ahmed-ok
ahmed-ok
أعمدة

نوافـذ :الفرق الرياضية .. على المحك

19 مايو 2017
19 مايو 2017

أحمد بن سالم الفلاحي -

[email protected] -

تعيش كثير من الفرق الرياضية حالة من عدم الرضا، وربما عدم القناعة في الانضمام إلى الأندية القريبة منها، سواء على مستوى الولاية ذاتها التي تكون فيها مثل هذه الفرق، أو في ولايات أخرى بعيدة نسبيا عن مقار الأندية، ولذلك تتبنى إداراتها الاستقلالية الإدارية والمالية، وهي على هذا التوجه ذاهبة، على الرغم من الخسارة الكبيرة التي تكون عليها الأندية من فقدان طاقات شابة كثيرة معها من المواهب في مختلف المجالات؛ وليس المجال الرياضي فقط، قياسا بالإمكانيات المحدودة لهذه الفرق، التي تعتمد في تمويلها على الجهد الذاتي لأعضائها.

هذه الحالة تفرض تساؤلات كثيرة من قبل عدد غير قليل من المتابعين والمهتمين بالشأن الرياضي، ومن المهتمين بشأن هذه الفرق، على وجه الخصوص، التي تعيش هذا الاستقلال الإداري والمالي دون الرجوع إلى الأندية خاصة في قضايا التمويل المالي والفني على حد سواء، وهذه التساؤلات تذهب إلى ضرورة أن يكون لهذه الفرق، حتى وإن لم تنضم إلى الأندية، شيئا من النظام الإداري والمالي يكون واضحا أمام الجهات المعنية، وخاصة وزارة الشؤون الرياضية، وذلك للحد، كما يرى هؤلاء المهتمون، من حالات الاختلاف التي تحدث بين أعضائها، وحالات عدم التوافق بينهم في كثير من أوجه الصدام، خاصة أن بعض الفرق الرياضية أصبح لها دخل جيد، وهذا الدخل يحتاج إلى توظيفه التوظيف الجيد، بما يعزز هذه الفرق، ويخدم أعضاءها بما يتوافق مع ما تذهب إليه الأندية من الأهداف المراد تحقيقها، ومن الخطط والبرامج التي تعزز مسيرة الرياضة في السلطنة.

أيام قليلة ويحل الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك العزيز على قلب كل مسلم، وفي هذا الشهر بالذات، تنشط هذه الفرق بخلاف كل أشهر السنة، وذلك لملأ الفراغ الذي يكون عادة بعد صلاة التراويح حتى صلاة الفجر، خاصة أن فترة الدوام الرسمي تكون مختصرة بساعتين عن أيام الفطر، حيث تقوم هذه الفرق باستغلال وقت فراغ أعضائها من خلال مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، وهذا توجه حميد تذهب إليه هذه الفرق، ويحسب لإداراتها الواعية في تبني برامج إبداعية من شأنها أن تضيف رصيدا معرفيا لأبناء الأحياء التي يمثلها هذا الفريق أو ذاك، ولا يقبل منها دون ذلك، خاصة أن جل أعضاء هذه الفرق من الفئات الواعية في المجتمع، ومن هم يتحملون مسؤوليات المهمة التي يقومون بها، ويعون التزاماتها العديدة، وهم بذلك يساهمون مساهمة مباشرة في المسؤولية الاجتماعية المأمولة من هذه الفرق.

ما يمكن أن نختم به هذه المناقشة في هذا الجانب أن تكون هناك كلمة سواء بين إدارات هذه الفرق، وبين إدارات الأندية، لأن الغاية والهدف في تقدير الكثيرين من المهتمين بهذا الجانب، ليس فقط انضمام هذه الفرق إلى الأندية – مع أهمية ذلك – ولكن الاستغلال الأمثل للطاقات الشبابية، وتوظيفها بما يخدم آمالهم وطموحاتهم، ويأخذ بمواهبهم إلى الارتقاء والتحقق، لإضافة مكاسب أخرى في مشروع الوطن الكبير، مع اليقين أن إدارات هذه الفرق هي الأقرب إلى اكتشاف هذه المواهب وتشجيعها نظرا لقربها منهم، فكما هو معروف أن إدارات الأندية لا تقف كثيرا على التفاصيل الصغيرة بحكم المهام والمسؤوليات المنوطة بالنادي، وبالتالي فهي تهتم بالعموميات والمشاريع الكبيرة للنادي، وتبقى – في المقابل – الفرصة أكبر أمام إدارات الفرق الرياضية لكي تلجم هذه الثغرة من خلال احتوائها لمثل هذه الطاقات الشابة التي تتميز في كثير من الأنشطة الفردية، وفي المقابل على إدارات الأندية أن لا تنسى هذه الفرق، وتحاول مؤازرتها قدر الإمكان؛ حتى وإن لم تنضم إليها بصورة رسمية.