لندن الأسبوع الماضي.

وقالت صحيفة «الجارديان» تعليقا على الخطاب إنه عادة ما يذكر الزيارات الرسمية المقررة خلال فترة انعقاد البرلمان. وأشارت إلى أن الملكة ذكرت في خطابها أنها والأمير فيليب «يتطلعان إلى الترحيب بجلالة الملك فيليب والملكة ليتيسيا من إسبانيا في زيارة رسمية في يوليو».

لكنها لم تذكر زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي كانت مقررة في بداية هذا الصيف بعد توجيه الدعوة إليه من قبل رئيسة الوزراء تريزا ماي نيابة عن الملكة خلال زيارتها لواشنطن في يناير الماضي عقب توليه مهام منصبه. ما يعني أن الزيارة تم تعليقها.

وحول البريكست أعلنت الملكة أن أولوية حكومتها في إيجاد توافق واسع النطاق بشأن المفاوضات حول خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، جاء ذلك في قولها «تتمثل المهمة الأولية لحكومتي في ضمان التوصل إلى اتفاق ذي منفعة أكبر لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

ويتمسك وزرائي بالتعاون مع البرلمان وسلطات أقاليم البلاد ذات الحكم الذاتي وأوساط العمل والآخرين من أجل إيجاد توافق واسع إلى أقصى حد بشأن مستقبل البلاد خارج حدود الاتحاد الأوروبي».

أما عن حريق برج «غرينفيل» وقوانين الإرهاب، فقد أكدت الملكة على فتح تحقيق عام شامل في حادث حريق البرج الذي أسفر عن مقتل 79 شخصا، مضيفة أن هناك هيئة دفاع عن سكان البرج ستقدم للعامة.

موضحة أنه لا توجد قوانين جديدة تخص مكافحة الإرهاب سيتم إصدارها، ولكن سيعيد البرلمان مراجعة ألقوانين الحالية وتعديلها، مشيرة إلى أنها ستحرص على أن تتمتع الشرطة وقوات مكافحة الإرهاب بالقوة والصلاحيات اللازمة التي تساعدهم في عملهم.

فيما وصفت صحيفة «ديلي ميرور» الخطاب بأنه قصير جدا، ما اضطر الملكة أن تؤجل التحاقها بسباق اسكوت للخيول لقراءة خطاب الافتتاح. ووصفته صحيفة «الصن» بأنه خطاب «مثير للجزع» إذ يرى فيه كما من الأفكار التي طرحتها تريزا ماي في برنامجها الانتخابي غير المرغوبة تم الاستغناء عنها، حيث ليس أمامها خيار آخر.

ومن الأمور الطريفة التي أشارت إليها صحيفة «ديلي تلجراف» في تقرير كتبه ادم بولت أن مواطنا وصفته الصحيفة بأنه قوي الملاحظة انتبه إلى أن الملكة إليزابيث لم تكن تربط حزام الأمان وهي متوجهة بالسيارة إلى ويستمنستر لافتتاح البرلمان رسميا. وقرر هذا المواطن أن مثل هذه المخالفة الصارخة لأنظمة السلامة يجب ألا تمر دون عقاب، فاتصل بالشرطة على الرقم 999 للإبلاغ عن مخالفة الملكة.

ولم تعرف الصحيفة رد الشرطة على هذا المواطن لكن توم دونوهو من شرطة مقاطعة غرب يوركشاير التي تلقت المكالمة شدد على أن الرقم 999 موجود لحالات الطوارئ فقط.

وأشارت الصحيفة إلى أن القانون البريطاني ينص على إلزامية ربط حزام الأمان في السيارة، ولكن الملكة تتمتع بحصانة ضد أي ملاحقات قضائية مدنية أو جنائية.