1026989
1026989
روضة الصائم

اللويهي: قرأت القرآن بجامع العلاية بالرستاق وحفظته كاملا في ســــن الخامسة والعشــرين وطـــلبت للقضاء في 1978

03 يونيو 2017
03 يونيو 2017

في سلك القضاء منذ 38 عاما -

أجرى اللقاء - سيف بن سالم الفضيلي -

عندما تهاتف أو تقابل أحد المشايخ في بلادنا المباركة تشعر بطمأنينة في قلبك وسكينة ذلك لأنهم مشايخ عرفوا الله فكانوا نورا يهتدي به الناس في ظلمات الحياة الحالكة التي تعج بشتى صنوف الفتن والأحوال، وفضيلة الشيخ سليمان بن عبدالله بن خلفان اللويهي الغافري القاضي بالمحكمة العليا أحد المشايخ الذين ترتاح لهم النفس وتستأنس بهم القلوب وتود أن لا تفارقهم لحظة واحدة.. إذ تجد فيهم الأخلاق المحمدية من تواضع وسعة القلوب ورحابة الصدور والابتسامة الصادقة والاهتمام والاستماع الجيد لمن يتشرف بلقائهم..

التقيت فضيلة الشيخ عندما كان عمري في حدود الأربعة والعشرين سنة عندما كان قاضيا في ولاية بركاء وكنت أتعجب من هدوئه وسرعة بديهته وإصغائه لمن يأتي إليه وها أنا أزوره بعد تلك الفترة من السنين وأنا في عمر السابعة والأربعين بالمحكمة العليا حيث مكتبه ليستقبلني ويذكرني بمعرفته بأبي منذ تلك الفترة التي كان فيها قاضيا في ولاية بركاء..

لم أكن في الحقيقة مستعدا للقاء مع فضيلته ولم أجهز شيئا من الأسئلة التي تليق بمقامه وخبرته ومكانته في سلك القضاء كون اللقاء كان من المفترض أن يقوم به أحد الزملاء ولكن لظرف معين لم يتمكن..

من بين ما ألهمني الله تعالى به أن أسأله عن المراحل التي مر بها في التعليم في الجانب الشرعي والفقهي وغيره منذ صغره فأجابني: في ذلك الوقت الذي نشأنا فيه وحسب خطوات التعليم قرأنا القرآن ودرسناه بمدرسة جامع العلاية ثم بفضل الله تعالى ختمت القرآن وحفظته عن ظهر قلب وأنا في سن الخامسة والعشرين بعد أن اتخذت لنفسي وقتا لحفظ القرآن والله تعالى يسر لي ذلك وحفظته.

ثم بدأنا بعد ذلك القراءة في الكتب الفقهية بدون شيخ ثم التحقنا بجامع البياضة في قلب قلعة الرستاق ودرسنا مع مشايخ منهم الشيخ سيف بن نبهان البراشدي لا زال حيا، ومنهم الشيخ سليمان بن مهنا السالمي قد توفي رحمة الله عليه في عام 1403هجرية، ومنهم الشيخ سالم بن سيف اللمكي فكان يعلمنا فنون الخط.

ودرسنا أولا أبواب الفقه «تلقين الصبيان» ثم أخذنا نقرأ في «الجوهر» في الجانب الفقهي ثم أيضا في جانب النحو «ملحة الإعراب» عن الحريري ثم «الألفية» لابن مالك في النحو، كذلك الميراث تعلمناه مع الشيخ سيف بن نبهان والشيخ سليمان بن مهنا وهما متخصصان في الميراث والفقه، أخذنا شيئا لا بأس به في جانب التفسير للقرآن، وفي تفسير الحديث.

