mohammed
mohammed
أعمدة

شفافية: مؤشر الصناعة وأداء القطــاع

09 مايو 2017
09 مايو 2017

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

يتساءل الكثيرون هل يعكس التراجع الحاد الذي سجله مؤشر قطاع الصناعة في شهر أبريل الماضي عندما هبط بنسبة 4.4% أداء القطاع الصناعي في الربع الأول من العام الجاري وتوقعات المستثمرين خلال العام؟. وللإجابة على هذا التساؤل سنسلط الضوء على أداء عدد من الشركات الصناعية المدرجة في عيّنة مؤشر قطاع الصناعة الذي يضم 15 شركة بلغت قيمتها السوقية بنهاية الأسبوع الماضي 929.2 مليون ريال عماني.

ولعل أبرز ما يشد انتباهنا ونحن نقرأ القوائم المالية للشركات الصناعية أن العديد منها سجلت تراجعا في إيراداتها وأرباحها الصافية لأسباب مختلفة، وعلى سبيل المثال فإن قطاع الإسمنت تأثر بشكل واضح بالتعديلات التي طرأت على قانون ضريبة الدخل وهو ما سنتحدث عنه بشكل أكبر في مقال الأسبوع المقبل، وتشير النتائج المالية الأولية لشركة ريسوت للاسمنت - وهي أكبر شركة صناعية من حيث القيمة السوقية بـ 230 مليون ريال عماني إلى أن إيرادات الشركة تراجعت في الربع الأول من العام الجاري إلى 19.4 مليون ريال عماني مقابل 25.2 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، كما تراجعت أيضا إيرادات شركة أسمنت عمان من 15.8 مليون ريال عماني إلى 14.7 مليون ريال عماني، وقالت الشركة إنها استمرت في بذل الجهود للتغلب على الآثار السلبية للزيادة الحادة في أسعار بعض العناصر الرئيسية للتكلفة وذلك بتحسين إدارة التكاليف وبذل الجهود لتحسين الإنتاجية، مشيرة إلى أن توسعة طاقات المصنع بإضافة طاحونة جديدة ستساهم في تحقيق نسب عالية من الإنتاجية ومزيد من التحسين لأداء الشركة.

وفي قطاع آخر قالت شركة صناعة الكابلات العمانية إن نتائجها المالية في الربع الأول من العام الجاري تأثرت “بسبب استمرار الضغط التنافسي على أسعار البيع وتكاليف المواد الأولية وكذلك بضعف النتائج الربعية للشركة العمانية لصناعة الألمنيوم بالإضافة إلى زيادة معدلات الضريبة”.

كذلك سجلت شركة الأنوار لبلاط السيراميك تراجعا في مبيعاتها من 6.2 مليون ريال عماني إلى 5.6 مليون ريال عماني كما تراجعت أرباحها الصافية من مليون ريال عماني إلى 616 ألف ريال عماني، وقالت الشركة إن أداءها تأثر في الربع الأول من العام الجاري بعدد من العوامل من بينها تراجع الطلب وزيادة تكاليف الكهرباء.

أما شركة المها للسيراميك فقد تمكنت من زيادة مبيعاتها بنحو 64 ألف ريال عماني لتبلغ مليونين و466 ألف ريال عماني، وقالت الشركة إن هذا الأداء جاء بالرغم من تباطؤ الأسواق الإقليمية خلال السنتين الماضيتين، موضحة أن الربع الأول من العام الجاري شهد زيادة في تكاليف التصنيع بسبب الزيادة في تكلفة الخدمات بالإضافة إلى ذلك فإن تكاليف تقديم الخدمات للزبائن في ارتفاع بسبب ازدياد حدة المنافسة وقد أدت هذه العوامل إلى زيادة بنسبة 9.4% في إجمالي الإنفاق وهو ما أدى إلى تراجع الأرباح الصافية للشركة إلى 485 ألف ريال عماني مقابل 631 ألف ريال عماني في الربع الأول من العام الماضي.

إلا أنه رغم تراجع إيرادات وأرباح عدد من الشركات الصناعية سجلت عدد من الشركات الأخرى نموا في الإيرادات من بينها مطاحن صلالة التي ارتفعت مبيعات شركتها الأم من 13.9 مليون ريال عماني إلى حوالي 14.8 مليون ريال عماني، وارتفع صافي الأرباح من مليون و45 ألف ريال عماني إلى مليون و270 ألف ريال عماني، كذلك سجلت شركة الجزيرة للمنتجات الحديدية زيادة مبيعاتها في مبيعاتها التي ارتفعت من 14.7 مليون ريال عماني إلى 23 مليون ريال عماني وزادت الأرباح الصافية من 818 ألف ريال عماني إلى 1.3 مليون ريال عماني، وقالت الشركة إن هذه النتائج تأتي على الرغم من استمرار ضعف صناعة الحديد العالمية.

إن التراجع الذي سجله مؤشر قطاع الصناعة الذي فقد في شهر ابريل 348 نقطة يعكس إلى حد كبير أداء القطاع الصناعي الذي - كما تشير التقارير الربعية التي أصدرتها الشركات الصناعية - يواجه منافسة حادة في أسواق التصدير وسط ضعف الطلب المحلي والخارجي وزيادة تكاليف الإنتاج وهي عوامل من شأنها التأثير على النتائج المالية للشركات من جهة والتأثير من جهة أخرى على الاقتصاد الوطني، وفي ظل توجه السلطنة لتنويع مصادر الدخل وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين فإن القطاع الصناعي يحتاج إلى مزيد من الاهتمام ليس من قبل الجهات الحكومية فقط وإنما أيضا من قبل المواطنين الذين يتوجب عليهم مساندة الشركات المحلية من خلال زيادة مشترياتهم منها، كما أن الشركات مطالبة أيضا بتسويق علاماتها التجارية في السلطنة بشكل حديث ومبتكر يتجاوب مع تطلعات المجتمع.