موسوعات عمانية - النسخة الأخيرة من القطعة الثانية لموسوعة التبيان تتميز باكتمال المحتوى وفهرس الأبواب كاملا

إدريس باحامد القراري -

لا يزال الحديث متواصلًا عن الموسوعة العمانية المهمة الموسومة: بجامع التبيان، وفي هذه الحلقة سنستعرض -بحول الله تعالى- ثلاث نسخ منها، وهي تمثل القطعة الثانية من الموسوعة، ليتسنَّى لنا الحديث عن موسوعات عمانية أخرى في حلقات قادمة -بمشيئة الله تعالى-، تقع النسخة الخامسة برقم: 757. من القطعة الثانية من الموسوعة: جامع التبيان، في 505 صفحة، مقاس الصفحة الواحدة 29 سم طولًا تقريبًا، و21 سم عرضًا، تحمل كل صفحة 24 سطرًا، مكتوبًا بخط النسخ المشرقي الممتاز، وقد أبدع فيه الناسخ، والخط في الواقع قريب إلى الثلث، استخدم الناسخ لونين، الأسود وهو الغالب، والأحمر للعناوين وبعض الألفاظ كلفظ مسألة والجواب، ورق المخطوط أصفر مائل إلى البني في بعض الأجزاء، لا يزال بحالة جيدة إلا القليل، والجدير بالذكر أن بعض الصفحات تأثرت تأثرًا بليغًا بالملوحة والرطوبة، الأمر الذي كاد أن يؤثر على المادة العلمية فيها، ذلك أن المتصفح للمخطوط يجد صعوبة في قراءة بعض الصفحات من الأجزاء المتأثرة، كما هو الحال في الصفحات: (503، 504، 505).

ومما نلحظه في المخطوط محاولة ترميم بعض الهوامش بشكل بدائي غير متخصص كما هو الحال في الصفحات: (302، 360، 361، 362، وغيرها). لم أجد تاريخًا للنسخ أو بيانات الناسخ على العموم لعدم وجود حردٍ للمتن بحكم أن (القطعة) فيها خرم في الأخير، إلا أنني لاحظت ذكرا لتاريخ النسخ مكتوبًا على هامش الصفحة رقم: 361، باللون الأحمر مفاده: «تمام نسخه سنة ثمانين وألف سنة»، وفي نفس الصفحة نجد جوابا مهما عن الشيخ ناصر بن خميس بن علي الحمراشدي العقري النزوي، نقل عنه الجواب الشيخ أحمد بن سليمان بن أحمد العاني من خط الشيخ ناصر، وقال إنه وجد ذكرًا لأسماء مجموعة من المشايخ معه وهم: سليمان بن محمد بن ربيعة بن زيد الضنكي، وناصر بن سليمان بن محمد بن مدّاد بن أحمد بن مدّاد، وعبدالله بن محمد بن يشير بن محمد بن عمر بن مدّاد العقري النزوي، من الملاحظات المهمة في هذه القطعة أن الفهرس الموجود بأوله يبدأ بباب الضمانات والغصب وينتهي بباب رقم 21 فيه أنواع من الأثر والأحكام والأديان وهذا بداية من الصفحة 350، ثم تأتي مجموعة مسائل مختلفة أحسبها منثورة فقهية. النسخة السادسة برقم: 839، هذه القطعة تقع في 519 صفحة بمقاس: 28.5 طولا و19 سم عرضا، عدد الأسطر 24 سطرا، الورق أبيض مائل للصفرة قديم ورثٌّ تظهر عليه علامة مائية، كما أن به آثار للرطوبة والسوائل وغير ذلك، لذا فإن الصفحات الأخيرة منه مغلفة تغليفا حراريًا، نسخ بخط النسخ المشرقي المفهوم عمومًا مع صعوبة قراءة بعض الألفاظ أحيانا، استخدم الناسخ الحبر الأسود وهو الغالب والأحمر لعناوين الأبواب وبعض الألفاظ كلفظ مسألة والجواب، ما يمز هذه القطعة وجود بعض الهوامش التوضيحية، كما نلحظ تآكلًا على مستوى الحواف بالنسبة للصفحات الأخيرة من المخطوط، دون أن نغفل عن الخرم الموجود آخر المخطوط، تضم هذه القطعة أبوابا عديدة تبدأ بباب أحكام المساجد وتنتهي بباب المواريث.

النسخة السابعة برقم: 848، وهي نسخة كاملة من القطعة الثَّانِيَة: تعتبر هذه القطعة فيما أحسب أكمل قطعة من الجزء الثاني لهذه الموسوعة، وهي تتميز بعدة مزايا منها روعة الخط، واكتمال المحتوي، وجودة الورق، وفهرس الأبواب كاملًا، إضافة إلى التنسيق الجميل فيه، تقع هذه القطعة في 579 صفحة، مسطرته حوالي 29 سم طولًا و20 سم عرضًا، عدد الأسطر في كل صفحة: 27 سطرًا، منسوخ بخط النسخ الرقيق إلا أنه مفهوم، استخدم الناسخ الحبر الأسود، وهو الغالب والأحمر وهو قليل لعناوين الأبواب وبعض الألفاظ كلفظ مسألة والجواب، الورق أبيض مائل للصفرة بحالة جيدة، نلحظ بعض الهوامش التوضيحية على الحواف، أرقام الصفحات مضافة بقلم الرصاص كما هو الحال في كل النسخ تقريبا من هذه الموسوعة، نسخ هذه القطعة الشيخ خلف بن راشد بن غسان بن سالم بن خلف الحبراوي، لشيخه: قاضي قضاة المسلمين؛ محمد بن علي، وكان تمامه يوم: الأربعاء قبل صلاة الظهر في مسجد الخادم من قرية حبرا، اليوم الرابع من شهر رجب سنة 1075هجرية. نجد بعد هذا عبارة: «تمّ معروضًا على نسخته والله أعلم بصحته، وذلك ضحى الثلاثاء لست ليال بقين من شهر ذي القعدة من شهور سنة خمس وسبعون وألف من الهجرة، وكتبه الفقير لله تعالى محمد بن علي بن أحمد بن سعيد بيده» (ص: 579) بعد حرد المتن.

ما يميز هذه المخطوط أيضا وجود بعض التقييدات والمسائل الفقهية المهمة في أوله، وسأذكر بعض التقييدات التي بدت لي مهمة منها: « أخذت هذا الكتاب على سبيل العارية لا لي فيه ملك ولا تصرُّف وهو من يد الشيخ الأجل عدي عمران راشد العدواني النزوي مسكنا والإباضي مذهبا، غفر الله له ..ولوالديه ولجميع المسلمين آمين آمين، وكفى بالله شاهدا، وكان الفراغ من هذا الكتاب وقت الظهر و 12 من الشهر المبارك شهر الحج من سنة خمس وخمسين ومائة وألف من الهجرة النبوية، في زمن الإمام المنصور سلطان بن مرشد، والوالي المذكور بلعرب بن محمد بن سلطان اليعربيين كتبته وأنا الأقل لله عبد الحق..» (ص: 1).