حفظت مسند الإمام الربيع بأكمله، وكذلك جملة أحاديث أخرى من مسانيد أخرى، ومما منّ الله تعالى به عليّ أن حفظت متونا بينها متن الألفية حيث حفظت كثيرا منها وكذلك من ملحة الإعراب وكذلك في العقيدة غاية المراد وبهجة الأنوار للشيخ السالمي وبالجملة فالمشايخ هؤلاء كانوا أساتذتي حتى عام 1978 حيث طُلبت في القضاء وفي بداية الثمانينيات تم تعييني في القضاء وكنت مع الشيخ القاضي سعيد بن محمد الكندي حيث تعلمت عنده القضاء الشرعي والأحكام الشرعية وكنت كذلك قد تعلمت مع الشيخ سعيد بن خلف الخروصي رحمة الله عليه في عام 1975 م حيث كان في الرستاق وكنت أحضر عنده وأقرأ في الفقه وأيضا في مسائل الأحكام.

أما مشايخي الذين أخذت منهم أكثر فهم الشيخ سليمان بن مهنا السالمي والشيخ سيف بن نبهان البراشدي والشيخ سعيد بن محمد الكندي والشيخ سعيد بن خلف الخروصي والشيخ عبدالله بن الإمام كان من جواري وكنا نتذاكر مسائل متنوعة، وبقية الأشياخ كالشيخ مهنا بن شامس والشيخ ناصر بن راشد المنذري لازمتهم ولكن أكثر المعلومات أخذتها من الأشياخ الذين ذكرتهم سابقا.

درّست القرآن الكريم

ويواصل الشيخ اللويهي حديثه: وقبل أن أعين في سلك القضاء درّست القرآن الكريم قبل الثمانين في منطقة سداب بمسقط ودرّست في علاية الرستاق القرآن، ثم أيضا درّست الفقه في مسجد البيّاضة حيث أوكل بعض المشايخ إليّ تدريس بعض الطلبة.

وفي 1987 انتدبت للاستئناف وفي 1993 عينت رسميا في وزارة العدل وفي 2001 كنت أوائل المعينين في المحكمة العليا وما زلت على رأس عملي.

وفترة من الزمن انتدبت ضمن لجنة استطلاع الأهلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

والحمد لله ها أنا الآن في سلك القضاء منذ 38 عاما والى الآن ونسأل الله السلامة والعافية.

حل بعض الأمور الشائكة..

وتحدث فضيلة الشيخ اللويهي عن بعض الأمور الشائكة التي حدثت معه وهو يقضي بين الناس ووفقه الله تعالى لحلها: كثير من الأمور حصلت ولكن مما احفظه الآن، فقد كنت قاضيا في ولاية المصنعة إذ تقدم إليّ رجلان يشتكيان من شخص سوّلت له نفسه بأخذ مجموعة أشياء من مضخة ماء وضعاها في حفرة خاصة معدة لها في مزرعتهما وتركها غير صالحة للعمل، وتم إحضار هذا الشخص فأنكر إنكارا قطعيا، ومن حسن الحظ أنهم احتفظوا بأثر قدم ذلك الشخص، وقد أتوا بالقائف الذي كان يتم التعرف من خلاله على آثار الأشخاص، وهو متمرس في هذا الجانب، فالقائف أكد أن هذا الشخص المتهم هو الذي نزل في الحفرة وخرب المضخة، ولكن هذا الشخص أنكر ذلك أيضا.

