روضة الصائم

الفخــــار

23 يونيو 2017
23 يونيو 2017

أول صناعة للفخار العماني شهدتها ولاية بُهلا حيث أكدت الحفريات والاكتشافات الأثرية قِدَم هذه الصناعة في سلطنة عمان منذ آلاف السنين، ولعل ذلك يرجع إلى وجود نوعية خاصة من الطين في قاع وادي بُهلا صالحة لعمل الأواني الفخارية، فهي تجمع وتستبعد منها المواد الغريبة والأحجار ثم تكسر إلى أن تتحول إلى مسحوق ناعم ويقوم صناع الفخار بعمل حفرة ذات أربع حجرات بالقرب من مصانعهم، حيث يصب الطين الفخاري ليتصاعد إلى السطح ثم ترفع الطينة المبللة من الحفرة، وتترك لتجف إلى أن يصبح قوامها عجينة صالحة للتشكيل على الآلة أو العجلة. تتكون الآلة من قرصين مسطحين أحدهما فوق الآخر يفصلهما عمود قائم في المركز يدير صانع الفخار عجلته مستخدما قدميه في تشغيل القرص في الأسفل، ولتشكيل العجينة يضعها على القرص العلوي، وتختلف طريقة زخرفة الأواني من منطقة إلى أخرى، فعند صناعة المجامر في المنطقة الجنوبية مثلا يمررون حجرا أملس مدهونا بالزيت على الشكل الخارجي والداخلي للحجر، ثم يستخدمون في الزخرفة أعواد الحطب اليابس. بعد تشكيل الأواني تنقل إلى الشمس لتجف ثم إلى الفرن الحراري لتكتسب صلابتها، وذلك في درجة حرارة بين 600 إلى 800 درجة مئوية، والفرن يشبه خلية النحل في تنظيمه وهو يتسع لحوالي 1200 قطعة من الأواني في وقت واحد، ويصف كل إناء على الآخر حتى يصل إلى أعلى الفرن، وبعد أن تتم عملية الحرق يتم عمل اللمسات الأخيرة وذلك بوضع الألوان حسب الأذواق المتعارف عليها وذوق كل حرفي. كانت صناعة الفخار تشمل عددا من الاستعمالات مثل أوعية الماء المسامية وقدور الطبخ والأكواب والمباخر والمزهريات، ويستخدم معظم صانعي الفخار العمانيين عجلات بسيطة تدار بالقدم وأفرانا من الطوب الطيني يتم إشعالها بالحطب.

ورغم أن هذه الحرفة يقوم بها الرجال في شمال عمان إلا أن النساء كثيرا ما يقمن بها في المنطقة الجنوبية.