كلمة عمان

تعميق التفاعل بين التعليم وسوق العمل

08 مايو 2017
08 مايو 2017

على امتداد سنوات طويلة، وفي ظل الزيادة الكبيرة والمطردة، سواء في أعداد الطلاب في مختلف المراحل التعليمية، أو في مخرجات المراحل التعليمية المختلفة وانضمامها إلى سوق العمل، ازدادت الدعوة لضرورة التفاعل والمواءمة بين المؤسسات التعليمية وبين احتياجات التنمية الوطنية، من القوى العاملة في المجالات المختلفة، وذلك حتى تقوم مؤسسات التعليم المختلفة بتوجيه جهودها في المجالات والاتجاهات، التي تؤدي في النهاية إلى إعداد وتأهيل خريجين قادرين على العمل بكفاءة في المجالات والفرص المتوفرة والمطلوبة في القطاعات المختلفة من ناحية، وعلى أمل الحد، قدر الإمكان، من الزيادة الملموسة في أعداد القوى العاملة الوافدة من ناحية ثانية .

ومع أن هناك جهودا متفرقة في هذا المجال، سواء من جانب وزارة التعليم العالي، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة القوى العاملة وغرفة تجارة وصناعة عمان، ومؤسسات التعليم العالي المختلفة، وفي مقدمتها جامعة السلطان قابوس والجامعات الأهلية والكليات الجامعية، سواء في إدخال تعديلات على المناهج الدراسية، أو في تدريس برامج أكاديمية جديدة وأكثر ارتباطا باحتياجات سوق العمل، وهي احتياجات متطورة، أو في الاهتمام بالتعليم المهني، وبإكساب الطلاب مهارات عملية مختلفة، فإنه ليس مصادفة أبدا أن تنظم جامعة السلطان قابوس، وهي الجامعة الأم، ملتقى ربط مؤسسات التعليم العالي في السلطنة بالقطاعين العام والخاص، وهو الملتقى الذي عقد بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وتضمن معرضا أيضا اشتمل على عدد من المشروعات.

ولعل ما ميز ملتقى ربط مؤسسات التعليم العالي في السلطنة بالقطاعين العام والخاص، أنه اتسم بمشاركة كبيرة، بلغت سبعين وحدة حكومية وأكاديمية وخاصة، تفاعلت من خلال أوراق العمل والمناقشات التي تمت أمس الأول في محاولة للوصول إلى أفضل السبل في تحقيق مزيد من التفاعل الأعمق والأوسع بين مؤسسات التعليم العالي، وبين مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، مع التركيز على دفع وتنشيط عمليات الابتكار والاستفادة العملية بالبحوث والأفكار العلمية لتعزيز جهود التنمية، والتغلب على أية معوقات بالطرق العلمية، كما تمت الإشارة إلى تجارب دولية ناجحة، من الولايات المتحدة واليابان وجنوب إفريقيا وغيرها، للاستنارة بها بشكل أو بآخر.

وفي حين يشكل هذا الملتقى جهدا إضافيا ومطلوبا، فإن الاستفادة مما تم طرحه خلاله من أفكار ومقترحات ودروس وتجارب ناجحة، يقتضي تعاونا حقيقيا وواسعا وعميقا ومتواصلا أيضا بين الجهات الحكومية والأكاديمية ومؤسسات القطاع العام والخاص، لإتاحة الفرصة أمام أفكار وابتكارات أبنائنا وبناتنا لتشق طريقها إلى التطبيق العملي، ولتتحول من أفكار على الورق إلى منتجات ملموسة تفيد الوطن والمواطن، والمؤكد أن دعم الحكومة ودور جامعة السلطان قابوس ومؤسسات القطاع الخاص له بالغ الأهمية لتحقيق ذلك، وهو ما سيشجع بالضرورة أبناءنا وبناتنا لمزيد من الاجتهاد والابتكار طالما يرون أفكارهم تتحول إلى منتجات مفيدة وهو ما يخدم الوطن والمواطن والتنمية المستدامة.