وقد كان القائف شخصا واحدا، والقيافة عند العلماء فيها اختلاف ليؤخذ بها كقرينة، فقلت نقف أنا والخصوم فوق المكان نظرا للاحتفاظ بالأثر، فحضرنا سويا أنا والكاتب بالمحكمة والعسكري والسائق والمدعى عليه والمدعون والقائف، فسألنا القائف وقال: نعم، هذا هو أثر هذا الشخص. بعدها طلبت من المدعين والقائف أن يتركوا المكان وأن يحضروا بعد نصف ساعة فخرجوا فقلت للعسكري اجعل قدمك هنا ومن بعده الكاتب فالسائق فالمتهم لأرى آثار أقدامهم، ثم بعد نصف ساعة رجع القائف والمدعون، فقلت للقائف هل أنت تؤكد على هذا الشخص، فقال: نعم، فقلت له: هذه الآثار، فأخرج لي أثر هذا المتهم من بين هذه الآثار علما بأني وضعت أثر المتهم آخر أثر عمدا، فأخذ ينظر إلى كل واحدة من تلك الآثار، فأشار الى أثر المتهم، فقلت له هل أنت متأكد؟ أليست أثر السائق تلك؟ قال: لا، تلك أثر المتهم. عندئذ طاحت شوكة المتهم. وقال: إن الشيطان سوّل لي هذا الفعل. فاعترف بفعلته. وهناك نوادر كثيرة ولكن لا أحفظها.

جهد في التأليف

وفي جانب التأليف يقول فضيلته: كتبت كتاب «النفائس» من 4 أجزاء وهو نتاج اجتماع مع بعض الإخوة من مدرسين وطلبة حيث كنا نتدارس وإياهم بعض الكتب كالمعارج أو المعتمد فيأتي هذا بمسألة نحوية والثاني بمسألة فقهية والثالث في الصرف والرابع في الميراث ثم نقوم بحلها من خلال القيام بسؤال جميع الأشخاص واحدا واحدا لنرى قوله في تلك المسائل فإن وجدنا صوابا مع احدهم صوبناه وان لم نجد بيّنا لهم جواب المسألة مع دليلها، وكان هناك كاتب يكتب هذه المسائل والأجوبة وهو سعيد بن عبدالله النيري ومن يقوم مقامه أحيانا حيث يكتب السؤال والجواب، فاستمررنا كل ليلة جمعة ومن خلال تلك المدارسة خرجنا بثلاثة أجزاء حتى الآن والرابع في طريقه للطباعة.

وكذلك ألفت «رسالة في الحجاب» والثالث كتاب «سؤال تلميذ وجواب أستاذ» وكذلك كتاب «شرح لتائية الألبيري وإعرابها» وكتاب في «أحكام الأضحية» ورسالة شاملة «في الذكر والدعاء» ورسالة في طريق الإعداد «في أحكام العقيقة» و«تراجم للعلماء والقضاة» تمت كتابتها ولكن لم يتم جمعها.

ذكريات بعثة الحج

أما عن ذكرياته مع بعثة الحج العمانية فيقول: من ذكريات الحج العمانية إني انتدبت في بعثة الحج العمانية لمدة 9 سنوات كمفتٍ في البعثة وقد أديت بفضل الله 19 حجة، وأيضا كنت عضوا في اختبارات القضاة المستجدين لمدة 15 عاما.

أسرار العلماء

بعض العلماء عندهم أسرار كإجابة الدعاء أو الرقية على مريض فيشفيه الله تعالى، ما رأي فضيلتكم في ذلك: وما ذلك على الله بعزيز فالله تعالى يقول «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» فالذي يقرأ بالقرآن فإن القرآن فيه شفاء ورحمة والفاتحة فيها رقية وفيها دعاء هذا مما لا يشك الإنسان فيه وقد وردت آيات الشفاء فيه «وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» «هُدًى وَشِفَاءٌ» «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» فإذا قرأ الإنسان بإخلاص ونية وتوكل على الله فيستجيب الله له ويشفى وقد جربناه بأنفسنا على أناس وكتب الله لهم الشفاء وقد وردت أدعية في هذا الجانب يدعو بها الإنسان، فبعض الأحيان (وليس هذا من جانب الفخر) تشتبه علينا أمور فأدعو بهذا الدعاء «اللهم افتح لي من خزائن علمك فتحا مباركا إنك أنت الفتّاح العليم» أقرأها 3 مرات فإذا اشتبهت عليّ آي أو نسيت شيئا أتداركه.