أفكار وآراء

الموسم السياحي

14 يونيو 2017
14 يونيو 2017

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

نستكمل الحديث حول القطاع السياحي وشراكة القطاع الخاص في الخطط الطموحة لهذا القطاع لكي يقوم بدوره المنوط في الاقتصاد الوطني، خاصة بعد اعتماد استراتيجية السياحة ومبادرات برنامج التنوع الاقتصادي (تنفيذ) المرتبطة بالسياحة في ظل الفرص التي يمتلكها هذا القطاع لتنوع المنتج السياحي في البلاد طول العام التي نعول عليها لجذب مزيد من الاستثمارات الجادة والاستفادة من التسهيلات والدعم والخدمات السياحية ومرافق البنية الأساسية والمواقع التاريخية والتراثية.

نحن أمام موسم سياحي قادم لخريف صلالة أواخر هذا الشهر الذي استطاع أن يحقق مكانة على مستوى المنطقة لجمال أجوائه الخريفية الباردة والمروج الخضراء على امتداد سهوله وجباله التي أصبحت مصيفا ومقصدا للعائلات حيث تشير الإحصائيات السنوية ارتفاع نمو عدد السائحين من داخل وخارج السلطنة إلى خريف صلالة وهذه الأرقام تبشر أن تشهد الفترة القادمة نمو معدلات السياحية خاصة بعد الإعلان على تدشين جملة من الاستثمارات والمشروعات الفندقية التي أعلن عنها مؤخرًا، فنتأمل مزيدًا من النجاح لهذا الموسم السياحي بفضل الجهود المبذولة لراحة الزائرين وجاهزية الخدمات والمرافق السياحية المقدمة في المواقع السياحية وكذلك على طول الطريق البري إلى المحافظة والمنافذ الجوية.

وبالرغم من الاستثمارات السياحية إلا أن السوق المحلي ما زال متعطشا فعلا للمزيد من الاستثمارات في مناطق الجذب السياحي بالمحافظة لتنشط حركة السياحة الداخلية والزائرين وتطوير نوعية برامج المنتج السياحي كالترفية العائلي الذي ذكر سابقًا من خلال الدخول في استثمارات يحتاجها السوق المحلي فعليا كالحدائق المائية والثلجية والتلفريك السياحي في المواقع السياحية الذي أصبح مطلبا بالإسراع في تنفيذه والاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية في هذه الصناعات وإمكانية جذب استثمارات خارجية جادة متخصصة في هذه الأنشطة لتحقيق قفزة نوعية.

ومن هذا المنطلق نشجع رؤوس الأموال المحلية لاستثمار الفرص لتعظيم الفائدة الاقتصادية ومستوى الخدمات وإدارتها لتكون من المعالم المهمة بمواصفات عالمية، ومتنفس للمواطنين والزوار والاستفادة من الفرص المواتية بالسوق المحلي لتكون مكملة، ورافد حقيقي لازدهار النشاط السياحي في البلاد.

فهذه المشروعات مع تنوع المنتج السياحي تمثل خطوة جيدة لاستثمار المواقع الطبيعية والموروث المحلي بمكوناته المادية من آثار مادية وصناعات تقليدية وفنون لدفع الحركة السياحية طول العام ويكون لها انعكاس إيجابي لتحقيق عوائد متنوعة بشكل مباشر، وغير مباشر لتنشيط الأسواق المحلية.

وكذلك نتأمل مزيدًا من المبادرات والعروض السياحية المقدمة من شركات الطيران والفنادق والخدمات السياحية التي سوف تساهم بلا شك خلال الفترة القادمة بزيادة أعداد الزوار والسياح في ظل هذه الجهود من كافة الجهات وتمثل فرص استثمارية واعدة أمام الشباب في هذه الأنشطة وبناء قاعدة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع السياحي والاستفادة التجارية من الفرص المتاحة التي يوفرها حتى تكون مثالًا ناجحًا لتشجيع الشباب على الانخراط في الأنشطة التجارية بالقطاعات الأخرى والمساهمة بتنشيط المرافق السياحية بالمحافظات والخدمات المرتبطة فيها خاصة المواقع التي تحظى بإقبال متزايد.

فنتأمل النجاح لهذه الجهود وتحقيق المنفعة الاقتصادية لأبناء المجتمع يعكس الصورة المشرقة للبلاد في إمكانياتها السياحية من طبيعة وموروث تقليدي أصيل في مناخ استثماري جذاب للفرص المتاحة التي يمتلكها الاقتصاد المحلي ويستوعب القوى العاملة الوطنية في إدارة أنشطة وأعمال هذه المشروعات الواعدة.