1025434
1025434
روضة الصائم

موسوعات عمانية - النسخة السادسة من جامع ابن بركة تمتاز بالخط الجميل القريب إلى الثلـث ظـهر عليه التميز في الكتابة والجودة

31 مايو 2017
31 مايو 2017

إدريس باحامد القراري -

النسخة السادسة: برقم: (416).

تقع هذه النسخة مع نظيراتها في قسم جامع ابن بركة ضمن خزانة حرف الجيم وتحمل بين طياتها (601) من الصفحات، إلا أن النهاية الفعلية للجامع في صفحة رقم: (599)، وما بعده إضافات وهي عبارة عن قصيدة من نظم الناسخ كما سيأتي ذكر اسمه، نسخ المخطوط الشيخ: سليمان بن محمد بن مدّاد، بتاريخ: نهار الخميس لثمان وعشرين ليلة خلت من شهر صفر 1097هجرية، نسخه بخط جميل جدّا قريب إلى الثلث، ظهر عليه التميز في الكتابة والجودة في ذلك، لأن القارئ لا يجد في ذلك صعوبة، مستعملا اللونين المعتادين للنسخ في تلك الفترة وهما اللون الأسود وهو الغالب والأحمر لبعض الألفاظ ورؤوس المسائل والأبواب، ورق المخطوط أبيض مائل إلى الصفرة يبدو عليه القدم، خاصة الصفحات الأولى من المخطوط، مقاس الصفحات 30 سم طولا، و20 سم عرضا، تحمل كل صفحة ما يقارب: 26 سطرا، ويلاحظ على ورق المخطوط التأثر بعوامل الزمن و على رأسها الرطوبة، وبعض الملوحة في بعض الصفحات، الأمر الذي يؤكد قدم النسخة وأهميتها، وهذا ما تحكيه لنا حواف الصفحات التي تأثر كثير منها بتلك العوامل دون أن يؤثر ذلك على المادة العلمية للمخطوط، يبدو أن الصفحات الأولى منه خضعت لترميم بدائي بغية الحفاظ على الأوراق المتأثرة وهو في الحقيقة محتاج إلى مزيد من العناية لما له من قيمة علمية وحضارية. ما يميز هذه القطعة وجود تقييد مهم في أولها مفاده: «قطعتُ على هذا الجامع بيدي وأنا الأقل لله عز وجلّ أفقر عباد الله إلى رحمته وأحوجهم لغفرانه: ناصر بن سليمان بن محمد بن مداد بن عبد الله بن مدّاد الإباضي العقري النزوي، وذلك في سنة سنتين ومائة سنة وألف سنة من الهجرة النبوية على مهاجرها الصلاة مع السلام» (قبل بداية المخطوط). الأمر الذي يدل على أنه المخطوط انتقل إليه بالوراثة وقيد عليه هذا التقييد المهم. ولعل من بين التقييدات المهمة أيضا ذلك التمليك الذي قيده الشيخ سليمان بن ناصر بعد نهاية الفهرس مفاده: « تمّت الأبواب من جامع الشيخ أبي محمد رحمه الله وذلك نهار الثلاثاء لسبع ليال خلون من شهر ذي الحجة من شهور سنة ست سنين وتسعين سنة وألف سنة من الهجرة (1096هـ) على يد مالكه من فضل الله، مالكه: الأقل لله  سليمان بن محمد بن مداد بن أحمد بن مداد بن عبد الله بن مداد، وهو يسأل الله أن يرزقه حفظه والعمل بما فيه » والحقيقة أن تاريخ هذا التقييد مهم جدا بالنظر إلى آخر تاريخ النسخ الذي كان سنة 1097هـ فهذا يدل على أن المخطوط أخذ زمنا في تدوينه، خاصة إن رأينا التقييد الموجود في أول الكتاب، والتقييد الوارد في آخر الكتاب، ولا نغفل عن بعض العلاجات المذكورة قبل فهرس الكتاب وبدايته، إضافة إلى القصيدة الرائعة التي زين بها خاتمة الكتاب من نظم الشيخ سليمان بن محمد بن مداد. يحكي فيها عن الدنيا وزينتها ويحذر من الغواية. كما نلاحظ تقييد الشيخ لمسألة مهمة من كتاب حل المشكلات بعد حرد المتن.

بداية هذه القطعة: «هذا جامع الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن بركة رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، الحمد لله الواحد القهّار الكبير المتعال...»(ص:3).

نهاية هذه القطعة: «تمَّ باب الوصايا أما باب الجهاد والدّما والديات ونحو ذلك مما ذكره في الجزء قد تقدم من باب الوصايا في هذه النسخة ليعلم الناظر ذلك» بعده حرد المتن. (ص 599).