1028020
1028020
روضة الصائم

موسوعات عمانية - النسخة الثالثة من «التبيان» تحتاج إلى ترميم والرابعة تتميز بقصيدة في الأحكام للشيخ خميس

04 يونيو 2017
04 يونيو 2017

إدريس باحامد القراري -

تقع النسخة الثالثة من القطعة الثانية من جامع التبيان المرقمة بـ«454» في 498 على الصحيح مع اعتبار الزيادات، وفي 487 صفحة إن لم نعتبر الزيادات، مقاس الصفحة الواحدة 27 سم طولا، 23 سم عرضا، تحمل كل صفحة ما يقارب 17 سطرا، منسوخ بخط النسخ المشرقي الجميل والواضح عموما، بلون أسود وهو الغالب وأحمر وهو قليل كعادة النساخ، لم أعثر على بيانات النسخ ذلك أن حرد المتن غير موجود، ورق المخطوط أصفر قاتم مائل إلى اللون البني، يظهر عليه الوهن والضعف، لقدمه، حتى أننا نلاحظ ذلك على حواف الصفحات الأولى والأخيرة، وهي حقيقة تحتاج إلى ترميم عاجل حفاظا عليها، والمطلع على المخطوط يلحظ عليه آثارًا للسوائل والرطوبة وغيرها، دون أن يؤثر ذلك على المادة العلمية عموما، ما يميز هذه القطعة وجود خوامش مهمة عبارة عن زيادات على متن الكتاب إما توضيحية أو إضافية، إضافة إلى هامش تعريفي لما في القطعة من أبواب تبتدئ بباب: الأيتام والقيام بهم وتنتهي بباب: القصاص والجراحات، ما يعني أن القطعة غير مكتملة مقارنة بالقطعة الأخرى المكتملة. كما لا نغفل عن التقييدات المهمة في أول المخطوط وآخره حيث نقرأ في أوله دعاءين مهمّين، وفي آخر المخطوط إضافات متنوعة تتمثل في: قصيدة لامرئ القيس، وبعض القول في مسألة في تصرّف الصبي، ثمَّ قصة أعرابي مع ابنه يبحثان عن إبلهما وفيها حكمة كبيرة، ثم فائدة مهمة عن بعض الأوزان والعملات العمانية، مثل الدرهم والأوقية، والمثقال والقراط، وقال الناسخ لهذه المعلومات: إنه وجدها بخطّ الشيخ: أبي عبدالله عمر بن زياد بن أحمد بن راشد كتبه سنة: 934 هجرية، ثم ذكر بعد ذلك أنواع العلوم الشرعية المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونقرأ بعد هذه التقييدات حكمة مهمة عن ابن عباس ثم بعض العلاجات بالأعشاب وبعض الأدعية التي يدعو بها الإنسان ليحفظه الله تعالى.

أما النسخة الرابعة من جامع التبيان رقم «512» فتقع هذه النسخة في 367 صفحة على الصحيح إذا لم نعتبر الزيادات، وإذا اعتبرنا الزيادات وهي عبارة عن قصيدة الشيخ خميس في أحكام الشرع، فإنَّ عدد الصفحات سيصل إلى 381 صفحة، مقاس الصفحة الواحدة: 31 سم طولا و31 سم عرضا، عدد الأسطر: 24 سطرا، مكتوب بخط النسخ المشرقي الجميل والواضح وهو قريب إلى النسخ، باللون الأسود وهو الغالب والأحمر وقد خصص لبعض العناوين والألفاظ كلفظ: مسألة، والجواب، نسخ هذه القطعة الشيخ محمد بن سليمة بن محمد بن عمر السليمي الأزكوي، نسخه لسيده نجاد بن سالم بن نجاد الغافري القرشي النزاري، وذلك صبيحة الجمعة 26 شوال 1159هجري، ما يلاحظ على هذه القطعة وجود تآكل واضح في الصفحات الأولى والأخيرة منه، الأمْرُ الذي جعل السيد محمد - رحمه الله - يُغلِّفُ الصَّفحات المتآكلة تغليفا حراريا حفاظا عليها، إضافة إلى وجود آثار رطوبة وأحبار وغيرها مما لم يؤثر على المادة العلمية، إضافة إلى وجود بعض الهوامش التوضيحية، ما يميز هذه القطعة وجود قصيدة في الأحكام للشيخ خميس تتجاوز العشر صفحات، بعد حرد المتن الأصلي، ثم مسائل في الأموال، وبعض العلاجات، وبعد هذا تقييد مهمٌّ يؤكد أن هذه النسخة معروضة على النسخة التي نسخ منها بنفس تاريخ النسخ المتقدم.

ما يميز هذه القطعة أيضا تقييدات بخط الناسخ نجاد بن سالم بن نجاد الغافري منها في أحكام الحرب، ثم ذكر تولي الإمام بلعرب بن حمير بن سلطان اليعربي للإمامة، مع ذكر أسماء بعض المشايخ الذين أرسلوا رسائل للإمام الذي كان قبله مؤكدين اختيارهم لبلعرب إماما لهم، فقد ذكر من المشايخ: محمد بن عبدالله بن محمد بن بشير المدادي الذي أرسل مكتوبا إلى الإمام سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي، يبلغه بأنهم قد اختاروا إماما غيره، وذكر قائمة من المشايخ الذين أيدوا ذلك منهم: سليمان بن عبدالله بن سليمان الكندي السمدي النزوي، وصالح بن محمد بن عبدالله الكندي السمدي، وخميس بن سعيد بن أحمد الكندي السمدي، والشيخ سالم بن راشد بن سالم بن ربيعة البهلوي، وحساس بن عمر الحراصي، وسليمان بن بلعرب بن عامر بن عبدالله بن بلعرب النزوي، ومحمد بن بلعرب العقري النزوي، والشيخ سليمان بن محمد بن أحمد المدَّادِي النَّزْوِي، وَسَعِيد بن سالم بن عمر وعبدالله بن ناصر بن سليمان بن محمد بن مداد، والفقيه سليمان بن سيف بن سليمان.

وبعد هذا التقييد التاريخي المهمّ الذي يحتاج إلى مزيد من الدقة والدراسة، نجد تقييدا آخر مفاده أن هذا المخطوط أوقفه الشيخ عبدالله بن محمد بن سعيد الخروصي، وشهد بذلك الشيخ سالم بن محمد بن مسعود [الكمياني]. وللعلم فإن هذه القطعة بدأت بباب الضمانات والغصب، وانتهت بباب: أنواع من الأثر من الأحكام والأديان وغير ذلك من أنواع الشرع وفنونه.