كلمة عمان

فرحة ومحطة من المراجعات

24 يونيو 2017
24 يونيو 2017

مع نهاية شهر رمضان المبارك واستقبال الأيام السعيدة لعيد الفطر السعيد، فإن النفوس لتتوقف في محطات مهمة من المراجعة الضرورية والمطلوبة مع الذات، بحيث يعرف المرء أين هو بالضبط وإلى أن يسير؟

هذه المراجعات تكون للنفس البشرية الواحدة والمجتمع ككل والدول، بحيث إن التأمل والتوقف عند المكتسبات ومن ثم معرفة نقاط الذات الإيجابية والسلبية، يمكن من تحقيق الأفضل في مسارات الحياة.

إن ما يتحقق من خلال فريضة الصيام يشمل العديد من الفوائد التي لا تخفى على المسلم، من حيث الأثر النفسي الإيجابي والمحصلات الصحية التي يستفيدها المرء وهو يعيد بناء جسده على نحو جديد وأكثر عافية، بالإضافة إلى ما يحمله الصوم من فوائد أخرى لا حصر لها على الصعيد الاجتماعي بشكل عام، من حيث تعزيز معاني التواصل والإخاء بين الناس وتشجيعهم على التعاون والمساعدة لبعضهم، ما يقوي من عزائم الأخوة والوفاء بين أبناء المجتمع المسلم.

وفي المقابل فإن فرحة العيد السعيد تعبر عن الحاجة المستمرة للإنسان، إلى الإحساس بالفوز والرضا والمكافأة، فبعد أن حقق النجاح عبر الصوم وإكمال الشهر الفضيل طاعة وتأدبا وعبادة، فهو ينال بهذا العيد الجائزة التي كان ينتظرها لتكون فرحة المسلم وأسرته وكل المجتمع المسلم، وهي بهجة مستحقة، تتكامل مع أفراح الصوم من قبل، وما ناله المسلم عبره من الدروس والفوائد منقطعة النظير.

إن حياة المسلم وعبر هذه العبادات والفرائض، والتوالي ما بين التكاليف والأفراح التي توجدها الأعياد، تكون هذه الحياة عامرة بالإضافة المستمرة والثراء الذي يجعل الإنسان يشعر بقيمة وجوده ورسالته وتحمله المزيد من التكليف، بأن يعمل ويخلص ويثابر لأجل أن يحقق الأفضل دائما، على مستواه الشخصي أو بالمساهمة الفاعلة على مستوى المجتمع أو الأمة بشكل عام.

وإذ نعيش فرحتين بإكمال الصيام واستقبال العيد السعيد، فإننا نشعر بالطمأنينة والراحة والسرور في بلدنا الآمن المطمئن، عماننا الحبيبة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة على جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بالصحة والعافية وأن يحفظ أبناء عمان ويبارك لهم في أرزاقهم ونعمة الاستقرار والسلام والتعايش بين الجميع.

ولا بد أن الشعور بالأمان والسلم والمحبة بين الجميع على هذه الأرض يستحق التوقف عنده، فهو الهبة الإلهية التي تجعل من هذه البلاد واحة للخير والسلام بإذن الله، ونسأله تعالى أن يتكلل كل ذلك بالمزيد من التنمية الشاملة والمستدامة والعطاءات في كافة أوجه الحياة بما يعود بالنفع على الجميع ويرسم آفاق الغد المشرق بالازدهار والنماء.